شهدت أسعار الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم الثلاثاء من أدنى مستوى في 3 أسابيع الذي سجلته أمس، يأتي هذا في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي اليوم في عمليات بيع على العملة الأمريكية بهدف التصحيح وجني الأرباح بعد البداية القوية التي بدأ بها تداولات هذا العام.
ارتفعت أسعار الذهب الفورية اليوم بنسبة 0.4% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2035 دولار للأونصة وكان قد سجل أعلى مستوى اليوم عند 2038 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بنسبة 0.9% ليسجل أدنى مستوى في 3 أسابيع عند 2016 دولار للأونصة.
وأرجع تحليل جولد بيليون انخفاض الذهب بشكل حاد إلى ما دون مستوى 2050 دولار للأونصة خلال الأسبوع الماضي لانتعاش الدولار حيث أثارت بيانات سوق العمل القوية حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية وسط استمرار مرونة قطاع العمالة في تحمل الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
أعلن البنك الفيدرالي في نيويورك أمس عن إحصائية أشارت إلى أن المستهلكين يتوقعون انخفاض التضخم إلى جانب تراجع في معدلات الدخل والإنفاق على مدى السنوات القليلة القادمة.
وساعدت هذه الإحصائية على تقديم بعض الدعم للذهب نظراً لأنها تعكس توقعات بتراجع التضخم الأمر الذي يقدم مساحة للبنك الفيدرالي لحدوث تخفيضات مبكرة في أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب التي لا يقدم عائد.
من جهة أخرى تراجع مؤشر الدولار خلال جلسة اليوم بنسبة 0.1% وذلك بعد ارتفاع وصل إلى 1% خلال الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي ساعد على ارتفاع أسعار الذهب اليوم.
أدت بيانات الوظائف الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع الأسبوع الماضي، إلى جانب محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير الذي أشار إلى عدم اليقين بشأن توقيت تخفيضات أسعار الفائدة، إلى إضعاف الآمال في تخفيف السياسة مبكرًا في الولايات المتحدة.
تشير توقعات الأسواق الآن إلى احتمال بنسبة 57.5% أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه في مارس، وقد تراجع هذا الاحتمال من 75% قبل بداية العام، الأمر الذي يدل على تغير توجهات وتوقعات الأسواق وفقاً للمستجدات الأخيرة.
هذا وتنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم عن الولايات المتحدة الأمريكية، حيث من المتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين السنوي عن شهر ديسمبر ارتفاع بنسبة 3.2% من 3.1% وأن يرتفع المؤشر الشهري إلى 0.2% من 0.1%.
وأشار التحليل إلي أن أي علامات على تماسك التضخم لا تبشر بالخير بالنسبة للرهانات على تخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، بالنظر إلى أن سوق العمل والتضخم هما نقطتان رئيسيتان في الاعتبار بالنسبة للبنك الفيدرالي الأمريكي عند تعديل السياسة النقدية.
الذهب متوقع له التذبذب بين المستويين 2025 – 2050 دولار للأونصة خلال هذا الأسبوع حتى صدور بيانات التضخم الأمريكية والتي ستعمل على تحديد اتجاه السوق خلال الفترة القادمة.
الصين تزيد احتياطيها من الذهب
أظهرت بيانات صينية أن احتياطي الصين من الذهب قد ارتفع في نهاية ديسمبر الماضي إلى 74.87 مليون أونصة من الذهب لترتفع من 71.58 مليون أونصة في نهاية نوفمبر الماضي. حيث ارتفعت قيمة احتياطي الذهب الذي تمتلكه الصين إلى 148.23 مليار دولار في ديسمبر من 145.7 مليار دولار في نوفمبر.
في نهاية ديسمبر أعلنت منصة تجارة النقد الأجنبي الصينية أنها ستقوم بتعديل أوزان سلتين رئيسيتين من العملات المستخدمة في تسعير عملة اليوان الصيني في عام 2024 لتعكس أنماط التجارة بشكل أفضل.
واعتبارًا من أول يناير خفض نظام تجارة النقد الأجنبي الصيني الذي يشرف عليه البنك المركزي الصيني نسبة الدولار الأمريكي في سلة عملات إلى 19.46% من 19.83%، كما خفض نسبة اليورو إلى 18.08% من 18.21%.
مثل هذا القرار يعكس سياسة الصين في تراجع الاعتماد على الدولار كاحتياطي أو كعملة أساس لتسعير عملتها، وهو أحد الأسباب الرئيسية وراء مشتريات الصين الكبيرة من الذهب منذ عام 2022 واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
أسعار الذهب في مصر
يستمر الذهب في التذبذب خلال جلسة اليوم وذلك بعد التراجع المحدود الذي شهده يوم أمس والتذبذب الذي سيطر على تداولاته، ولكن تماسك السعر بالقرب من أعلى مستوياته يدل على قوة الزخم الصاعد حالياً في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي وعدم اليقين في الأسواق حالياً.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3290 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3280 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد أن تراجع السعر يوم أمس بمقدار 10 جنيهات ليغلق عند المستوى 3290 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 3300 جنيه للجرام.
التذبذب الحالي في سعر الذهب المحلي يبقيه بالقرب من أعلى مستوياته، وهو الأمر الناتج عن ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي إلى مستوى قياسي يجبر الذهب على التداول بالقرب من المستويات القياسية، منذ كون الذهب يتم تسعيره بالدولار في السوق الموازي.
من جهة أخرى يستمر الترقب في الأسواق خلال الفترة الحالية ومنذ الإعلان عن شهادات الـ 27% ومدى تأثير هذا على أسعار الذهب وهل سيتم سحب السيولة النقدية إلى الشهادات أم سيحصل الذهب على حصة مناسبة من هذه السيولة.
هذا وقد أعلن البنك المركزي المصري عن انخفاض تحويلات العاملين في الخارج بنسبة 30% لتصل إلى 4.5 مليار دولار خلال الربع الأول من السنة المالية 2023 – 2024، وهو ما يعكس تراجع الثقة في الجنيه المصري، والتأثير السلبي لاتساع الفجوة بين سعر صرف الدولار الرسمي وسعره في السوق الموازي.
توقع صندوق النقد الدولي أن يصل متوسط سعر صرف الجنيه مقابل الدولار إلى 36.83 جنيه خلال الفترة من 2024 إلى 2028. بينما توقع بنك اتش اس بي سي في ديسمبر الماضي أن يسجل سعر صرف الدولار في مصر 45 جنيه خلال الربع الأول من 2024.
من جهة أخرى غادر وفد مصري إلى واشنطن لبحث تمويلات إضافية من قبل صندوق النقد الدولي، حيث تجتمع وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين مع كل من وزير المالية ووزيرة التعاون الدولي ومحافظ البنك المركزي المصري بهدف تنشيط المحادثات مع صندوق النقد الدولي.
حتى الآن لم تحصل مصر على قرض الصندوق بقيمة 3 مليار دولار حيث حصلت على الشريحة الأولى فقد وتم تأجيل صرف الشريحة الثانية والثالثة بسبب عدم الالتزام بمتطلبات الصندوق سواء تعويم سعر الصرف أو التوسع في برنامج بيع الأصول.
وبالرغم من هذا أعلن صندوق النقد الدولي في ديسمبر الماضي عن محادثات مع الحكومة المصرية لزيادة برنامج التمويل بأعلى من 3 مليار دولار لمواجهة التحديات الناتجة عن الحرب في غزة.
كل هذه العوامل تبقي أسعار الذهب مرتفعة وغير قادرة على التصحيح السلبي بشكل واسع، الأمر الذي يجعل الاتجاه الصاعد هو الغالب مع توقعات باختراق القمة السعرية التي سجلها الذهب عند 3330 جنيه للجرام.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفعت أسعار الأونصة العالمية اليوم من أدنى مستوى في 3 أسابيع تم تسجيله يوم أمس، يأتي تعافي أسعار الذهب اليوم بدعم من تراجع الدولار إلى جانب عودة الذهب للتداول فوق مستويات دعم هامة من شأنها أن تدفعه إلى التذبذب قبل صدور بيانات التضخم الهامة هذا الأسبوع.
أما عن سعر الذهب المحلي فيستمر في التذبذب بالقرب من أعلى مستوياته بعد أن انتهى التصحيح سريعاً خلال جلسة الأمس ليدخل السعر في تحركات عرضية بدلاً من الانخفاض، الأمر الذي يعكس تمسك الأسواق بالذهب خلال الفترة الحالية المليئة بالتوترات.
انخفضت سعر الأونصة العالمية يوم أمس واقترب من مستوى الدعم الهام عند 2015 دولار للأونصة، ولكنه عاد سريعا إلى تقليص خسائره والارتفاع بعدها ليعود إلى التداول فوق المستوى 2025 دولار للأونصة الذي يمثل الحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة.
قد يعمل هذا على دفع الأسعار إلى الابتعاد بعض الشيء عن منطقة الدعم الحالية وأن تدخل في حالة من التذبذب بين مستويات 2025 – 2050 دولار للأونصة وذلك حتى صدور بيانات التضخم الأمريكية في وقت لاحق هذا الأسبوع.
أما عن السعر المحلي:
تراجع السعر المحلي يوم أمس ليسجل أدنى مستوى خلال الجلسة عند 3275 جنيه للجرام عيار 21 في تصحيح سلبي لم يستمر طويلا ليعود السعر إلى التعافي من جديد ويغلق عند المستوى 3295 جنيه للجرام.
حركة سعر الذهب مؤخراً تعتمد على التذبذب والتحرك العرضي عند التصحيح السلبي الأمر الذي يعكس قوة الزخم الصاعد حالياً وإمكانية ارتفاع السعر واختراقه القمة السعرية عند 3330 جنيه للجرام، ولكنه في انتظار الحافز المناسب في الأسواق.