تصاعدت حدة الخلاف العلني بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، ليصل إلى تهديدات مباشرة قد تطال مستقبل العقود الحكومية المبرمة مع شركات ماسك، خاصة سبيس إكس.
فمن على متن الطائرة الرئاسية خلال رحلة إلى نيوجيرسي، صرّح ترامب مساء الجمعة بأنه يعتزم مراجعة جميع العقود التي أبرمتها الحكومة مع شركات ماسك. وقال للصحافيين: “سنلقي نظرة على كل شيء… إنها أموال طائلة”.
“أميركا تستطيع الاستغناء عن الجميع… باستثنائي”
وعند سؤاله عما إذا كانت البلاد قادرة على الاستمرار من دون التعاون مع شركات ماسك، بما فيها سبيس إكس، أجاب ترامب بثقة: “نعم، بالتأكيد. أميركا يمكنها الصمود من دون أي شخص تقريباً… باستثنائي”، قبل أن يبتسم ويؤكد مازحاً أنه لا يقصد النقطة الأخيرة بشكل جدي.
وعلى الرغم من تصاعد التوترات، أوضح ترامب أنه لا ينوي سحب “المفتاح الذهبي” الرمزي الذي أهداه لماسك الأسبوع الماضي خلال حفل وداعي في البيت الأبيض، قبل أن ينفجر الخلاف بين الطرفين.
توتر قد يهدد مشاريع حيوية
وتثير هذه التصريحات قلقاً داخل الأوساط الحكومية، لاسيما في وزارتي الدفاع ووكالة الفضاء “ناسا”، نظراً للدور المحوري الذي تلعبه “سبيس إكس” في دعم العمليات الفضائية والعسكرية والأمنية. وقد ألمح ماسك قبل يومين إلى إمكانية تعليق التعاون مع الحكومة، بما في ذلك كبسولات “كرو دراغون” التي تُعد الوسيلة الأساسية لنقل رواد الفضاء حالياً.
اتهامات متبادلة واستطلاع مثير
في تصعيد غير مسبوق، وصف ترامب ماسك بأنه “فقد عقله” واتهمه ضمنياً بأنه “يتصرف تحت تأثير المخدرات”، بحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن محادثات خاصة بين ترامب ومساعديه.
في المقابل، نشر ماسك استطلاعاً مثيراً للجدل عبر منصته “إكس” (تويتر سابقاً)، سأل فيه متابعيه: “هل تحتاج أميركا إلى حزب سياسي جديد يمثل الأغلبية الصامتة؟”، وصوّت 80% بـ”نعم”، ما دفعه للتلميح بإمكانية تأسيس حزب جديد تحت اسم “The America Party”.
ورغم أنه لم يعلن رسمياً عن إطلاق الحزب، إلا أن منشوراته المتكررة تشير إلى رغبته في تمثيل ما أسماه بـ”الأغلبية الوسطية الصامتة” في أميركا، بعيداً عن استقطابات الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وسط دعوات متزايدة عبر المنصة لدعمه في هذا المسار الجديد.