ألقى محمد عامر، القائم بأعمال وكيل المحافظ لقطاع العمليات المصرفية ونظم الدفع، الكلمة نيابة عن حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري، خلال افتتاح المؤتمر الدولي الثاني عشر للمدفوعات الرقمية والشمول المالي والبنوك الرقمية الذي عقد يوم 17 نوفمبر 2025.
ورحب عامر بالحضور من ممثلي الوزارات والجهات الحكومية ورؤساء البنوك والشركات والعاملين بالقطاع المصرفي، مؤكدًا تقدير البنك المركزي لهذا الحدث الذي ينعقد في وقت يشهد العالم فيه تحولات كبيرة في الصناعة المالية مدفوعة بالتكنولوجيا المالية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل البنية التحتية المالية عالميًا. وأوضح أن التحول الرقمي لم يعد تطورًا تقنيًا فقط، بل أصبح عنصرًا استراتيجيًا للنمو وتحسين الكفاءة وتعزيز الشفافية والشمول المالي.
وأشار إلى أن البنك المركزي المصري يعمل بخطى ثابتة على تنفيذ استراتيجية شاملة للتحول الرقمي وتطوير خدمات ونظم الدفع الوطنية، بهدف بناء اقتصاد أقل اعتمادًا على النقد وأكثر جاهزية لمستقبل الاقتصاد الرقمي.
واستعرض عامر أبرز إنجازات البنك المركزي خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى التوسع الكبير في الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف المحمول التي بلغ عدد مستخدميها ثمانية عشر مليون مشترك، ونفذت من خلالها مئة وأربعة عشر مليون معاملة بقيمة بلغت أحد عشر فاصل سبعة تريليون جنيه بنهاية عام 2024. كما أشار إلى منظومة ميزة الوطنية للبطاقات التي تم إصدار أكثر من ثلاثة وأربعين فاصل خمسة مليون بطاقة منها حتى يونيو 2025.
وتطرق إلى شبكة المدفوعات اللحظية وتطبيق إنستاباي التي حققت نقلة نوعية في التحويلات المالية، حيث تجاوز عدد مستخدميها ستة عشر مليون عميل، وتم تنفيذ أكثر من مليار ومئة مليون معاملة بقيمة وصلت إلى اثنين فاصل أربعة تريليون جنيه حتى يونيو 2025. كما ارتفع عدد محافظ الهاتف المحمول إلى خمسة وخمسين فاصل خمسة مليون محفظة، ونفذ من خلالها نحو مليار وأربعمائة مليون معاملة بقيمة تجاوزت 1.8 تريليون جنيه.
وأشار إلى المنصة الوطنية لترميز البطاقات التي مكنت من استخدام خدمات الدفع اللاتلامسية عبر الهواتف الذكية، بما في ذلك خدمة أبل باي التي تم إطلاقها في ديسمبر 2024، وتم تنفيذ أكثر من أربعين مليون معاملة عبرها بقيمة تجاوزت اثنين وثلاثين مليار جنيه حتى يونيو 2025، مع العمل على استكمال تفعيل خدمة ترميز البطاقات على أنظمة أندرويد.
وأكد عامر أن البنك المركزي قطع شوطًا مهمًا في تنفيذ مشروع التعرف على هوية العملاء إلكترونيًا الذي يمثل خطوة أساسية لبناء هوية مالية رقمية وطنية تدعم تقديم الخدمات المصرفية الرقمية بسهولة وأمان.
وتناول عامر رؤية البنك المركزي في مجال التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي، موضحًا أن البنك استشرف مبكرًا دور هذه التقنيات في مستقبل الخدمات المالية، وأطلق في عام 2019 استراتيجية التكنولوجيا المالية والابتكار التي تهدف إلى دعم الابتكار مع ضمان الاستقرار المالي وحماية العملاء. كما أوضح أن البنك يتبنى نهجًا متوازنًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ضمن أطر ومعايير واضحة.
وأشار إلى التعاون مع شركة آي سكور لتطوير نموذج تقييم ائتماني سلوكي يعتمد على البيانات البديلة والذكاء الاصطناعي بهدف توسيع قاعدة المستفيدين من التمويل وتعزيز الشمول المالي، كما يعمل البنك المركزي على تطوير أنظمة الرقابة المصرفية باستخدام أدوات التحليل المتقدم للبيانات بما يتيح المتابعة اللحظية للأنشطة المصرفية.
وفيما يتعلق بالعنصر البشري، أكد عامر أن البنك المركزي وضع تنمية الكوادر المصرفية في مقدمة أولوياته، وذلك من خلال مبادرة فينيولوجي التي شارك فيها أكثر من ثلاثين جامعة وأسفرت عن تنفيذ أكثر من تسعمائة مشروع بمشاركة تسعة عشر ألف طالب بدعم من ثمانية عشر بنكًا. كما استعرض مبادرة الأكاديمية الرقمية التي تستهدف تدريب الكوادر الشابة في القطاع المالي والمصرفي، وبرنامج البكالوريوس في العلوم المصرفية الذي يبدأ تدريسه في الجامعات المصرية اعتبارًا من العام الدراسي 2025 – 2026.
كما أشار إلى جهود دعم ريادة الأعمال من خلال المختبر التنظيمي للتكنولوجيا المالية وصندوق إنكلود لتمويل الشركات الناشئة، بالإضافة إلى مبادرة رواد النيل التي تقدم الدعم الفني والاستشاري للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
واختتم عامر الكلمة بالإشارة إلى أن هذه الجهود انعكست بشكل واضح على ارتفاع معدلات الشمول المالي التي وصلت إلى 76.3 في المئة في يونيو 2025 مقارنة بنسبة 27.4 في المئة عام 2016، بمعدل نمو تجاوز 214 في المئة، بالإضافة إلى النمو الكبير في محافظ تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 395 في المئة خلال الفترة نفسها، بما يجعل مصر ضمن الدول المتقدمة في مسار التحول الرقمي والشمول المالي.
وتوجه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر، معربًا عن تمنياته بأن تسهم مناقشاته في دعم مسيرة التحول الرقمي وبناء مستقبل أكثر ابتكارًا وازدهارًا لمصر.



















































