يشهد سوق السيارات المصري في الفترة الأخيرة حالة من الزخم المتزايد مع دخول علامات جديدة إلى المنافسة، وخاصة في قطاع السيارات الفاخرة والكهربائية. وفي خطوة لافتة، أعلنت شركة «أف بي بي موتورز» – التابعة لمجموعة «أف بي بي» القابضة العالمية ومقرها دبي – عن استحواذها على توكيل العلامة الصينية الفارهة «هونشى» داخل مصر، لتتولى مهام البيع والصيانة وخدمات ما بعد البيع خلال الفترة المقبلة.
تعد «هونشى» من أعرق شركات السيارات في الصين، حيث تأسست عام 1958 كأول شركة محلية لإنتاج سيارات الركاب تحت مظلة مجموعة فاو، المالكة أيضًا لعلامة «بيستيون». ومنذ نشأتها ارتبط اسمها بالسيارات الفاخرة المخصصة لكبار المسؤولين في الصين، قبل أن تتحول إلى علامة تجارية عالمية تركز على الفخامة والابتكار. وتخطط الشركة لإنتاج 16 طرازًا جديدًا خلال السنوات المقبلة، بينها 12 سيارة هجينة وأربع سيارات كهربائية بالكامل، ما يعكس التوجه الواضح نحو دعم التحول للطاقة النظيفة.
فيما يتعلق بالأسعار داخل السوق المصري، جاءت أبرز الطرازات المطروحة حتى الآن عند مستويات مرتفعة نسبيًا تعكس طبيعتها الفاخرة. فقد طُرحت سيارة هونشى H9 2025 بسعر يقارب 3.34 مليون جنيه، بينما ظهرت النسخة الكهربائية بالكامل E-HS9 بسعر يقترب من 3.95 مليون جنيه. أما باقي الموديلات مثل H5 وHS5 وHS3 فما زالت في مرحلة التحضير للإطلاق الرسمي، مع توقع الكشف عن أسعارها خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وتتميز سيارات هونشى بمجموعة من نقاط القوة التي تجعلها منافسًا بارزًا في فئة السيارات الفاخرة. فهي تقدم تصاميم أنيقة بلمسات فارهة سواء في الداخل أو الخارج، مع استخدام خامات عالية الجودة وتجهيزات متطورة. كما توفر الشركة تنوعًا في خيارات المحركات، ما بين الوقود التقليدي والهجين والكهربائي، إضافة إلى أنظمة أمان متقدمة تشمل وسائد هوائية متعددة، أنظمة فرامل حديثة، كاميرات محيطية، وتقنيات مساعدة السائق. ويأتي هذا التوجه متسقًا مع النمو الملحوظ في السوق المصري، حيث ارتفعت تراخيص السيارات الكهربائية بنسبة 46% خلال أول ثمانية أشهر من 2025.
ورغم هذه المميزات، تواجه «هونشى» عدة تحديات في السوق المحلي. أولها الأسعار المرتفعة التي تجعلها موجهة لشريحة ضيقة من العملاء القادرين على تحمل تكلفة تصل لملايين الجنيهات. كما أن تكاليف التشغيل والصيانة وقطع الغيار قد تكون عالية في ظل بداية تكوين شبكة خدمات ما بعد البيع داخل مصر.
ومن جانب آخر، لا تزال البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية بحاجة إلى توسع أكبر لتلبية احتياجات العملاء. كذلك، تبقى مسألة قيمة إعادة البيع تحديًا أمام العلامة التي تدخل السوق لأول مرة، خاصة وأن المستهلك المصري ما زال يترقب أداء السيارات الصينية الفاخرة على المدى الطويل.
أما عن المنافسة، فهي تزداد حدة مع دخول علامات أخرى إلى نفس الشريحة. فإلى جانب الشركات الأوروبية التقليدية مثل مرسيدس وBMW وأودي، ظهرت علامات صينية واعدة مثل XPENG التي دخلت السوق عبر شركة «راية أوتو»، بالإضافة إلى «بايك» و«جيتور» اللتين تستهدفان فئات أقل سعرًا. ومع دخول «هونشى»، يبدو أن سوق السيارات الفاخرة في مصر على موعد مع مرحلة جديدة من المنافسة، عنوانها الجمع بين الفخامة والتكنولوجيا المتطورة.