فرضت الصين اليوم رسومًا جمركية على واردات أميركية، ردًا على الرسوم الأميركية الجديدة على السلع الصينية، مما يهدد بإعادة إشعال الصراع بين أكبر اقتصادين في العالم.
لم تكتفِ الصين بالرد الجمركي، بل صعّدت الحرب التجارية بإدراج شركات أميركية، مثل “غوغل” و”بي في إتش كورب”، على “قائمة الكيانات غير الموثوقة”، وفتحت تحقيقا لمكافحة احتكار “غوغل”.
وقالت الصين اليوم الثلاثاء إنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة 15% على وارداتها من الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، بعدما فرضت واشنطن رسوما بنسبة 10% على بضائع صينية.
كما أعلنت وزارة المال الصينية أنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة 10% على وارداتها من النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات الكبيرة والشاحنات الصغيرة من الولايات المتحدة.
وأوضحت بكين أن الرسوم الجمركية الجديدة هي بمثابة رد على “زيادة الرسوم الجمركية الأحادية الجانب” التي أعلنتها الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
واعتبرت أن زيادة الرسوم الجمركية “تنتهك بشكل خطير قواعد منظمة التجارة العالمية، ولا تساهم في حل مشكلاتها الخاصة، وتعطل التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي بين الصين والولايات المتحدة”.
وأشارت وزارة المال إلى أن هذا الإجراء سيدخل حيز التنفيذ الاثنين المقبل.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة التجارة الصينية في بيان بأن بكين “رفعت قضية ضد تدابير الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية وذلك بموجب آلية تسوية النزاعات لدى منظمة التجارة العالمية”، مضيفة بأن الخطوات الأميركية “خبيثة في طبيعتها”.
وأعلنت الولايات المتحدة السبت إجراءات شاملة ضد شركاء تجاريين رئيسيين لها، في حين ستواجه البضائع المستوردة من الصين تعرفة إضافية بنسبة 10% بالإضافة إلى الرسوم المفروضة عليها أصلا.
وقال ترامب إن الإجراءات تهدف إلى معاقبة الدول لفشلها في وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين والمخدرات، خصوصا الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
يأتي ذلك فيما دخلت رسوم جمركية أميركية نسبتها 10% على الواردات الصينية حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء، مما يهدد بتجدد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم مع معاقبة الرئيس دونالد ترامب الصين لعدم وقف تدفق المخدرات غير المشروعة.
وعلق ترامب أمس الاثنين تهديده بفرض رسوم جمركية 25% على المكسيك وكندا في اللحظات الأخيرة، ووافق على وقفها لمدة 30 يوما في مقابل تشديد البلدين الرقابة على الحدود مع الولايات المتحدة وتعقب الجريمة المنظمة.
لكن لم يكن هناك أي إعفاء من هذا القبيل للصين، حيث دخلت الرسوم الجديدة حيز التنفيذ في الساعة (05:01 بتوقيت غرينتش) اليوم الثلاثاء.
حرب تجارية في ولاية ترامب الأولى
وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن ترامب لن يتحدث إلى نظيره الصيني شي جين بينغ حتى وقت لاحق من الأسبوع.
وخلال فترة ولايته الأولى في 2018، بدأ ترامب حربا تجارية ضروس استمرت عامين مع الصين بسبب فائضها التجاري الضخم مع الولايات المتحدة، تبادل البلدان خلالها فرض رسوم جمركية على سلع بمئات المليارات من الدولارات مما أربك سلاسل التوريد العالمية وألحق الضرر بالاقتصاد العالمي.
ولإنهاء تلك الحرب التجارية، وافقت الصين في 2020 على إنفاق 200 مليار دولار إضافية سنويا على السلع الأميركية، لكن الخطة خرجت عن مسارها بسبب جائحة كوفيد-19، ليتسع العجز التجاري السنوي إلى 361 مليار دولار لصالح الصين.
وقالت أكسفورد إيكونوميكس في مذكرة “الحرب التجارية في مراحلها المبكرة، لذا فإن احتمال فرض المزيد من الرسوم مرتفع”، مع خفض توقعاتها للنمو الاقتصادي في الصين.
وحذر ترامب من أنه قد يزيد الرسوم الجمركية على الصين أكثر ما لم توقف بكين تدفق الفنتانيل، وهو مادة أفيونية قاتلة، إلى الولايات المتحدة.
وقال أمس الاثنين: “نأمل أن تتوقف الصين عن إرسال الفنتانيل إلينا، وإذا لم تفعل ذلك، فإن الرسوم الجمركية سترتفع بشكل كبير”.
ووصفت الصين الفنتانيل بأنه مشكلة تخص الولايات المتحدة، وقالت إنها ستطعن على الرسوم الجمركية في منظمة التجارة العالمية، وستتخذ تدابير مضادة أخرى، لكنها تركت الباب مفتوحًا للمحادثات.