واصل سعر الذهب موجة ارتفاعه القوية ليتجاوز مستوى 3500 دولار للأونصة للمرة الأولى، وسط مخاوف من احتمال إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وهو ما دفع المستثمرين إلى الهروب من الأسهم والسندات والدولار الأميركي.
سجل المعدن النفيس مكاسب وصلت إلى 2.2% يوم الثلاثاء، بعد قفزة بنسبة 2.9% في الجلسة السابقة. وكان دونالد ترمب قد دعا الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بشكل فوري، في خطوة اعتُبرت تهديدًا لاستقلالية البنك المركزي، ما أدى إلى تراجع الدولار لأدنى مستوى له منذ عام 2023.
كتب ترمب على مواقع التواصل الاجتماعي: “قد يحصل تباطؤ في الاقتصاد ما لم يخفض السيد ‘متأخر جداً’، وهو خاسر كبير، أسعار الفائدة، الآن”. وأضاف: “لا يوجد تضخم فعلياً”، مشيراً إلى انخفاض أسعار الطاقة والغذاء.
الذهب يسبق التوقعات
يأتي بلوغ الذهب مستوى 3500 دولار للأونصة في موعد أقرب كثيراً مما توقعته بنوك الاستثمار، حيث أشارت المحللة الاستراتيجية في مصرف “يو بي إس” جوني تيفيس خلال الأسبوع الماضي، إلى أن الذهب قد يبلغ هذا المستوى في ديسمبر 2025، بينما توقع محللو “غولدمان” –ومنهم لينا توماس– أن يصل سعر الذهب إلى 3700 دولار للأونصة بحلول نهاية هذا العام.
وبذلك يكون المعدن النفيس قد قفز بأكثر من 30% هذا العام، وسط توترات تجارية عطلت الأسواق وقوضت الثقة في الأصول المقوّمة بالدولار، ما سرع الاندفاع نحو الملاذات الآمنة. كما أسهمت التدفقات القوية إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب، إلى جانب استمرار مشتريات البنوك المركزية، في دعم هذا الاتجاه.
هل يصل سعر الذهب إلى 4000 دولار؟
باتت البنوك أكثر تفاؤلاً بشأن آفاق الذهب، مع استمرار الزخم في موجة الصعود. وتوقّعت “غولدمان ساكس غروب” أن يصل سعر المعدن إلى 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف العام المقبل.
أدى ارتفاع الذهب إلى صعود أسهم شركات التعدين. ففي هونغ كونغ، قفز سهم شركة “زيجين ماينينغ غروب” (Zijin Mining Group) الصينية الرائدة في إنتاج المعادن بأكثر من 6% في إحدى مراحل تداولات يوم الثلاثاء. وسجل السهم ارتفاعاً تجاوز ربع قيمته منذ بداية العام.