يعتقد الملياردير والشريك المؤسس لشركة “بيركشاير هاثاواي”، تشارلي مونغر، أن الناس يجب أن يكونوا أكثر سعادة مما هم عليه.
وقال مونغر، صديق الملياردير وارن بافيت، إنه لا يفهم سبب عدم اكتفاء الناس اليوم بما لديهم، خاصة مقارنة بالأوقات الصعبة عبر التاريخ.
لاحظ الرجل البالغ من العمر 98 عاماً أنه في الثلاثينيات من عمره، كان الأميركيون يعانون في كل مكان، وقال: “إنه أمر غريب بالنسبة لشخص في مثل سني، لأنني كنت في منتصف فترة الكساد الكبير عندما كانت صعوبات الحياة لا تصدق.
وتظهر الدراسات الحديثة أن ما يقرب من 75% من الناس يشعرون بالغيرة من شخص آخر.
وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، وإنستغرام، وتويتر، فعالة بشكل خاص في إثارة مشاعر الحسد أو الغيرة، وغالباً ما تربطنا بأشخاص لا يقدمون سوى نظرة خاطفة على التطورات الإيجابية في حياتهم.
ويقول منتقدو أبحاث “بينكر”، إن وجهة نظره مبسطة بشكل مفرط ويجهل الجوانب السلبية للحياة الحديثة، من تزايد عدم المساواة في الثروة إلى الوجود المستمر للعنف وعدم الاستقرار السياسي – العوامل التي لا تزال تسبب معاناة حقيقية.
خلال الاجتماع السنوي لصحيفة “ديلي جورنال” في وقت سابق من هذا العام، اشتكى “مونغر” من أن الحسد هو عامل دافع لكثير من الناس اليوم. فقبل أوائل القرن التاسع عشر، كانت هناك آلاف السنين حيث “كانت الحياة قاسية جداً وقصيرة ومحدودة ولم يكن هناك الكثير من التكنولوجيا والرفاهية التي يتمتع بها الناس حالياً، ولا طب حديثا يعالجهم من أسهل الأمراض.
وفي عام 2019، قلل مونغر من آثار عدم المساواة في الثروة والدخل، وادعى أن السياسيين الذين كانوا “يصرخون بشأن ذلك هم أغبياء”.
وفي الاجتماع، أشار “مونغر” إلى عمل عالم النفس في جامعة هارفارد، ستيفن بينكر، الذي جادل بأن نوعية الحياة في جميع أنحاء العالم قد تحسنت بشكل كبير خلال القرن أو القرنين الماضيين، مستشهدا بأدلة مثل إطالة متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدل الفقر العالمي.
وأعرب الملياردير عن شكوكه بشأن زيادة الضرائب على الأثرياء في الماضي، حتى أنه جادل العام الماضي بأن بعض عدم المساواة هو جانب ضروري لاقتصاد السوق الحر. وفي الاجتماع السنوي لصحيفة ديلي جورنال هذا العام، أضاف أن معظم مخاوف الناس بشأن عدم المساواة في الثروة وانتقادات الأثرياء للغاية كانت مدفوعة بالحسد.
قال مونغر: “لا يمكنني تغيير حقيقة أن الكثير من الناس غير سعداء للغاية ويشعرون بالإساءة الشديدة بعد تحسن كل شيء بنحو 600%، لأنه لا يزال هناك شخص آخر لديه المزيد”.