يمثل ارتفاع أسعار النفط، الذي يضر باقتصاد منطقة اليورو المتدهور بالفعل وتجدد المخاوف بشأن الوضع المالي لإيطاليا، عقبات أمام العملة الموحدة للارتفاع، ما يثير المخاوف من تراجعه مجدداً إلى المستوى النفسي الرئيسي 1 دولار.
وانخفض اليورو، الذي يُتداول عند أدنى مستوياته العام الجاري بالقرب من 1.05 دولار، بنسبة 3% أمام الدولار بالربع الثالث، وبصدد ثالث عام على التوالي من الخسائر.
وأوضحت “رويترز” في تقريرها أن ذلك يعود بشكل كبير إلى قوة الدولار واسعة النطاق نظراً لمرونة الاقتصاد الأمريكي وسحب التدفقات النقدية مع ارتفاع عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات التي تتجه إلى 5%.
ومع ذلك، فإن العوامل الخاصة بمنطقة اليورو، ولاسيما تعرضها لارتفاع أسعار النفط، يجعلها تواجه خطر المزيد من الضعف في اقتصاد يعاني ركوداً بالفعل.
ويعد اليورو عرضة لارتفاع أسعار النفط إذ تمثل صافي الواردات ما يزيد عن 90% من المنتجات البترولية المتاحة في الاتحاد الأوروبي.
وقال جوردان روشيستر، استراتيجي سعر صرف مجموعة العشرة لدى “نومورا”، إن أسعار النفط المرتفعة تٌلقي بثقلها على منطقة اليورو من حيث التجارة، وإذا تجاوزت أسعار النفط مستوى 100 دولار للبرميل وسجلت 110 دولار للبرميل، فيعتقد روشيستر أنه سيكون من الصعب تجنب مستوى التعادل.
وقفزت أسعار النفط بنحو 30% بالربع السنوي الماضي وحده، ليقترب من 98 دولار للبرميل الأسبوع الماضي مع خفض منظمة “أوبك بلس” معروض النفط الخام.
ويتوقع “باركليز” وغيره من البنوك الأخرى أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل خلال الأشهر المقبلة.
ويتوقع بنك “نومورا” حالياً تراجع اليورو إلى 1.02 دولار بنهاية العام، أي تراجعه بنسبة 3% أخرى من مستوياته الحالية.
بالإضافة إلى ذلك، قال ينس أيسنشمدت، كبير خبراء الاقتصاد لدى “مورجان ستانلي”، إن منطقة اليورو فضلاً عن أنها أكثر عرضة لصدمات الطاقة، فإنها أكثر عرضة للمخاطر الجيوسياسية عن الولايات المتحدة.
وأضاف المحلل أن ذلك يضر بالقدرة التنافسية للكتلة الموحدة ويُضعف آفاق النمو على المدى الطويل. ويستبعد “مورجان ستانلي” تراجع اليورو إلى مستوى التعادل أمام الدولار، ولكنه لايزال يتوقع انخفاضه إلى 1.03 دولار.
وعلى الرغم من أن ضعف قيمة اليورو تعزز التنافسية، فإنها ترفع الضغوط السعرية من خلال زيادة تكاليف الاستيراد، ما يفاقم من تداعيات ارتفاع أسعار النفط.
وأفاد التقرير بأن ذلك يعني حاجة البنك المركزي الأوروبي لأن يولي مزيداً من الاهتمام لهذا الأمر رغم أنه لا يبدو مقلقاً للغاية في الوقت الراهن.