ارتفعت الأسهم الأوروبية بشكل حاد بعدما علق الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطط فرض رسوم جمركية متبادلة أعلى على عشرات الشركاء التجاريين، مما خفف من المخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية عالمية.
قفز مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 7.3% عند 8:09 صباحاً بتوقيت لندن، مع تسجيل جميع القطاعات مكاسب، وتصدر كل من قطاعي البنوك والتكنولوجيا الارتفاعات.
فيما ارتفع مؤشر “كاك 40” الفرنسي بنسبة 6.4%، بينما قفز مؤشر “داكس” الألماني بنسبة 7.8%. وإذا استمرت هذه المكاسب حتى نهاية اليوم، فإن الأسهم الأوروبية ستكون قد استعادت نحو نصف الخسائر التي تكبدتها منذ تسجيلها مستوى قياسياً في أوائل مارس.
الأسهم الأوروبية تتحرر من الضغوط
يأتي ذلك الصعود بعدما واجهت الأسهم الأوروبية ضغوطاً كبيرة ودخلت في منطقة التصحيح منذ إعلان ترمب الأسبوع الماضي عن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، شملت زيادات على واردات من الاتحاد الأوروبي. إلا أن ترمب أعلن الأربعاء عن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، في الوقت الذي شدد فيه القيود الجمركية على الصين.
قال راجيف دي ميلو، رئيس الاستثمار في شركة “غاما أسيت مانجمنت” إن هناك “بعض الانفراج، لكن الرسوم الجمركية البالغة 125% على الواردات من الصين، إضافةً إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالمفاوضات والآثار الجانبية الأخرى لهذه التقلبات قد تُبقي على علاوة المخاطر في معظم الأصول”.
ورجح أن يتردد ترمب في السماح بحدوث أزمة أسوأ، لكنه قال إنه يفضّل ألا يقبل على المخاطر عند هذه المستويات، فيما يبحث السوق عن توازن جديد.
توقعات الأسهم الأوروبية
يتوقع دي ميلو أن تتداول الأسهم الأوربية في نطاق 10% صعوداً وهبوطاً خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
كما ارتفعت الأسهم الأميركية بأكبر وتيرة منذ عام 2008 بعد التحول في موقف ترمب، مع ذلك، يظل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” منخفضاً بأكثر من 7% منذ بداية العام الجاري، كما تراجع مؤشر “ستوكس يوروب 600” بنحو 0.9% في عام 2025، ماحياً المكاسب القوية التي سجلها خلال الربع الأول.
قالت سوزانا كروز، محللة استراتيجية في “بانميور ليبروم”: “هذه ليست نهاية الحرب التجارية، بل على العكس تماماً… أصبح الضرر الاقتصادي لا مفر منه، فلم يعد أحد يُسارع إلى الاستثمار في الولايات المتحدة، والتضخم يتصاعد، والتجارة العالمية تتلقى ضربة”.