تصاعدت التحذيرات العالمية من تداعيات التوترات في الشرق الأوسط، مع تزايد التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، والذي يمر عبره نحو 20% من تجارة النفط العالمية.
وقال الخبير المصرفي هاني أبو الفتوح إن البرلمان الإيراني أقر مبدئيًا إغلاق المضيق، في انتظار قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي، في ظل تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن وتل أبيب بعد ضربات أميركية استهدفت منشآت إيرانية.
وأشار أبو الفتوح إلى أن تصريحات مسؤولين عسكريين إيرانيين، من بينهم اللواء إسماعيل كوثري الذي أكد أن “جميع الخيارات مطروحة”، تعزز من احتمالية دخول المنطقة في مسار أكثر خطورة.
وأضاف أن أسعار النفط قفزت بالفعل إلى مستوى 80 دولارًا للبرميل، مع توقعات بارتفاعها إلى ما فوق 90 دولارًا إذا استمرت الأزمة، مشيرًا إلى أن الدول الآسيوية، وعلى رأسها الصين والهند، ستكون الأكثر تضررًا نظرًا لاعتمادها الكبير على هذا الممر البحري الحيوي.
وحذر أبو الفتوح من أن إغلاق المضيق قد يُربك أيضًا حركة الملاحة في قناة السويس، ما ينعكس على اقتصادات دول أخرى بينها مصر، خاصة في ظل ارتفاع تدريجي في تكاليف الوقود ببعض الأسواق.
ورغم وجود بدائل جزئية عبر خطوط الأنابيب في السعودية والإمارات، إلا أن طاقتها الاستيعابية الحالية لا تمثل سوى نسبة محدودة مقارنة بحجم الشحنات التي تمر يوميًا عبر المضيق والتي تُقدّر بـ20 مليون برميل.
وأكد أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت التأثيرات الحالية مؤقتة أم مقدّمة لتحول طويل الأمد في مشهد الطاقة العالمي، مشيرًا إلى أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى اضطرابات واسعة تتجاوز سوق النفط لتطال مجمل الاقتصاد العالمي.