انخفض سعر الغاز الطبيعي في أوروبا مع استمرار وفرة مخزونات المنطقة، حتى بعد أن أوقفت قطر مؤقتاً عبور ناقلات غازها الطبيعي المسال البحر الأحمر.
تراجعت العقود المستقبلية التي يُنظر لها كمعيار رئيسي للمنطقة بنحو 3.5%، بعدما أغلقت على ارتفاع يوم الجمعة.
وفي حين أن التقلبات أصبحت من سمات السوق، إلا أن المتعاملين يعولون على استقرار وضع إمدادات الغاز الطبيعي نسبياً في القارة هذا الشتاء بعد تخزين كميات قياسية منه العام الماضي. وما يزال الطلب الصناعي على الوقود ضعيفاً.
يأتي هذا الانخفاض في الأسعار بعد ظهور أنباء تفيد بتوقف ما لا يقل عن خمس سفن للغاز الطبيعي المسال تديرها قطر منذ يوم الجمعة. وبعد التوجه نحو مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، توقفت ثلاث ناقلات قبالة سواحل عمان، إحداها بالبحر الأحمر والأخريان بالبحر الأبيض المتوسط قرب قناة السويس.
وتعتبر قطر أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بعد الولايات المتحدة، وعادة ما تنقل الصادرات عبر ذلك الممر المائي، نظراً لأن البديل هو الطريق الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي من أفريقيا. وشكلت صادرات الدولة الخليجية نحو 13% من استهلاك غرب أوروبا العام الماضي.
من المتوقع أن تكون درجات الحرارة في مستوى التجمد في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا- أكبر أسواق الطاقة في المنطقة- هذا الأسبوع، مما يعزز الطلب على الغاز للتدفئة وتوليد الطاقة.
مع ذلك، فإن الاستهلاك الصناعي المنخفض، ومستويات التخزين المرتفعة، وتدفقات الغاز الطبيعي المسال القوية إلى شمال غرب أوروبا، كلها عوامل قد تقيد ارتفاع الأسعار مستقبلاً.
وأصبحت أنظمة الطاقة في أوروبا تعتمد بشدة على سلاسل التوريد العالمية وعلى الأحداث التي قد تبعد آلاف الأميال عن الأسواق المحلية للقارة. وعلى عكس الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب، فإن الطبيعة العالمية لتجارة الغاز الطبيعي المسال تعني أن البائعين يمكنهم الحصول عليه من موردين مختلفين وعبر طرق متعددة.
وانخفضت العقود المستقبلية لأقرب شهر استحقاق في هولندا، التي يُنظر لها كمعيار رئيسي لسوق الغاز الأوروبية، بنسبة 1.5% إلى 31.50 يورو لكل ميجاوات.