حذر ديفيد كيلي من بنك جي بي مورغان لإدارة الأصول من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يخاطر بدفع المستهلكين الأميركيين إلى “مكان خطير إذا رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بينما يتباطأ التضخم بالفعل”.
وجاء تحذيره في الوقت الذي ارتفعت فيه الرهانات على زيادة أخرى لسعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء بعد ارتفاع نشاط قطاع الخدمات الأميركي إلى أعلى مستوى له منذ 6 أشهر.
وقال كبير الاستراتيجيين العالميين لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي: “لن يكون من الحكمة أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة مرة أخرى لمجرد ارتفاع الحماس على المدى القصير في قطاع الخدمات”، وفقاً لما ذكرته في مقابلة مع “بلومبرغ”.
دفعت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأقوى من المتوقع في الأسابيع الماضية الكثيرين في وول ستريت إلى تغيير وجهة نظرهم بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى بالفعل من حملته الصارمة للتشديد النقدي. ويأتي هذا الرأي على خلفية المستهلك الأميركي الذي يتمتع بالمرونة.
وأشار “كيلي” إلى، ارتفاع أسعار الطاقة والوقود، والرهون العقارية ما سيؤدي إلى انخفاض الاستهلاك، كما أشار إلى أن سوق العمل البارد يجب أن يمنح البنك المركزي مجالاً لإيقاف زيادات أسعار الفائدة مؤقتاً. ارتفعت الوظائف في أحدث تقرير للوظائف غير الزراعية بمقدار 187.000 بعد أن تم تعديل الشهرين السابقين بالخفض بشكل ملحوظ.
وأكد على ضرورة النظر إلى المتوسط المتحرك لثلاثة أشهر للوظائف ذات الرواتب، فقد كان شهد تراجعاً وهبوطاً بشكل ملحوظ، وأضاف: “سوف يتحول إلى سلبي في وقت ما في وقت مبكر من العام المقبل”. “في اللحظة التي نرى فيها تقريرين سلبيين عن الرواتب، ستنتهي كل الرهانات لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيدرك: “عذراً، أعتقد أننا دفعنا الاقتصاد إلى الركود”. “اسف بشأن ذلك”.
سيجتمع مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة من 19 إلى 20 سبتمبر، وتتوقع أسواق العقود الآجلة عدم وجود أي فرصة تقريباً لرفع سعر الفائدة، مما يترك سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بين 5.25% إلى 5.5%. وفي الوقت نفسه، أظهرت عقود المبادلة أن الرهانات على رفع سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر ارتفعت إلى 60%. وحتى الآن، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة 10 مرات متتالية قبل أن يتوقف في يونيو ثم يستأنف مرة أخرى في يوليو بزيادة ربع نقطة مئوية.
وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، يوم الأربعاء، إن صناع السياسات سيحتاجون إلى التحلي بالصبر أثناء تقييمهم للبيانات الاقتصادية لمعرفة خطواتهم التالية.
كما أشار “كايلي” من “جي بي مورغان” إلى أصعب الفترات التي سيواجهها الاقتصاد مستقبلاً، والتي ستكون عن تحول سياسة الفيدرالي إلى الخفض.
وقال: “إذا أخبرتك أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة للتو وأنه قد يخفض أسعار الفائدة في المستقبل، فهل ستقترض المال اليوم، أم ستؤجل القرار للغد انتظاراً لتكلفة أقل؟!، مضيفاً أن ذلك سوف يؤدي إلى “تجميد الاقتصاد”. “إن أخطر وقت بالنسبة للاقتصاد هو عندما يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة قليلاً ويتوقع المزيد في المستقبل”.
تراجعت الأسهم الأميركية يوم الأربعاء، حيث أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تحت مستوى 4500 نقطة، وانخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1% تقريباً مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة. وتجاوزت عوائد السندات لأجل عامين 5% مع ارتفاع الدولار.