واصلت أسعار النفط ارتفاعها، اليوم الخميس، بعد قفزتها بأكثر من 3% أمس جراء اضطرابات الإمدادات من ليبيا وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ما فاقم التوترات في المنطقة الرئيسية لإنتاج النفط الخام.
وذكرت “بلومبرج” أن خام برنت، المؤشر القياسي العالمي، ارتفع إلى 79 دولار للبرميل، في حين اقترب خام غرب تكساس من 73 دولار.
وجدير بالذكر أن المحتجين أوقفوا إنتاج النفط في ليبيا بحقلي شرارة والفيل، اللذان يضخان معاً 365,000 برميل يومياً. كما أعلن الحوثيون الهجوم على سفينة أخرى في البحر الأحمر، ويأتي ذلك بعد أن أعلنت إيران مقتل نحو 100 شخص في انفجار بوسط البلاد.
وجاء تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، المصدر لنحو ثلث خام النفط العالمي، بعد بعد احتواء تأثير حرب وإسرائيل على السوق إلى حد كبير، حيث تهدد بإعادة استحداث علاوة مخاطر الصراع على النفط، الذي تراجع بنحو الخُمس خلال الربع الماضي في ظل ارتفاع الإنتاج من الدول غير الأعضاء بمنظمة “أوبك+” بما في ذلك الولايات المتحدة ليتجاوز الطلب.
وقال وارن بيترسون، رئيس استراتيجية السلع لدى “آي إن جي جروب إن في”، إن إغلاق حقل النفط الليبي يعد داعماً للأسعار ولكن القلق الأكبر وعدم اليقين مازال يدور حول التوترات في الشرق الأوسط ولاسيما بعد الهجمات التي شهدتها إيران مؤخراً.
بينما يتوقع محللو “جولدمان ساكس” ارتفاع سعر برميل النفط من 3 إلى 4 دولارات بسبب استمرار تحويل مسار السفن لفترة طويلة جراء اضطرابات البحر الأحمر.
ومع ذلك، يرجح المحللون أن يظل خام برنت في نطاق يتراوح بين 70 دولار و90 دولار للبرميل العام الجاري على خلفية ارتفاع السعة الإنتاجية الفائضة ومرونة إمدادات “أوبك+” وانخفاض مخاطر الركود ومشتريات الاحتياطيات الاستراتيجية من الصين والولايات المتحدة.
بينما أكدت مجدداً منظمة “أوبك+” على التزامها بتحقيق الاستقرار في السوق. ويُشار إلى أن الجولة الأخيرة من خفض المعروض الذي أقرته المنظمة في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني، والبالغ حوالي 900,0 برميل يومياً، سيدخل حيز التنفيذ بدءً من الشهر الجاري حتى نهاية الربع الأول.