تنطلق يوم الثلاثاء المقبل، فعاليات ورشة العمل الأولى من نوعها في مصر عن “تطبيقات التقانات النووية والإشعاعية والذكاء الاصطناعي في مجال دراسة وتوثيق وترميم المومياوات والبقايا الآدمية والعظمية”، التي تنظمها إدارة ترميم المومياوات والبقايا الآدمية بوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية.
وتقام الورشة التي تستمر لمدة 3 أيام تحت رعاية عمرو الحاج، رئيس هيئة الطاقة الذرية، ومصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من الهيئة ووزارة السياحة والآثار وكلية الآثار جامعة القاهرة، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت.
وأكدت منال عبدالمنعم، رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم، أن معامل هيئة الطاقة الذرية لديها أحدث وأفضل التقنيات لفحص وصيانة وتحليل المومياوات والبقايا الآدمية دون الاتلاف بالمومياوات أو تلك البقايا.
ونوه، بدور شعبة الذكاء الاصطناعي بهيئة الطاقة الذرية، التي ستساعد المرمم في أداء مهامه، لافتة إلى أنه سيتم خلال فعاليات ورشة العمل شرح الأجهزة بشكل موسع ومفصل من قبل العلماء داخل الهيئة.
وعن علاقة الذكاء الاصطناعي بالمومياوات، كشفت رانيا أحمد علي، مديرة إدارة ترميم المومياوات، عن أهمية تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال الترميم وفي مجال المومياوات والبقايا الآدمية ومواكبة الجديد في العلم والتكنولوجيا واستخدامه بشكل غير متلف للأثر بما يتناسب مع البيئة المصرية والمرمم المصري للحفاظ على الآثار وعراقتها وعظمتها.
وقالت، إنه لأول مرة في مصر من خلال فعاليات ورشة العمل سوف يتم تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على المومياوات والبقايا الآدمية، ولن يقتصر دورها على إعداد فيديوهات أو إعادة تركيب لوجه مومياء قديمة تتحدث عن نفسها، ولكن سوف تمتد لتشمل استخدامها في مجال الترميم.
وأضافت، أنه سيتم التدريب على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال الترميم حيث سيتم استعراض بعض البرامج التي يمكن أن تساعد المرمم لتقييم عملية ترميم المومياوات والبقايا الآدمية قبل البدء بها.
وأوضحت، أنه سيتم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، سوف يكون هناك جهاز به برنامج خاص على جهاز “لاب توب” أو على “آيباد” مع المرمم ليقوم بأخذ بعض الصور للعظام المتوفرة أو الباقية من الهيكل العظمي ثم يقوم المرمم بتركيبها من خلال البرنامج ويقوم بعد ذلك باتباع الخطوات.
وأكدت، أنه سيتم خلال فعاليات ورشة العمل، التعاون في مجال الأجهزة الحديثة المستخدمة في الفحوص والتحليل والتأريخ والآثار وخاصة المومياوات والبقايا الآدمية التي تساعد في دراسة المواد الأثرية بالطرق العلمية الصحيحة والتعرف علي طبيعة هذه المواد.
وأشارت، إلى أنه من خلال توصيات الورشة يمكن الوصول إلى أفضل البرامج الحديثة من خلال الذكاء الاصطناعي التي تساعد في توثيق وترميم الآثار وخاصة المومياوات والبقايا الآدمية وأيضا تقييم أعمال الترميم؛ ما يساعد في تطوير أعمال الترميم والصيانة وتبادل الخبرات ووسائل التعلم والخطط والتقنيات التي تعمل على الارتقاء بأعمال الترميم وتقديم المساعدات من الطرفين للنهوض بالأعمال المشتركة بينهما وعقد الدورات العلمية المشتركة بصفة مستمرة؛ ما يهدف إلى مواكبة التطور العلمي في هذا المجال الحيوي المهم.
وعن استخدامات التقنيات النووية والإشعاعية في مجال الآثار، أوضح أحمد عاشور، أستاذ الفيزياء الإشعاعية وعلوم المواد بهيئة الطاقة الذرية، أن “الآشعة المؤينه” هي آشعة ذات طاقة عالية أو بالأحرى لها طول موجي قصير، ومن ثم لها قدره نفاذية عالية من خلال المواد التي تسقط عليها، ولذلك تستخدم في تعقيم المواد خاصة المواد الطبية والصيدلانية ولنفس السبب في عملية الحفظ خاصة المواد الغذائية لكي تطيل فترة عمرها والحفاظ عليها ناضجة وطازجة بنفس القيمة الغذائية.
وأكد، أن هذه المواصفات للآشعة المؤينه جعل العالم يستغل قيمتها العلمية في حفظ الآثار والتراث مما جعلنا نتجه في هيئة الطاقة الذرية إلى نفس الاستخدام للحفاظ على تراثنا وآثارنا ذات القيمة العالمية.
وقال، إنه يمكن تغليف أو حفظ المومياوات وغيره في صناديق زجاجية للعرض وتكون محكمة الغلق، ثم يتم تعريضها لجرعة إشعاعية مناسبة وغير مؤثرة على الأثر بعد إجراء بعض الفحوص الميكروبيولوجية حتى لا تتعرض للتلف من البيئة المحيطة من الرطوبة والهواء المحمل بالبكتيريا الذي قد يتسبب في فقد الأثر.
وأضاف، أنه يمكن كذلك إجراء العديد من الدراسات التي تعد أهم تقنيات العلوم الحديثة في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ومنها التعرف على أصول المواد ومكوناتها ومن أي الأماكن تم جلبها من مصر خاصة الحجارة والخزف ومواد البناء، كما يمكن تقدير عمر الأثر بأنواعه.
وتابع قائلا “تستخدم آشعة اكس في التحليل العناصري، وكذلك التركيب البنائي للمواد، وكذلك استخدام جهاز مطياف الكتلة ذو البلازما المستحثة في التحليل العناصري والنظائري للمواد”.
وأوضح، أنه يستخدم جهاز الرنين المغزلي الإلكتروني وجهاز الكربون 14 المشع في تقدير عمر الأثر، كما يمكن تقدير عمر التماثيل المصرية القديمة والحجارة والرخام والجرانيت باستخدام جهاز “التي ال دي” الوميض الحراري، وتقنية التحليل بالتنشيط النيوتروني، وكذلك تقنية” البكسي” في جهاز “التاندم” لدراسة الأصل، واستخدام البلازما في حفظ وصيانة وتنظيف الآثار المعدنية.
ويستهدف البرنامج العلمي المكثف لورشة العمل المهتمين المتخصصين بوزارة الآثار خاصة المرممين في مجال المومياوات والبقايا الآدمية، ويتضمن مجموعة من المحاضرات عن الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المحاضرات التي سيلقيها المختصون في مجالات الآثار والمومياوات والبقايا الآدمية مثل تخصص الانثروبولوجيا الفيزيقية وتخصص المومياوات حيث تستعرض كيفية إجراء إسعافات للمومياء، والتعرف على ظروف حفظها.
كما تستعرض المحاضرات أهم التقنيات غير المتلفة لفحص وتحليل المومياوات، وكيفية الوصول لمرحلة أن تكون المومياء أو البقايا الآدمية في حاله جيدة، بالإضافة إلى عرض بعض المواد الأثرية المصاحبة للمومياوات.