يترقب المستثمرون كلمة كل من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ونظيرته في البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد هذا الأسبوع لاستشفاف أي رد فعل منهما إزاء الضجة المزدوجة عبر الأطلسي التي أحدثتها بيانات تبعث على التفاؤل والابتهاج.
تراجع التضخم بمنطقة اليورو
أظهرت تقارير أن التضخم الأساسي في منطقة اليورو-الذي يستثني عناصر متقلبة مثل الطاقة-بلغ أبطأ وتيرة له في عام، وبعد ساعات، كُشف النقاب عن ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، بأقل معدل منذ 2020.
ومع تجنب إغلاق الحكومة الأميركية أمس السبت، من المرتقب أن ينتظر صناع السياسات في البنكين المركزيين جولة أخرى من البيانات هذه، بالإضافة إلى أرقام التضخم الأخرى، قبل قرارهم بشأن الفائدة في أول نوفمبر. والأرقام التي صدرت حتى الآن تسمح لهم بإعداد حجة للامتناع عن رفع الفائدة في ذلك الشهر.
لن يكون لدى البنك المركزي الأوروبي سوى نسخة مكتملة من أرقام التضخم في سبتمبر قبل اجتماعه في 26 أكتوبر، إذ من المقرر صدور تقرير أكتوبر وتقدير نمو الربع الثالث بعد الاجتماع.
التضخم الأساسي في منطقة اليورو يتباطأ إلى أدنى مستوى منذ عام
ومن غير المتوقع حالياً زيادة تكاليف الاقتراض في أكتوبر، وقديقوض تقرير يوم الجمعة أي رفع في الفائدة قد يقدم عليه البنك المركزي الأوروبي في ديسمبر.
سينضم باول إلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر لإجراء مناقشات مع العمال وقادة الشركات الصغيرة غداً الاثنين. من المقرر أن يتحدث الرؤساء الإقليميون في الاحتياطي الفيدرالي لوريتا ميستر ورافائيل بوستيك وماري دالي الأسبوع الحالي.
ستُلقي لاغارد خطاب الترحيب في مؤتمر يستضيفه البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء. وسيتحدث نائبها لويس دي غيندوس في اليوم نفسه في قبرص، ويشمل المتحدثون الآخرون لهذا الأسبوع كبير الاقتصاديين فيليب لين ورئيسا البنك المركزي الألماني والفرنسي.
“رأي بلومبرغ إيكونوميكس”..
“ربما انتهى البنك المركزي الأوروبي من رفع أسعار الفائدة. فالعديد من مقاييس التضخم الأساسي تظهر تراجعاُ في زيادته، وتشير المسوح إلى تدهور كبير في النشاط، كما أن تمديد الائتمان أضعف مما كان عليه في عمق أزمة اليورو. ومع ذلك، فإن البنك المركزي الأوروبي سيظل بحاجة إلى وقت طويل للحصول على ثقة كافية لخفض المعدلات”.
الولايات المتحدة وكندا
تتضمن البيانات الاقتصادية لهذا الأسبوع زوجاً من التقارير الرئيسية عن حالة التوظيف. ومن المتوقع أن يظهر تقرير فرص العمل ومسح دوران العمالة في أغسطس الذي سيصدر يوم الثلاثاء والوظائف غير الزراعية في سبتمبر الذي سيصدر يوم الجمعة سوق عمل أكثر مرونة.
ربما انخفضت نسبة فرص العمل إلى العاطلين-وهي مقياس رئيسي لقوة سوق العمل بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي-إلى 1.4، وفقاً لبلومبرغ إيكونوميكس. ومن المحتمل أن يكون التوظيف انخفض بشدة الشهر الماضي بعد طفرة الصيف المؤقتة في قطاع الترفيه والضيافة بفضل حفلات تايلور سويفت وبيونسيه.
وستكون أرقام القطاع الخاص أيضاً محل تركيز.
الاقتصاد العالمي في رسوم بيانية: التضخم يتقهقر في الولايات المتحدة وأوروبا
وغداً الاثنين، من المتوقع أن يظهر مؤشر معهد إدارة التوريدات انكماشا للشهر الحادي عشر على التوالي. ويُنتظر أن يظهر مؤشر نشاط الخدمات لمعهد إدارة التوريدات يوم الأربعاء نمواً أبطأ قليلاً.
أما يوم الأربعاء، فمن المتوقع أن تظهر بيانات “إيه دي بي ريسيرش إنيستيتيوت” ( ADP Research Institute) نمواً معتدلاً في توظيف القطاع الخاص.
وشمالاً، سيتحدث نائب حاكم بنك كندا نيكولاس فنسنت إلى غرفة تجارة مونتريال حيث يزن البنك المركزي ارتفاع التضخم في الآونة الأخيرة على خلفية اقتصاد متباطئ.
ستوفر بيانات الوظائف لشهر سبتمبر دليلاً مهماً للبنك بعد أن خالف تقرير أغسطس التوقعات بضعف مكاسب التوظيف المتوقعة ونمو الأجور 5.2% على أساس سنوي.
آسيا
تستعد الصين لعطلة مدتها أسبوع، وهي فترة قد تكون اختباراً للاستهلاك الذي يوضح مدى استعداد الأشخاص للسفر والإنفاق. وقبل ذلك، أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات أمس السبت أن نشاط التصنيع عاد إلى النمو لأول مرة منذ ستة أشهر، في علامة أخرى على أن قطاعات من الاقتصاد عادت تقف على قدميها مرة أخرى.
في كوريا الجنوبية، أظهرت أرقام التجارة يوم الأحد تراجع انخفاض الصادرات في سبتمبر-وهي علامة إيجابية على أن التجارة العالمية تسترجع ما فقدته من قوة دافعة. وتصدر اليوم الاثنين أرقام مديري المشتريات في دول منها إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام.
يجتمع بنك الاحتياطي الأسترالي يوم الثلاثاء لأول مرة في عهد الحاكم الجديد ميشيل بولوك، إذ من المتوقع أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير. وقد يناقش مجلس إدارة البنك إمكان وجود شكل من أشكال التشديد الكمي.
سيتبع ذلك قرار البنك المركزي في نيوزيلندا بشأن الفائدة يوم الأربعاء. ولا يتوقع المحللون أي تغيير هناك أو من بنك الاحتياطي الهندي يوم الجمعة. وستصدر تايلاند والفلبين وكوريا الجنوبية وتايوان أرقام التضخم خلال الأسبوع.
ستشير بيانات “تانكان” (Tankan) من بنك اليابان الاثنين إلى أحدث متسوى لثقة الشركات، في حين أن بيانات الأجور اليابانية في نهاية الأسبوع يمكن أن يكون لها تأثير على السياسة النقدية اعتماداً على مدى استمرار نمو الأجور في إبطاء التضخم، وهو مبعث قلق رئيسي لبنك اليابان.
أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
في المملكة المتحدة، سيصدر مسح لجنة صناع القرار في بنك إنجلترا يوم الخميس، مقدماً معلومات للمسؤولين عن ضغوط التكلفة في الاقتصاد. ومن صانعي السياسة المقرر أن يتحدثوا الأسبوع المقبل كاثرين مان ونائب المحافظ بن برودبنت.
قد تجذب البيانات الصناعية الانتباه في منطقة اليورو، مع صدور أرقام الصادرات والطلبيات الألمانية بنهاية الأسبوع. وستُنشر أرقام الإنتاج الفرنسية يوم الخميس.
وقد يقترب التضخم السويسري من سقف البنك المركزي البالغ 2% في بيان يوم الثلاثاء.
وفي دول الشمال الأوروبي، سيكشف بنك السويد المركزي اليوم الاثنين عن محضر الاجتماع الذي اتخذ فيه قراره الأخير برفع الأسعار وإبقاء الباب مفتوحاً على رفع آخر.
بيانات جديدة عن حجم اقتصاد المملكة المتحدة تعزز موقف سوناك
موعد قرارات الفائدة في أنحاء أوروبا وخارجها على النحو التالي:
سيقرر البنك المركزي في أيسلندا يوم الأربعاء ما إذا كان سيمدد أطول دورة تشديد في غرب أوروبا. تتوقع بنوك مجالاً لزيادة قدرها ربع نقطة.
في اليوم نفسه، قد يقلل البنك المركزي في بولندا تكاليف الاقتراض مرة أخرى في اجتماعه الأخير للسياسة النقدية قبل إجراء انتخابات برلمانية، لكن القرار غير معروف بعدما فاجأت صدمة خفض أسعار الفائدة 75 نقطة أساس في سبتمبر المستثمرين.
من المتوقع أن يحافظ المركزي الروماني على تكاليف الاقتراض دون تغيير عند 7% يوم الخميس مع اقتراب التضخم من 10%.
في يوم الجمعة، يمكن للبنك الوطني لصربيا الحفاظ على معدل الفائدة الرئيسي عند 6.5% للشهر الثالث في الوقت الذي يتراجع فيه التضخم.
بالانتقال إلى أفريقيا، من المحتمل أن يترك البنك المركزي في كينيا معدله للفائدة دون تغيير عند 10.5% يوم الثلاثاء. وقال الحاكم كاماو ثوغ إن المسؤولين يتوقعون وصول التضخم من 5.5 إلى 6% بحلول نهاية العام بفضل انخفاض أسعار المواد الغذائية وتراجع استهلاك الوقود.
في اليوم نفسه، من المحتمل أن تظهر البيانات التركية تسارع التضخم إلى 61% في سبتمبر، وفق مسح بلومبرغ لآراء محللين. وهذا التسارع متوقع رغم رفع البنك المركزي معدلات الفائدة بشدة لمحاربة أزمة تكاليف المعيشة
أميركا اللاتينية
قد تُظهر قراءة الناتج المحلي الإجمالي في تشيلي في أغسطس يوم الاثنين أن الاقتصاد تعثر في أغسطس بعد القراءة الأفضل من المتوقع في يوليو. ومن المتوقع أن ينتعش النشاط على نطاق واسع في الربع الرابع دون تحذيرات من البنك المركزي.
من المحتمل أن يظهر تقرير أسعار المستهلكين في سبتمبر تباطؤ التضخم لشهر عاشر، وهو أكثر من كاف لإبقاء البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض سعر الفائدة لثالث مرة على التوالي في أكتوبر، من 9.5% حالياً.
من المتوقع أن يمدد البنك المركزي في بيرو دورة التيسيير النقدي من خلال تخفيض أسعار الفائدة ربع نقطة للمرة الثانية على التوالي إلى 7.25%. وتباطأ التضخم السنوي أقل من المتوقع في أغسطس إلى 5.58%، على الرغم من أن رئيس البنك جوليو فيلارتي يتوقع أن يصل إلى 3.8% بحلول نهاية العام.
تشيلي تتوقع فائضاً في الليثيوم مع وصول إمدادات جديدة
وفي كولومبيا، من المفترض أن يؤكد محضر اجتماعات البنك المركزي يوم الجمعة وقراءات التضخم في سبتمبر الرهان على أن البنك المركزي سيصبح رابع البنوك المركزية الكبيرة التي تستهدف التضخم في المنطقة بدءاً في التوقف عن دورة رفع الفائدة القياسية.
يرى اقتصاديون شملهم استطلاع للبنك المركزي خفضا حجمه ربع نقطة إلى 13% في أكتوبر و12.5% بنهاية العام. ويضع الإجماع المبكر معدل التضخم في سبتمبر عند نحو 11% انخفاضا من معدل مارس البالغ 13.34%.