حالة من الذعر سيطرت على الأسواق العالمية وسط موجة بيعية عنيفة وقفزة في مؤشر التقلبات على خلفية مخاوف حيال ركود الاقتصاد الأميركي.. فهل يواجه أكبر اقتصاد في العالم خطر الركود حقا؟
أوضح تقرير على صفحة الشرق بلومبرج على “لينكد إن” ربما يكون الاقتصاد الأميركي على حافة الهاوية وسط إشارات على اقتراب الركود بعد ارتفاع معدل البطالة في أميركا بشكل مفاجئ من 4.1% إلى 4.3% خلال يوليو ليسجل أعلى مستوى منذ أكتوبر 2021
وأشار إلى ان هذه الزيادة تعني تفعيل قاعدة “Sahm Rule” التي صاغتها الاقتصادية السابقة في الفيدرالي “كلوديا ساهم” وفحواها أنه عندما يكون متوسط معدل البطالة على مدى 3 أشهر أعلى 0.5% من أدنى مستوى خلال 12 شهرا، فإن هذا يعد إشارة على اقتراب الركود، ويتمتع هذا المقياس بسجل حافل في التنبؤ بفترات الركود التسعة الأخيرة على الأقل
وتابع: ليس هذا فحسب، بل هناك مؤشر آخر على اتجاه اقتصاد أميركا للركود ويكمن في الزيادة السنوية بعدد العاطلين عن العمل في المتوسط لآخر ثلاثة أشهر، والتي بلغت 14.5%.. وفي آخر 11 مرة حدث فيها ذلك كان الاقتصاد في حالة ركود
واستطرد: تاريخيا، عندما يضعف سوق العمل لهذه الدرجة، فإنه يتدهور في العادة أكثر وفي بعض الأحيان بوتيرة سريعة، كذلك هناك بيانات أميركية مقلقة تشير لتسارع وتيرة انكماش النشاط الصناعي خلال يوليو للشهر الرابع على التوالي، وفق مؤشر ISM
وتساءل هل فشل الفيدرالي في تحقيق “الهبوط السلس” للاقتصاد أي تفادى الركود بينما يعمل على كبح التضخم؟بيانات النمو للربع الثاني تُعد علامة مشجعة على أن الاقتصاد لا يزال مرنا على المدى القريب، لكن تأخر الفيدرالي في دعم الاقتصاد يمكن أن يدفعه سريعا صوب الركود
وقال: لذلك، فإن موجة البيع التي تعصف بالأسواق العالمية حاليا تنبع من أن الفيدرالي تأخر للغاية في التحول لتيسير السياسة النقدية وهو ما أظهره تقرير الوظائف الأضعف من المتوقع لشهر يوليو وتؤكد أنه كان يتعين على المركزي الأميركي دعم الاقتصاد
وذكر أنه على النقيض، يرى “غولدمان ساكس” أن مخاطر ركود الاقتصاد الأميركي لا تزال محدودة، ويفسر ذلك بقوله: “الاقتصاد يبدو جيدا ولا توجد اختلالات مالية كبيرة ولدى الفيدرالي مجال كبير لخفض الفائدة ويمكنه القيام بذلك بسرعة إذا لزم الأمر”
لكن الأسواق تضع الآن احتمالية نسبتها 95% بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر، على أن يقر خفضين آخرين لتكاليف الاقتراض في اجتماعي نوفمبر وديسمبر، بحسب أداة CME FedWatch
بالفعل، خفض الفائدة يميل إلى تحفيز الاقتصاد ومساعدة الشركات على النمو والمستهلكين على الإنفاق، لكن يمكن تفسيره أيضا بأنه علامة على القلق بشأن قوة الاقتصاد.. فهل سيتحرك الفيدرالي بعد فوات الأوان؟