أثار طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور مجانًا عبر قناة السويس موجة غضب وسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث اعتبر النشطاء أن “مفيش حاجة ببلاش” ولا سيما في ظلّ المكانة الاستراتيجية والاقتصادية لهذا الممر المائي الحيوي.
وفقًا للمنشورات المتداولة على فيسبوك وتويتر، طالب ترمب بإعفاء الأسطول الأمريكي من رسوم العبور، مستندًا إلى الدعم السياسي والأمني الذي تقدّمه واشنطن لحلفائها، وهو ما اعتبره المصريون “ابتزازًا” ودفعة للاستعلاء على السيادة الوطنية.
وفي تعليقات ساخرة، غرّد أحد المستخدمين:
“حتى كوبري المشاة له رسوم، يا ترمب ادفع أو متعدّيش!”
وأضاف آخر:
“لو فعلاً بتدعمنا، ادفع زي ما إحنا بندفع لباقي السفن. مفيش مجانية هنا.”
وتصدّر هاشتاجات مثل #مفيش_حاجة_ببلاش و#قناة_السويس_خط_أحمر قائمة الترند، معبرين عن رفض الشعب المصري لأي تمييز أو تساهل في تطبيق القوانين والاتفاقات الدولية الخاصة بعبور الملاحة.
تعليق خبير الشؤون الأفريقية رامي زهدي
من جهته، أكد رامي زهدي، الخبير في الشؤون الأفريقية، أن “قناة السويس شريان سيادي مصري خالص، ولا أحد يمر مجانًا. إذا كانت الولايات المتحدة قد ضاقت بها الحال لتطلب الإعفاء من رسوم قانونية، فعليها أن تدعو حلفاءها لجمع المبالغ المطلوبة ودفع الرسوم نيابة عنها.”
ووصف زهدي هذا المطلب بأنه “عقلية استعمارية عفى عليها الزمن”، محذّرًا من أي “ضغط سياسي أو عسكري” قد يسعى لتطبيع منطق “المرور المجاني” عبر مياه مصر، ومؤكدًا أن “السيادة الوطنية عقيدة يثمّنها شعبها ولا تُفرَض عليه شروط”.