تراجع سعر الذهب لينهي موجة صعود استمرت يومين، مع بروز دلائل على تقدم المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ما خفّض الإقبال على الملاذات الآمنة، رغم تصاعد العمليات العسكرية بين الهند وباكستان.
هبط المعدن الأصفر نحو 2.1%، بعد أن كان قد صعد بنحو 6% خلال جلستي التداول السابقتين، على خلفية إعلان واشنطن وبكين عن توجه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيمس غرير إلى سويسرا للاجتماع بنائب رئيس وزراء الصين خه لي فنغ.
وفي خطوة توسّع التفاؤل بإمكانية إبرام اتفاق بين أكبر اقتصادين في العالم، تُعَدّ هذه المحادثات الأولى منذ فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية واسعة على السلع الصينية، فيما أكدت بكين تمسّكها بمواقفها المبدئية والعدل الدولي خلال أي مفاوضات. بدوره، سجل الدولار ارتفاعاً مقابل معظم العملات الرئيسية.
على صعيد آخر، شهدت العلاقات الهندية–الباكستانية تصعيداً عسكرياً، حيث أعلنت باكستان إسقاط خمس طائرات هندية وأسر طيارين، انتقاماً من هجومٍ شنّته نيودلهي في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء. ومن المتوقّع أن يدعم أي اندلاع محتمل لحرب بين دولتين نوويتين الطلب على الذهب، لكن هذا الزخم قد يتعادل مع التفاؤل حيال المفاوضات التجارية الأمريكية–الصينية.
وخلال العام الجاري، ارتفع الذهب بنحو 30% مع سعي المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة في ظلّ الاضطرابات الناجمة عن السياسات التجارية والجيوسياسية الصارمة لواشنطن. كما بلغ المعدن أعلى مستوى له عند تجاوز 3,500 دولار للأونصة في أبريل الماضي قبل أن يتراجع قليلاً في الأسابيع التالية، مدفوعاً بشكلٍ رئيسي بمشتريات المضاربين في الصين والبنوك المركزية.
وعند الساعة 10:47 بتوقيت لندن، نزل سعر الذهب الفوري بنسبة 1.6% إلى 3,377.70 دولار للأونصة، بينما صعد مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري 0.3%، منهياً موجة انخفاض استمرت ثلاثة أيام وخسرت خلالها أكثر من 1%. وفي حين انخفضت أسعار الفضة، استقرّ البلاتين والبلاديوم عند مستويات متباينة.
يأتي ذلك عشية قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، المرتقب في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، حيث يتوقع مسؤولو البنك المركزي الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، رغم الضغوط التي يمارسها الرئيس ترامب على رئيس الاحتياطي جيروم باول لخفضها. وكان صانعو السياسة قد شددوا على ضرورة التريث ومراقبة مدى تأثير الإجراءات التجارية المفروضة حديثاً على الاقتصاد، لا سيما أن الذهب يستفيد عادة من انخفاض تكاليف الاقتراض كونه أصلًا لا يدر فائدة.