تُعد مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية واحدة من أبرز المؤسسات التنموية المانحة في مصر. تأسست عام 2001 بتمويل من عائلة ساويرس لدعم الحلول المبتكرة وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. وعلى مدار 24 عامًا، ركزت المؤسسة جهودها على مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا، مثل الفقر والبطالة ومحدودية فرص الحصول على تعليم جيد، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الدولية. وقد استثمرت المؤسسة منذ نشأتها نحو 4 مليارات جنيه مصري، محققة أثرًا إيجابيًا في حياة ما يقرب من مليون مواطن.
التنمية القائمة على الأدلة العلمية
تتبنى مؤسسة ساويرس نهج الإيثار الفعّال القائم على العلم والممارسات المستندة إلى الأدلة العلمية، انطلاقًا من إيمانها بأن التنمية المستدامة تتطلب قرارات استراتيجية وإدارة دقيقة للموارد. وتُجسّد استراتيجيتها للفترة 2023-2028 هذا الالتزام، حيث تركز على تعزيز آليات قياس الأثر، وأنظمة المتابعة، والتعلم المستمر لضمان تحقيق نتائج ملموسة وفعّالة.
الأهداف الاستراتيجية (2023-2028)
تتمحور الاستراتيجية الجديدة حول هدفين رئيسيين:
1. الحد من الفقر متعدد الأبعاد: عبر دعم الأسر الفقيرة لتمكينها من تلبية 80% من احتياجاتها الأساسية، مع تحسين فرصها في التعليم الجيد.
2. تمكين وكلاء التغيير: من خلال دعم الأفراد والمنظمات التي تسعى لإحداث أثر إيجابي مستدام في مجتمعاتها.
التمكين الاجتماعي
تلتزم المؤسسة بتقديم دعم فعّال للأسر الأكثر احتياجًا من خلال برنامج «باب أمل» الذي يهدف إلى توفير الحماية الاجتماعية وتمكين الأسر الأشد فقرًا، مستلهمًا منهجية “التخارج من الفقر المدقع” التي طورتها مؤسسة “براك” الدولية. حتى الآن، استفادت 6500 أسرة من البرنامج في مرحلتيه الأولى والثانية. وأظهرت دراسة حديثة، بالتعاون مع معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أثر البرنامج الإيجابي، ما أدى إلى توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التضامن الاجتماعي لتوسيع نطاقه ليصل إلى أكثر من 100,000 أسرة بحلول 2028. كما انضمت الوكالة السويسرية للتنمية مع شركة إكسون موبيل مصر كشركاء للمؤسسة في تمويل وتوسُّع البرنامج.
التمكين الاقتصادي
تسعى المؤسسة إلى تمكين 20,000 أسرة فقيرة بحلول 2028 عبر برامج التدريب من أجل التوظيف وتنمية المشروعات الصغيرة. ويُعد برنامج «بناء» أحد أبرز البرامج في هذا المجال، حيث تمكّن خلال 2024 من تدريب 1300 شاب وفتاة على وظائف الرعاية الطبية، بما في ذلك رعاية المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة وخدمات التمريض. كما قدمت المؤسسة دعمًا ماليًا متنوعًا لأكثر من 3700 مستفيد لتنمية مشروعاتهم، شمل تقديم فرص التمويل التشاركي لـ 900 مشروع صغير.
التعليم والمنح الدراسية:
تعمل المؤسسة على تحسين فرص التعلم لــ 46,000 طالب ذو احتياج، وتعزيز مؤهلات 1400 فرد واعد من خلال منح دراسية وبرامج تعليمية متميزة. ففي 2024، قدمت المؤسسة الدعم لأكثر من 300 طالب حاصل على منح المؤسسة داخل مصر وخارجها، إلى جانب دعم مشاركة 50 من القيادات التنفيذية في النسخة الثالثة من برنامج التعليم التنفيذي، بالتعاون مع كلية بوث لإدارة الأعمال بجامعة شيكاغو ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية. كما تدعم المؤسسة التعليم الفني والمهني عبر مجموعة من المعاهد والمدارس المعتمدة دوليًا، تشمل:
* المدرسة الفندقية الألمانية الجونة
* معهد الجونة الفني للتمريض
* معهد البحر الأحمر لليخوت
* مدرسة أنسي ساويرس للتكنولوجيا التطبيقية والبناء
وقد بلغ عدد الطلاب الملتحقين بهذه المعاهد في 2024 حوالي 400 طالب وطالبة.
الثقافة والفنون
تحرص المؤسسة على إثراء المشهد الثقافي والفني المصري عبر «جائزة ساويرس الثقافية»، والتي كرّمت أكثر من 300 كاتب وأديب منذ انطلاقها قبل 20 عامًا. كما تدعم المؤسسة مبادرات ثقافية متنوعة، أبرزها “منحة ساويرس للفنون والثقافة”، التي أتاحت الفرصة للفنانين المصريين للدراسة في أرقى جامعات ومعاهد الفنون عالميًا على مدار ست سنوات. في 2024، أطلقت المؤسسة منحة «موهبة» للموسيقى بالتعاون مع المتحف المصري الكبير، والكلية الملكية للموسيقى بلندن، ومؤسسة مجتمع جميل. كما شاركت في دعم 150 من صناع الأفلام الواعدين لحضور فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته السابعة، وتمول المؤسسة سنويًا عدة معارض فنية. يأتي الدعم الثقافي والفني تأكيدًا على التزام المؤسسة برعاية المواهب والحفاظ على الإرث الثقافي المصري.
الشراكات والتعاون
منذ تأسيسها، تؤمن المؤسسة بأن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تكاتف الجهود بين مختلف القطاعات. لذا، تعدّ المؤسسة عضوًا فعّالًا في شبكة المؤسسات العاملة من أجل التنمية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما تتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) على عدة مشروعات شملت تنظيم المنتدى العربي لأول مرة في مصر عام 2024. وتشارك المؤسسة بانتظام في عدة منتديات ومؤتمرات إقليمية ودولية شملت خلال 2024 المشاركة في منتدى العمل التنموي الإفريقي والمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية.
زادت إسهامات شركاء المؤسسة في مشروعاتها خلال 2024 وبلغت 100 مليون جنيه مصري، بالإضافة إلى استثمارات المؤسسة المباشرة والتي وصلت هذا العام إلى أكثر من 560 مليون جنيه لدعم استدامة برامجها. وختامًا نؤكد على سعى المؤسسة الدائم إلى بناء شراكات قوية مع القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب المؤسسات الدولية، لتعزيز الأثر الجماعي للمبادرات التنموية.