يحتفل البنك التجاري الدولي (CIB)، أكبر بنك خاص في مصر، بمرور خمسين عامًا على تأسيسه، نصف قرن من الريادة المصرفية والنجاح المستدام، رسم خلالها البنك لنفسه مسارًا فريدًا جعله ليس فقط من أكبر المؤسسات المالية في السوق المحلية، بل أيضًا من النماذج المصرفية الملهمة على المستوى الإقليمي والعالمي.
نقطة انطلاق.. وتحول إلى نموذج ريادي
تأسس البنك عام 1975 كمشروع مشترك بين البنك الأهلي المصري وبنك تشيس مانهاتن، ثم تحوّل تدريجيًا إلى كيان مصرفي مستقل مملوك للقطاع الخاص بالكامل. على مدار العقود الخمسة الماضية، تمكّن CIB من بناء سمعة قوية في السوق، بفضل اعتماده على أسس متينة من الحوكمة، والشفافية، والابتكار، والاستثمار في رأس المال البشري.
وقد شكّل البنك التجاري الدولي على مدار تاريخه ركيزة للاستقرار في القطاع المصرفي المصري، وبيت خبرة مصرفي متميز يجمع بين الكفاءة التشغيلية والقدرة على مواجهة التحديات المتغيرة في البيئة الاقتصادية والمالية.
عبقرية الإدارة.. بصمة هشام عز العرب
من أبرز أسرار هذا النجاح، القيادة الفذّة التي قاد بها هشام عز العرب البنك إلى آفاق غير مسبوقة من الريادة والتميز. فبعقلية استراتيجية ومهارة استثنائية في إدارة الأزمات وصناعة القرارات، استطاع عز العرب أن يرسّخ مكانة البنك كأكثر مؤسسة مصرفية ثقة في مصر، وأن ينقله من مجرد بنك تقليدي إلى مؤسسة مالية عصرية تُسابق الزمن في مواكبة التطورات العالمية.
كانت فلسفة عز العرب تقوم على ثلاثية متكاملة: العميل في المركز، الحوكمة كمرجعية، والابتكار كأسلوب حياة. وقد انعكست هذه الرؤية على كل تفاصيل العمل داخل البنك، من تطوير الكفاءات الداخلية، إلى إطلاق منتجات مالية مبتكرة، وانتهاءً بتحقيق أعلى مستويات الربحية والنمو المستدام.
نتائج مالية قياسية في 2024
في عام 2024، واصل البنك التجاري الدولي أداءه المالي المذهل، إذ حقق صافي ربح سنوي تجاوز مليار دولار (نحو 55 مليار جنيه)، بنمو نسبته 13% مقارنة بالعام السابق، بحسب بيان نتائجه المالية. كما قفزت الأرباح في الربع الرابع وحده إلى 7.23 مليار جنيه (233 مليون دولار)، بزيادة سنوية بلغت 83%.
وسجّل البنك نموًا قويًا في الإيرادات والقروض، مدعومًا بزيادة نشاط الإقراض المحلي بنسبة 47% بما يعادل 90 مليار جنيه، منها 38 مليارًا في الربع الأخير. كما ارتفعت قيمة الأصول إلى أكثر من تريليون جنيه، فيما شهدت ودائع العملاء بالعملتين المحلية والأجنبية نموًا بنسبة 21% و16% على التوالي.
وأشار البنك إلى أن هذه النتائج الإيجابية تحققت رغم التحديات المرتبطة ببيئة أسعار الفائدة المرتفعة، مؤكدًا تفاؤله بشأن التوقعات الاقتصادية لمصر، وقدرته على التكيّف مع دورة التيسير النقدي المرتقبة، مدعومًا باستراتيجية متكاملة للمرونة والاستدامة.
التحول الرقمي.. نهج استراتيجي لا مجرد تطوير
اعتمد CIB على استراتيجية رقمية شاملة شملت جميع عملياته وخدماته، بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز تجربة العملاء. وقد أطلق البنك منصات رقمية متقدمة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تُتيح للعملاء خدمات مصرفية ذكية وتفاعلية وسريعة.
وتضمنت تلك التقنيات أدوات تحليل السلوك المالي للعملاء وتقديم نصائح استثمارية أو ادخارية مخصصة، إلى جانب تطوير حلول رقمية لخدمة الاقتصاد غير الرسمي والفئات غير المشمولة مصرفيًا، خاصة في المناطق الريفية.
كما دعم البنك التحول الرقمي بإجراءات داخلية، مثل إعادة تصميم آليات العمل، وأتمتة الإجراءات، وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، مما أتاح تحسين سرعة وكفاءة تقديم الخدمات، وتوسيع قاعدة العملاء النشطين رقميًا.
استراتيجية طموحة للمستقبل: 13 هدفًا نحو الاستدامة والقيادة العالمية
تُجسّد استراتيجية البنك للسنوات المقبلة رؤية طموحة تعتمد على 13 هدفًا متكاملاً، تتضمن:
تحقيق تحول رقمي شامل في جميع العمليات والخدمات.
إطلاق منصات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا التنبؤية.
الاستثمار في منتجات مالية مبتكرة تخدم أهداف التنمية المستدامة، مثل التمويل الأخضر والمشروعات الصديقة للبيئة.
تمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببرامج دعم وتمويل مرنة.
تطوير حلول مصرفية للفئات غير المشمولة مصرفيًا مع التركيز على المناطق النائية.
تعزيز الشراكات مع مؤسسات دولية لدعم الابتكار والطاقة المتجددة.
تبني استراتيجية تتمحور حول العميل من خلال تحليل البيانات وتخصيص الخدمات.
تطوير قنوات اتصال رقمية تفاعلية.
إعداد جيل جديد من القيادات المصرفية من خلال برامج تدريب متقدمة.
تعزيز ثقافة الابتكار داخليًا لدعم حلول السوق المتغيرة.
تعزيز الحوكمة الرشيدة والشفافية في كل العمليات.
إدارة المخاطر بكفاءة لمواجهة التحديات العالمية.
تطوير حلول مصرفية مخصصة لمواجهة الأزمات المستقبلية مثل التضخم وسلاسل الإمداد.
نموذج عالمي في دعم الاقتصاد الأخضر
يسعى البنك ليكون نموذجًا عالميًا في إعادة صياغة دور البنوك، ليس فقط كمؤسسات مالية تقليدية، بل كمحركات للابتكار والاستدامة. ويعمل CIB على دعم مشروعات الاقتصاد الأخضر وتمويل المشروعات البيئية، كما يطمح أن يكون من أوائل البنوك التي توجه الاستثمارات نحو القطاعات ذات الأثر الاجتماعي والبيئي الإيجابي.
الطموح لا يتوقف.. المستقبل يبدأ الآن
خمسون عامًا من النجاح ليست سوى البداية لرحلة أكثر عمقًا وتأثيرًا.. البنك التجاري الدولي لا يركن إلى ما تحقق، بل يستعد بكل طاقته لحقبة جديدة من الابتكار والتوسع الإقليمي والريادة العالمية، مؤمنًا بأن المستقبل سيكون لصالح المؤسسات التي تستثمر في الإنسان، والتكنولوجيا، والشفافية، وتتكيف بمرونة مع متغيرات الاقتصاد العالمي.