صرّح أسامة بشاي، الرئيس التنفيذي لشركة “أوراسكوم كونستراكشون”، أن الشركة تخطط لتقليص حجم أعمالها داخل مصر ليشكّل ثلث إجمالي نشاطها بحلول عام 2026، بالتزامن مع تعزيز حضورها في الأسواق الخارجية.
وأوضح بشاي”، في تصريحات لـ”الشرق” واطلعت عليها “بايونيرز مصر”، أن الشركة تتبنى نهجًا انتقائيًا في المشروعات داخل مصر، حيث تركز على المشروعات التي توفر تمويلًا بالعملة الأجنبية، سواء جزئيًا أو بالكامل، بالإضافة إلى تلك التي تحظى بتمويل من جهات دولية، وتشمل شروطًا تضمن تعويضات عن التضخم أو التغيرات غير الطبيعية في الأسعار.
وأشار إلى أن الشركة تواجه عددًا من التحديات في السوق المصرية، وعلى رأسها تحصيل مستحقاتها من الجهات الحكومية، لكنه أكد تحسن عمليات التحصيل خلال الربع الأول من العام الجاري، مشيدًا بجهود الجهات المعنية في تسوية هذه المستحقات.
توسع خارجي رغم تحديات السوق المصرية
شهدت شركات المقاولات في مصر ضغوطًا كبيرة خلال العامين الماضيين بسبب تقلبات سعر الصرف، حيث حذّر رجل الأعمال نجيب ساويرس سابقًا من “قنبلة موقوتة” تهدد قطاع العقارات نتيجة ارتفاع تكاليف البناء وأزمة نقص الدولار.
في إطار استراتيجيتها التوسعية، تركز “أوراسكوم كونستراكشون” على فرص الاستثمار خارج مصر، لا سيما في الإمارات والسعودية، حيث بدأت بالفعل في تنفيذ مشاريع هناك، وفقًا لبشاي.
ومؤخرًا، وقّع مشروع مشترك بين “أوراسكوم كونستراكشون” والشركة الإسبانية “تكنيكاس ريونيداس” (Tecnicas Reunidas) عقدًا للهندسة والمشتريات والبناء (EPC) مع تحالف سعودي، لتنفيذ توسعة محطة “القرية” المستقلة لتوليد الكهرباء في المنطقة الشرقية بالسعودية، بتكلفة تتجاوز 2.6 مليار دولار.
أما في الإمارات، فانضمت الشركة إلى ائتلاف يتولى تطوير وتشغيل مرافق مستدامة لمعالجة مياه البحر، تشمل منشأة مركزية لمعالجة المياه وشبكة متكاملة للنقل والتوزيع.
يأتي هذا التوجه وسط استمرار عدم وضوح تسعير العملة المحلية مقابل الدولار، رغم صفقة الإمارات، إلى جانب نقص مدخلات البناء، وتأخر صرف مستحقات فروق العملة، مما دفع كبرى شركات المقاولات المصرية إلى البحث عن فرص خارجية.