تشهد أسعار الذهب المحلي تذبذب خلال الفترة الحالية حيث يتزايد الترقب في الأسواق لما سيصدر اليوم عن البنك الاحتياطي الفيدرالي، ونتائج الشهادات الدولارية الجديدة على حركة الأسواق، بحسب جولد بيليون وسجل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الأربعاء 2160 جنيه للجرام بعد أن تراجع يوم أمس وسجل أدنى مستوى عند 2150 جنيه للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17280 جنيه.
التحركات المستقرة لأسعار الذهب المحلي خلال هذه الفترة ناتجة عن استقرار العوامل المستخدمة في تسعير الذهب في مصر، مثل سعر صرف الدولار في السوق الموازية والطلب على الذهب المتراجع خلال هذه الفترة بالإضافة إلى ضعف السيولة النقدية لدى المتعاملين في الأسواق.
من ناحية أخرى نجد أن الأسواق تترقب نتائج اجتماع البنك الفيدرالي اليوم وتأثير ذلك على سعر الذهب العالمي، وما إذا كان سيعمل على تحريك السوق المحلي الذي شهد استقرار دام لأكثر من 3 أسابيع.
من جهة أخرى أعلن كل من البنك الأهلي المصري وبنك مصر يوم أمس عن شهادات دولارية بأجل 3 سنوات بنسبة عائد 7% يصرف بالدولار كل 3 أشهر، وبنسبة 9% تصرف مقدماً عن الثلاث سنوات بالجنيه المصري.
الشهادات تستهدف الدولار المكتنز لدى الأفراد، وقد أشارت البنوك في عدة تصريحات أن البنك لن يسأل الأفراد عن مصدر الأموال عند فتح الشهادة أياً كان المبلغ المراد إيداعه، وذلك من أجل العمل على طمأنة الأسواق والمودعين.
اليوم تبدأ البنوك استقبال المودعين لفتح هذه الشهادات وتترقب الأسواق لمعرفة حجم الإيداعات التي ستحصل عليها البنوك وفقاً لهذه الشهادة، وقد يعمل هذا على تحريك سعر صرف الدولار في السوق الموازية خلال الفترة القادمة بعد أن شهد استقرار وتراجع في الطلب منذ شهر تقريباً.
وفي أخبار منفصلة قام صندوق النقد الدولي بخفض توقعاته لنمو الاقتصاد المصري خلال العام المالي الجاري ليصل إلى 4.1% مقابل توقعاته السابقة في شهر ابريل بنسبة نمو 5%، وتفاوض مصر صندوق النقد للحصول على الشريحة الثانية من قرض بقيمة 3 مليار دولار بعد إجراء المراجعة الأولى للصندوق والمتوقع لها أن تحدث منتصف سبتمبر القادم.
البنك الدولي صرح أن مصر عليها سداد ما قيمته 15.3 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الجاري، منها 2.8 مليار دولار على الحكومة المصرية و 8.3 مليار دولار على البنك المركزي المصري.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
منطقة الدعم التي أشرنا إليها بين 1938 – 1950 دولار للأونصة أنهت هبوط أسعار الذهب الفورية الذي استمر 4 جلسات متتالية، لتنعكس حركة الذهب لأعلى منذ جلسة الأمس ويتجه الذهب اليوم إلى منطقة المقاومة من 1970 – 1975 دولار للأونصة.
المتوقع أن تظل حركة الذهب متذبذب دون اختراق مستويات هامة حتى صدور نتائج اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي سيؤثر بشكل كبير على تحركات الذهب سواء في الاتجاه الصاعد أو الهابط وفقاً لما سيصدر عن البنك.
في حالة الصعود للذهب والاختراق الناجح لمنطقة المقاومة السابق ذكرها يفتح الباب إلى منطقة 1980 – 2000 دولار للأونصة، وفي حالة الاختراق الناجح للمستوى النفسي 2000 دولار للأونصة يكتسب الذهب زخم إيجابي قوي قد يدفعه إلى تسجيل مستوى قياسي جديد.
أما في حالة الهبوط فإذا استطاع الذهب كسر منطقة الدعم 1938 – 1950 دولار للأونصة فيواجه الذهب دعم جديد عند 1925 – 1930 دولار للأونصة ومن بعدها مناطق المستوى 1900 دولار للأونصة.
وبالنسبة لأسعار الذهب محلياً نجد أن سعر جرام الذهب عيار 21 قد انخفض يوم أمس لمستويات 2150 جنيه للجرام قبل أن يعود إلى مستويات 2160 جنيه للجرام من جديد، حيث تبقى المنطقة بين 2160 – 2175 جنيه للجرام هي المتحكمة في أسعار الذهب حالياً، وكسرها لأسفل يفتح الباب لمناطق 2130 – 2120 جنيه للجرام.
أسعار الذهب عالميا
أسعار الذهب ترتفع لليوم الثاني على التوالي ولكن يبقى الحذر هو السائد في الأسواق قبل اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم، يأتي هذا في ظل توقعات برفع الفائدة ربع درجة مئوية وتوقف البنك عن دورة رفع أسعار الفائدة حتى نهاية العام.
سجلت أسعار الذهب الفورية ارتفاع اليوم الأربعاء بنسبة 0.3% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1971 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن اقتربت الأسعار يوم أمس من مستوى الدعم 1950 دولار للأونصة لتبدأ في الارتداد نحو الأعلى.
الأيام الأخيرة شهدت تحركات عرضية بالنسبة لأسعار الذهب في نطاقات محددة حيث تجنب المتداولون في الأسواق الرهانات الكبيرة وذلك في ظل تجميع الزخم الكافي للتحرك الأساسي بعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من جلسة اليوم، وفق جولد بيليون.
التوقعات حالياً في الأسواق تشير إلى قيام الفيدرالي برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع اليوم، على أن يشير البنك إلى توقف دورة رفع أسعار الفائدة خاصة بعد تراجع معدلات التضخم في يونيو والتباطؤ الذي بدأ في الظهور في بيانات قطاع العمالة.
بينما هناك توقعات في الأسواق باحتمال يصل إلى 35% أن يقوم البنك الفيدرالي برفع ثاني لأسعار الفائدة في اجتماع شهر نوفمبر القادم.
الجدير بالذكر أن التصريحات الأخيرة من قبل الفيدرالي ورئيسه جيروم باول قد أشارت إلى استمرار اعتماد البنك الفيدرالي على البيانات الاقتصادية عن اتخاذ قرارات الفائدة، إلى جانب الإشارة إلى حاجة البنك لرفعين إضافيين للفائدة خلال النصف الثاني من العام، لذلك هناك ترقب كبير في الأسواق لما سيصدر عن الفيدرالي اليوم.
التركيز الأكبر سيكون على البيان المصاحب لقرار الفائدة اليوم بالإضافة إلى تصريحات رئيس البنك في المؤتمر الصحفي، بينما هناك احتمال أكبر أن يشير رئيس البنك جيروم باول بشكل غير مباشر إلى استمرار ترقب معدلات التضخم التي لا تزال بعيدة عن مستهدف البنك وأن يكون البنك مستعد للتدخل برفع آخر للفائدة عند الحاجة لذلك.
الجدير بالذكر أن قرارات رفع الفائدة تعد أخبار سلبية بالنسبة لأسواق الذهب، كون المعدن النفيس أصل لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات الحكومية التي تقدم عائد يتزايد بارتفاع الفائدة.
لكن قرار رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع اليوم متوقع بشكل كامل في الأسواق ويتبقى معرفة اتجاه السياسة النقدية خلال الفترة القادمة.
من جانب آخر أنهى الدولار الأمريكي موجة التعافي الإيجابي التي استمرت 5 جلسات متتالية، حيث بدأ الدولار في الانخفاض بداية من جلسة الأمس كما استمر اليوم في التراجع منخفضاً بنسبة 0.2% وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية.
هذا وقد استقرت عوائد السندات الأمريكية لتحافظ على مكاسبها الأخيرة قبل اجتماع الفيدرالي اليوم، حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات خلال جلسة الأمس ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 3.922%.
تماسك العائد على السندات الحكومية يحد من مكاسب الذهب بسبب العلاقة العكسية التي تربط بينهما، منذ كون ارتفاع العائد على السندات يسحب الاستثمارات من أسواق الذهب.