كشفت جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة إلى دول الخليج عن تحول استراتيجي يعزز مكانة هذه الدول كلاعب محوري في المشهد الاقتصادي الأميركي، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والدفاع والطاقة.
وجاءت الزيارة، التي شملت السعودية وقطر والإمارات، مصحوبة بوفد من كبار رجال الأعمال الأميركيين، وأسفرت عن توقيع صفقات واستثمارات ضخمة تقدر بتريليونات الدولارات.
السعودية.. استثمارات وتعاون تكنولوجي ضخم
استهل ترمب جولته في السعودية، حيث التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأُعلن عن رفع الاستثمارات السعودية في أميركا إلى تريليون دولار. وتم توقيع صفقات دفاعية بقيمة 142 مليار دولار، إلى جانب مذكرات تفاهم في الطاقة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أبرزها شراكة بين “إنفيديا” وشركة “هيوماين” السعودية لتوريد معالجات متقدمة. كما أعلنت “أمازون” و”سيسكو” عن استثمارات بمليارات الدولارات لإنشاء منطقة مخصصة للذكاء الاصطناعي في المملكة، ووقعت “أرامكو” 34 اتفاقية مع شركات أميركية بقيمة 90 مليار دولار.
قطر.. استثمارات تاريخية وصفقات في الطيران والدفاع
في قطر، حصل ترمب على التزامات استثمارية بقيمة 1.2 تريليون دولار، وتم الإعلان عن صفقات بـ243.5 مليار دولار، شملت شراء 210 طائرات من “بوينغ”، وتعاونات مع “بارسونز” و”كوانتينيوم”. كما تم توقيع اتفاقيات دفاعية مع “رايثيون” و”جنرال أتوميكس”، وبيان نوايا لتعزيز الشراكة الأمنية باستثمارات تصل إلى 38 مليار دولار.
الإمارات.. تحالفات رقمية واستثمارات في الطاقة والتقنيات النووية
اختتم ترمب جولته في الإمارات، حيث تم توقيع اتفاقيات بقيمة 200 مليار دولار، وتسريع التزامات سابقة باستثمارات تصل إلى 1.4 تريليون دولار في أميركا خلال 10 سنوات. وشملت الصفقات توسعاً في الطيران والطاقة، وتعاوناً استراتيجياً في الذكاء الاصطناعي، إذ كشفت “أمازون ويب سيرفيسز” و”e&” عن منصة سحابية وطنية إماراتية، ومجمع جديد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي يُعد الأكبر خارج الولايات المتحدة.
الخليج شريك استراتيجي في الاقتصاد الأميركي
أبرزت الجولة الأهمية المتزايدة لدول الخليج في الاقتصاد العالمي، إذ باتت شريكاً رئيسياً في تنمية قطاعات حيوية داخل الولايات المتحدة، خصوصاً التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة والدفاع. كما تُجسد الاتفاقات عمق الشراكة الخليجية – الأميركية، في وقت تشهد فيه الساحة العالمية سباقاً محموماً على الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية.