رفع البنك المركزي التركي، الخميس، أسعار الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس لتصل إلى 17.50 بالمئة، وهو أقل كثيرا من التوقعات التي كانت تشير بزيادة 500 نقطة أساس (5 بالمئة)، وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يرفع بها المركزي معدلات الفائدة في تحول كبير في السياسة النقدية بعد تعيين فريق اقتصادي جديد مع بداية الولاية الجديدة للرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال المركزي التركي في بيان إنّه قرّر رفع معدل الفائدة بمقدار 2.5 بالمئة و”الاستمرار في تشديد السياسة النقدية للوصول في أقرب وقت ممكن إلى خفض التضخّم”.
وأوضح في بيانه أنّه سيواصل “تدريجياً تشديد السياسة النقدية (…) إذا لزم الأمر إلى حين حدوث تحسّن كبير في توقّعات التضخّم”.
في يونيو،كان البنك المركزي التركي قد رفع سعر الفائدة للمرة الأولى منذ مارس 2021 بمقدار 650 نقطة أساس لتصل إلى 15 بالمئة، ووعد المركزي التركي حينها مواصلة التشديد حتى يكون هناك تحسن كبير في توقعات التضخم.
كان رفع سعر الفائدة والنبرة المتشددة، أقوى إشارات الانعكاس في السياسة النقدية لتركيا، بعد سنوات من السياسة المتساهلة في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي أعطى الأولوية للنمو والاستثمارات.
لكن رفع معدلات الفائدة بأقل من التوقعات يضغط على الليرة التركية والتي هبطت لمستويات تاريخية الأربعاء، مقابل الدولار بسبب مخاوف رفع الفائدة بأقل من المتوقع.
وتراجعت الليرة التركية بأكثر من 30 بالمئة منذ بداية العام الجاري.
ارتفع التضخم السنوي في تركيا إلى أعلى مستوى في 24 عامًا عند 85.51 بالمئة في أكتوبر الماضي، ويرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض قيمة الليرة بسبب سياسة أردوغان المتمثلة في انخفاض أسعار الفائدة. لكن معدلات التضخم هبطت إلى 38.2 بالمئة بحلول يونيو ولكن من المتوقع أن تشهد ارتفاعا مرة أخرى مع تهاوي قيمة العملة.