تحتاج العملة المشفرة الأشهر في العالم “بتكوين” للارتفاع بنحو 270 بالمئة، للوصول إلى مستويات 100 ألف دولار، في وقت تمكنت فيه من تحقيق قفزة بـ 70 بالمئة منذ بداية العام الجاري.
وكانت بتكوين قد وصل سعرها إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند نحو 69 ألف دولار في نوفمبر 2021، ومنذ ذلك الحين خسرت العملة نحو 60 بالمئة من قيمتها.
ويبدو أن خبراء العملات المشفرة متفائلين هذا العام، إذ يتوقعون أن تصل أكبر عملة مشفرة في العالم إلى آفاق جديدة.
من جانبه، استبعد عمرو زكريا عبده – الشريك المؤسس لإكاديمية ماركت تريدر لدراسات أسواق المال، إمكانية وصول البتكوين إلى مستويات 100 ألف دولار في العام الحالي، موضحا أن العملة المشفرة الأشهر في العالم تشهد في الوقت الحالي ارتفاعا بأكثر من 70 بالمئة منذ بداية العام.
ويشرح عبدو أن المحرك الرئيسي للبتكوين في 2021 عندما سجلت مستويات قرب الـ 69 ألف دولار كانت الأسواق الآسيوية، في حين اليوم نشهد أن الداعم الأساسي لصعود عملة بتكوين تأتي أكثر من ثلثيها نحو 70 بالمئة أثناء تداول الأسواق الأميركية، و16 بالمئة في ساعات تداول أوروبا، 4 بالمئة من آسيا.
يقول مازن سلهب، المؤسس والمدير التنفيذي في ماس للاستشارات: “على الرغم من أن مكاسب البيتكوين وصل ارتفاعها 70 بالمئة تقريباً منذ بداية العام الجاري وتتداول حالياً عند 28 ألف دولا إلا أنه من المستبعد الوصول إلى 100 ألف دولار في هذا العام لأن العوامل التي أوصلت البيتكوين الى الارتفاعات الحالية قد يتلاشى زخمها مع قناعتنا أن الوصول الى هذه المستويات سيكون مسألة وقت وقد نصلها في غضون عامين أي مع الموعد القادم لعملية التقسيم”.
غير أن كبير المسؤولين الاستراتيجيين في بورصة العملات الرقمية “Gemini”، مارشال بيرد يرى، أن مبلغ 100 ألف دولار قد يكون احتمالاً وارداً لعملة البيتكوين.
قال بيرد: “أعتقد أن عملة البيتكوين ربما تتمكن من تجاوز أعلى مستوياتها على الإطلاق هذا العام” ، مضيفًا أن رقم 100000 دولار هو “رقم مثير للاهتمام”.
قال بيرد إنه إذا وصلت عملة البيتكوين إلى أعلى مستوى قياسي لها سابقًا بالقرب من 69 ألف دولار، “فلن يستغرق الأمر أكثر من ذلك بكثير لترتفع” إلى 100 ألف دولار.
من جانبه، قال باولو أردوينو، كبير مسؤولي التكنولوجيا في Tether، إن البتكوين يمكن أن “يعيد اختبار” أعلى مستوى له على الإطلاق بالقرب من 69000 دولار.
تشير توقعات الارتفاعات القياسية الجديدة إلى نظرة أكثر تفاؤلاً مما كانت عليه في يناير عندما قال التنفيذيون في الصناعة لسي إن بي سي، إنهم يتوقعون أن يكون عام 2023 عامًا حذرًا.
في الوقت الحالي، يبدو أن توقعات خبراء العملات المشفرة الإيجابية لعملة بتكوين تنبع من كيفية أداءها خلال الاضطرابات المصرفية التي أثارها انهيار بنك وادي السيليكون وفشل اثنين من المقرضين المقربين من صناعة العملات المشفرة، وهما “سيلفرغيت كابيتال”، و”سيغنيتشر بنك”.
وبالحديث عن الانهيارات التي منيت بها بعض البنوك الأميركية وقضية كريدي سويس قال مازن سلهب، المؤسس والمدير التنفيذي في ماس للاستشارات إن الأزمة دفعت بثقة المودعين والناس العاديين في النظام النقدي والمصرفي التقليدي الى التراجع كما أن الثقة باجراءات البنوك المركزية تبدو موضع شك كبير في أميركا خصوصا، وقد يكون من المصادفة أن أهم بورصات العملات المشفرة مثل كوين بايس و كراكين موجودة في أمريكا كما أن سويسرا من أهم دول العالم التي شرّعت قوانين وإجراءات للعملات المشفرة في إصدارها والاحتفاظ بها.
كما أكد عمرو زكريا عبده – الشريك المؤسس لإكاديمية ماركت تريدر لدراسات أسواق المال، لـ اقتصاد سكاي نيوز عربية، أن طريقة عمل البنوك بشكل عام لا تخدم أصحاب الودائع (إذ يقوم البنك باستخدام ودائع العملاء لتحقيق مكاسب دون أي فائدة للعميل)، الأمر الذي أعطى فرصة للعملات المشفرة لتكون بديلا مريحا من البنوك وأكثر سهولة.
وأوضح أن الحواجز الخاصة بتخوف الناس من هذه التكنولوجية الجديدة تحد بكل تأكيد من ارتفاعات البتكوين.
“كلما زاد عدم الثقة والشكوك في النظام المصرفي (طالت حتى سويسرا التي تعد قلعة البنوك التجارية) .. كلما زاد توجه الناس نحو العملات المشفرة وخاصة البتكوين”، بحسب وصف عمرو عبده.
سلهب شدد على أن الجيل الذي يسمى جيل Z لن يقتنع بالقاء مع هكذا أدوات تقليدية وهذا سيكون في صالح العملات المشفرة في العقود القادمة، وهو ما اتفق معه عمرو زكريا عبده.
وفي سياق متصل، يرى سلهب أن اعتبار البيتكوين كذهب رقمي ليس دقيقاً بسبب طبيعة الأصول وآلية تداولاتها في البورصات، موضحا أن قواعد العرض والطلب وعمليات حفظ الأصول Custodian والأهم بناؤها في البلوكتشاين وعليه فقد تكون المقارنة غير دقيقة، لكن نجاح البتكوين باعتقادنا سيعتمد أكثر على فك ارتباطها وفك تسعيرها بالنقد الحقيقي على الرغم من أنها غير مركزية وهذه قضية شائكة باعتقادي، بمعنى يجب أن تسعّر البيتكوين كبيتكوين ولا أن يقال عنها أنها تساوي كذا ألف دولار لأن وصفها كذلك سيكون قد ألغى أهم فكرة فيها وهي لامركزيتها Decentralization. أي أن الاختلاف والتجاذب مع السلطات التشريعية عالمياً سيستمر بل قد يكون أكثر صعوبة من قبل وهذا باعتقادنا سيجعل المضاربات قاسية وتقلباتها قوية مجدداً إضافةً إلى المزيد من احتكار البورصات الكبرى مثل بايننس Binance وكراكين للسوق عموماً”.