الخوف من التغيير وتأثير التحول الرقمي على المؤسسات والأفراد
الخوف من التغيير هو طبيعه بشرية شائعة عند مواجهه كل ما هو مجهول وجديد.
يمكن أن يظهر على شكل مقاومة أو قلق أو الرفض التام لتبني أفكار أو طرق جديدة للقيام بالأعمال المعتاده.
في سياق التحول الرقمي، يمكن أن يشكل الخوف من التغييرعائقًا كبيرًا أمام المؤسسات والأفراد.
ومع ذلك، يعد التحول الرقمي ضروريًا للمؤسسات للحفاظ على قدرتها التنافسية والتكيف مع سوق الأعمال سريع التطور.
يشير التحول الرقمي إلى دمج التقنيات الرقمية في جميع جوانب المؤسسة، مما يؤدي إلى تغيير جذري في كيفية عملها وتقديم خدمات تناسب العملاء.
فيما يلي بعض التأثيرات الرئيسية للتحول الرقمي على المؤسسات
رفع الكفاءة وتطوير العملاء:
توفر التقنيات الرقمية إمكانيات كبيره لتحقيق المكاسب ورفع الكفاءة.
ومن خلال الاستفادة من الأليات وتحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي، يمكن للمؤسسات تبسيط العمليات وتحسين الإنتاجية وتقديم تجارب مخصصة للعملاء.
الميزة التنافسية:
يمكّن التحول الرقمي المؤسسات من الابتكار والتميز بين المنافسين في السوق.
ومن خلال تبني التقنيات ونماذج الأعمال الجديدة، يمكن للمؤسسات اكتساب مميزات فريدة وقد تكون محدده نوعا ما ولكنها تنافسية ومختلفه وتتيح بالتبعيه استجابة سريعه لاحتياجات العملاء المتغيرة.
الثقافة التنظيمية:
يتطلب التحول الرقمي تحولاً في الثقافة التنظيمية لجدول الاعمال. واجب الثقافة المتحولة رقميًا التركيز على العملاء، والابتكار، واتخاذ القرارات القائمة على البيانات، وسرعة التحول من حاله لاخري.
لذلك يجب علي القادة ضروره تعزيز العقلية الرقمية أولاً وإنشاء ثقافة منفتحة تحتضن التغيير والتعلم المستمر.
المهارات والقدرات:
يتطلب التحول الرقمي اكتساب مهارات جديدة تتناسب مع الأنظمة والتكنولوجيا الحديثه.
تحتاج المؤسسات إلى الاستثمار في تحسين مهارات القوى العاملة لديها وخلق ثقافة تعليمية للتكيف مع المشهد الرقمي المتغير.
نستعرض فيما يلي بعض التأثيرات الرئيسية للتحول الرقمي على الأشخاص
التغيير في الأدوار الوظيفية: غالبًا ما يؤدي التحول الرقمي إلى أليه مهام معينة وإنشاء أدوار وظيفية جديدة.
ونتيجه ذلك قد تصبح بعض الوظائف دون قيمه، في حين قد تظهر أدوار جديدة تتطلب مهارات رقمية معينه.
ويحتاج الأفراد إلى التكيف مع هذه التغيرات من خلال اكتساب مهارات جديدة وقبول التحديات الجديده بصدر رحب.
الخوف من فقدان الوظيفة: يعد الخوف من فقدان الوظيفة مصدر قلق شائع أثناء التحول الرقمي.
ومع ذلك، أظهرت الدراسات أنه على الرغم من إمكانية أليه بعض الوظائف، إلا أنه يتم أيضًا إنشاء وظائف جديدة نتيجة للتحول الرقمي.
ومن المهم إيصال الجوانب الإيجابية للتحول الرقمي وتقديم الدعم للأفراد لإعادة اكتساب المهارات والانتقال إلى أدوار جديدة.
مقاومة التغيير: الخوف من التغيير ورفضه أحيانًا يمكن أن يؤدي إلى مقاومة بين الموظفين.
وضروري جدًا أن تعالج المؤسسات هذه المقاومة من خلال إشراك الموظفين في عملية التحول الرقمي، وتوفير وسائل اتصال واضحة حول الفوائد، وتقديم التدريب والدعم لمساعدتهم على التكيف مع التقنيات وطرق العمل الجديدة.
فرص النمو: يمكن أن يخلق التحول الرقمي فرصًا للنمو الشخصي والمهني.
يمكن للأفراد الذين يتبنون التقنيات الرقمية ويكتسبون المهارات الرقمية تعزيز آفاق حياتهم المهنية والمساهمة في نجاح المنظمة.
الاستراتيجيات المطلوبه لمعالجة الخوف من التغيير أثناء التحول الرقمي
التواصل الفعال: التواصل الواضح وبكل شفافيه ضروري لمعالجة المخاوف والقلق.
يجب على المؤسسات إيضاح أسباب التحول الرقمي، والفوائد التي يجلبها، والدعم المتاح لمساعدة الأفراد على التنقل عبر التغييرات.
الشمول والتعاون: يمكن أن يساعد إشراك الموظفين في عملية التحول الرقمي في تخفيف المخاوف والمقاومة.
ومن خلال البحث عن المدخلات، وإشراك الموظفين في صنع القرار، وتعزيز بيئة تعاونية، يمكن للمؤسسات خلق شعور بالملكية والمشاركة.
التدريب وتحسين المهارات: يعد توفير فرص التدريب وتحسين المهارات أمرًا بالغ الأهمية لمساعدة الأفراد على التكيف مع احتياجاتهم من التقنيات الجديدة والأدوار الوظيفية.
يجب على المنظمات الاستثمار في برامج التعلم والتطوير لتزويد الموظفين بالمهارات اللازمة للتحول الرقمي.
إدارة التغيير: يجب ان تكون إدارة حازمه ومتغيرة بمعنى أن تكون فعلا إدارة تحول رقمي هدفه التطوير المستمر ويتوجب على القادة أن يكونو مرنين في اتخاذ القرار، وأن يتم متابعه القرارات إذا كانت فعاله أدت المهمات المسنده أو لا و في حاله “لا” يجب أن تتغير القرارات وطريقة الإدارة للوصول للأهداف؛ لأنه من المستحيل أن تتبع نفس الأسلوب وتنتظر نتائج مختلفة.
الاحتفال بالنجاحات الصغيرة: من الضروري التعرف على التغييرات بإستمرار والاحتفال برواد الأعمال القائمين على هذه التغييرات تقديرًا لمجهودهم وأفكارهم ومساهمتهم الفعالة في التحول الرقمي، مثل هذا الدعم سوف ينتج عنه تحفيز طاقم العمل وسوف يحفز أيضًا الفئات الرافضة والمقاومة للتغير للتغلب على المخاوف المصاحبة لعمليه التطوير وتعزيز حافز المنافسه بين من سبقوهم وبالتبعية سيعود عليهم وعلى المؤسسة بالنفع.
الخلاصه: عمليه التطوير والتحول الرقمي شاقه وصعبة وتحتاج أولًا الجهد والمثابرة ثم الكفاءة.
لا يمكن لفرد أن يكون ضمن فريق صناع الفارق إلا إذا كان مؤمنًا إيمانًا حقيقيًا بالتغيير وفوائده وأهدافه.
بقلـــــم
محمد حسين
رئيس إداره تطوير الأنظمه البنكية – بنك الاستثمار العربي