قال مسؤولون تنفيذيون ومحللون في صناعة النفط يوم الاثنين، إن تخفيضات إنتاج النفط المفاجئة التي أجرتها مجموعة “أوبك+” قد تؤدي إلى زيادة الطلب على النفط الأميركي في أوروبا وآسيا وقد تشجع بعض المنتجين الآخرين على زيادة الإنتاج.
وتعهدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف بتحالف “أوبك+”، أمس الأحد بخفض الإنتاج بداية الشهر المقبل بواقع 1.16 مليون برميل يوميا.
قفزت أسعار النفط على إثر ذلك أكثر من 6% اليوم الاثنين، مع ارتفاع العقود الآجلة للخام الأميركي إلى 80 دولارا للبرميل.
تشير التقديرات إلى أن قيود المنتجين في الشرق الأوسط ستجعل الأسواق تعاني من نقص متوسطه 2.3 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من 2023، وفقا لتقديرات مات هاجرتي، المدير الكبير في (بي.تي.يو أناليتيكس) لاستشارات الطاقة.
وقال نائب الرئيس الأول لشركة ريستاد إنرجي لأبحاث السوق، يورج ليون: “يمكننا أن نرى 200 ألف برميل إضافية بحلول نهاية العام” من المنتجين الأميركيين. وثمة توقعات باحتمال تصدير إنتاج جديد إلى أوروبا.
أنتجت الولايات المتحدة قرابة 12.5 مليون برميل يوميا في يناير/كانون الثاني، وفقا لأحدث البيانات الحكومية. وتشير تقديرات شركة (إنفرساس) لتكنولوجيا الطاقة إلى أن الإنتاج من المفترض أن ينمو في أكبر حوض صخري في الولايات المتحدة 400 ألف برميل يوميا هذا العام، أي نحو نصف مستواه في 2019 قبل جائحة كورونا.
قال الرئيس التنفيذي لشركة (تول سيتي إكسبلوريشن)، مايك أوستمان، إن الشركات المدرجة في البورصة ستحافظ على الأرجح على مستويات الإنتاج حتى مع تجاوز العقود الآجلة للنفط الخام 80 دولارا للبرميل، لكن سيكون لدى الشركات الخاصة حافزا لتعزيز النشاط.
أضاف: “هذا يجعل الاستثمار الجديد أكثر جاذبية قليلا”.
أميركا في دائرة الضوء
توقف نشاط النفط والغاز في الولايات المتحدة في الربع الماضي وتحولت توقعات شركات الحفر إلى سلبية، وفقا لمسح أجراه مجلس الاحتياطي الاتحادي في دالاس. فقد أدت زيادة تكاليف التشغيل وارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي إلى خفض التدفقات النقدية.
قال مشاركون في السوق إن تخفيضات أوبك ستزيد الطلب على الخام الأميركي المتوسط والعالي الكبريت، إذ تصبح خامات الشرق الأوسط أكثر تكلفة.
تطالب آسيا وأوروبا بالفعل بمزيد من الخام الأميركي، بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تعديل خريطة تدفقات النفط. وأظهرت بيانات (فورتكسا) أن صادرات الخام الأميركية المنقولة بحرا بلغت الشهر الماضي 4.74 مليون برميل يوميا، وهو أعلى إجمالي شهري منذ يناير2020 على الأقل.
قال كبير محللي سوق النفط في فورتسكا روهيت راثود: “من المفترض أن يبشر هذا التطور بالخير لصادرات النفط الخام الأميركية القوية بالفعل مع زيادة صادرات الخام الكندية المتوسطة والعالية الكبريت من الولايات المتحدة من أجل إمداد السوق العالمية التي تعاني بالفعل من نقص في الخام العالي الكبريت”.