أدى إطلاق روبوت الذكاء الاصطناعي “Bard” من شركة “غوغل” مؤخراً إلى جلب عملاق تقني آخر إلى مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ولكن كم عدد قادة الأعمال الذين يستخدمون تقنية الذكاء الاصطناعي حالياً في العمليات اليومية أو يخططون لذلك؟.
بناءً على بحث جديد، فإن الإجابة هي “الكثير”. إذ إن نصف الشركات التي شملتها دراسة شركة التوظيف “ResumeBuilder”، في فبراير قالوا إنهم يستخدمون “ChatGPT”؛ و30% قالوا إنهم يخططون للقيام بذلك. فيما تضمنت البيانات 1000 مشارك من قادة الأعمال، وفقاً لما نقلته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
من جانبها، قالت كبيرة المستشارين المهنيين في “ResumeBuilder”، ستايسي هالر، إن البيانات قد تكون غيض من فيض. فمنذ اكتمال الاستطلاع، بدأ المزيد من المتخصصين في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقالت هالر إن العمر والحالة الاقتصادية الحالية أثرا على النتائج. فعلى سبيل المثال، كان 85% من المستجيبين أقل من 44 عاماً، ومن المرجح أن يتبنى الموظفون الأصغر سناً التكنولوجيا الجديدة.
وأضافت: “إذا كان عمرك 38 أو 40 عاماً، فقد نشأت مع وجود التكنولوجيا بين يديك”. “هذه طبيعة ثانية بالنسبة لك”.
واعتبرت هالر، أن التبني الكبير يرتبط أيضاً بسوق العمل في مرحلة ما بعد الوباء. حيث باتت الشركات تتكيف مع الاقتصاد الجديد من خلال الأتمتة بعد وباء كورونا.
وقالت هالر: “لقد رأينا “ChatGPT” يحل محل الوظائف في قسم الموارد البشرية أولاً، حيث يكتب توصيفاً وظيفياً أو يقدم ردودا على المتقدمين”.
فعندما تقوم الشركات بأتمتة مهام الكتابة، فإنها تترك المزيد من الأموال المتاحة للمجالات الاستراتيجية للشركة. ووفقاً للبيانات، قالت نصف الشركات التي تطبق الذكاء الاصطناعي إنها وفرت 50.000 دولار، وقالت 10 الشركات إنها وفرت 100.000 دولار.
الذكاء الاصطناعي والسير الذاتية
كيف يضيف المبرمجون الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى سيرتهم الذاتية؟
أسس برافين غانتا شركة “Fraction”، وهي شركة خدمات احترافية ناشئة لمساعدة شركات التكنولوجيا في العثور على كبار المطورين، وقال إن الذكاء الاصطناعي التوليدي جزء من استراتيجية شركته.
وقال غانتا: “لقد رأينا ذلك أولاً في جانب الطلب”. “الآن نرى ذلك يظهر في السير الذاتية للمطورين كمهارة”.
فيما وجدت “ResumeBuilder”، أن 9 من أصل 10 شركات في الدراسة سعت إلى موظفين محتملين لديهم خبرة التعامل مع “ChatGPT”.
وقال غانتا: “على سبيل المثال، تعتبر ChatGPT سيئة في الرياضيات”، ولكن يمكن للمرشحين الاستفادة من خبرتهم الهندسية السريعة لمعرفة المدخلات التي تنتج أفضل النتائج عبر تقسيم الخطوات ورفع قدرة التطبيق على حل مسائل الكلمات الحسابية بسرعة كبيرة”.
وأضاف غانتا: “العملة اليومية في التوظيف لم تتغير، إنها سيرة ذاتية”. “لا يزال مديرو التوظيف يرغبون في رؤية تلك الورقة، وملف PDF، والعديد من المطورين لديهم سير ذاتية سيئة حقاً، بغض النظر عن قدرتهم الفعلية”.وفق تقرير العربية واطلعت عليه «بايونيرز مصر».
وأوضح، أن مهندسي البرمجة ليسوا كتاباً، ويكافحون لشرح خبراتهم بوضوح. ومن هنا يأتي دور فريقه الذي يستخدم سير عمل الذكاء الاصطناعي لحل هذه المشكلة. إذ يتحدث العملاء عن مسؤولياتهم تجاه روبوت الدردشة مثل “Otter.AI”، والذي يلخصه “ChatGPT” في سيرة ذاتية عملية. وبفضل الدراية السريعة، قال غانتا إن استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح مجموعة أدوات تسعى إليها الشركات.
منافسة البشر
وباستخدام التعليمات الصحيحة، يمكن لـ “ChatGPT” كتابة التطبيقات وإنشاء التعليمات البرمجية. ولكن هل يجب على الموظفين القلق بشأن وظائفهم؟ قال غانتا، بصفته مؤسساً، إنه ينظر إلى التكنولوجيا الجديدة كأدوات للتفاعل معها، كما أن المهارات الجديدة هي دائماً ميزة لأصحاب العمل أو الموظفين.
وقال غانتا: “أشجع المطورين على المشاركة وصقل مهاراتهم. فهذه الشركات تجعل من السهل استخدام واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بهم. “ومن منظور الشركة، يمكن أن يكون التبني أمراً تنافسياً لأن هذه مهارة جديدة. لم يفعل الجميع ذلك حتى الآن”.
كان هناك قلق متزايد من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يحل محل وظائف متوقعة، وربما لا. إذ وجدت دراسة حديثة أنه في حين أن المسوقين عبر الهاتف يتصدرون قائمة الوظائف “المعرضة” للذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن أدواراً مثل الأساتذة وعلماء الاجتماع معرضة للخطر أيضاً.
فمن ناحية التوظيف، قال 82% من المشاركين أنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي للتوظيف في تحديث “Resume Builder” الأخير. من بين المستجيبين، قال 63% إن المرشحين الذين يستخدمون “ChatGPT” كانوا أكثر تأهيلاً.