أعلنت الدكتورة نوال عبد المنعم، خبيرة التمويل الإسلامي البارزة وعضو الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي، عن إصدار كتابها الجديد الذي يُعد أحد أهم المراجع الحديثة في مجال التمويل الإسلامي بعنوان «التمويل الإسلامي للمشروعات الصَّغيرة ومُتناهية الصِّغَر- تجارب دولية ومحلية»
يأتي هذا الكتاب كإضافة متميزة للمكتبة الاقتصادية العربية، حيث يهدف إلى تعزيز الفهم النظري والتطبيقي لهذا القطاع المتنامي.
يتناول الكتاب بأسلوب علمي ومنهجي الأسس والمبادئ التي يقوم عليها تمويل المشروعات بصيغ اسلامية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بدلا من الطرق التقليدية للبنوك التجارية ، مع تسليط الضوء على الآليات والأدوات المالية التي يتم استخدامها في هذا المجال وعددا من التجارب الناجحة. ويشمل الكتاب أيضًا دراسات حالة وتحليلات معمقة تُبرز نجاحات النماذج المالية الإسلامية في الأسواق العالمية والمحلية.
وأوضحت الدكتورة نوال عبد المنعم أن الهدف الرئيسي من الكتاب هو توفير مرجع شامل يخدم الباحثين والأكاديميين، إلى جانب العاملين في القطاعات المالية والمصرفية. وأشارت إلى أن الكتاب يقدم حلولًا عملية للتحديات التي تواجه التمويل الإسلامي في ظل التطورات الاقتصادية العالمية، مع التركيز على دوره في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الأخضر.
وقد أشاد عدد من الخبراء الاقتصاديين بالكتاب، واعتبروه إضافة نوعية تسهم في سد الفجوة بين الجانب النظري والتطبيق العملي للتمويل الإسلامي، خاصة مع تنامي الاهتمام العالمي بهذا المجال كبديل اقتصادي قوي يتماشى مع متطلبات العصر.
يُذكر أن الدكتورة نوال عبد المنعم لها العديد من الإسهامات البارزة في مجال التمويل الإسلامي، وتُعرف بجهودها المستمرة في تعزيز هذا القطاع من خلال البحوث العلمية والندوات التثقيفية
يهدف الكتاب إلى إبراز دور التمويل الإسلامي في تنمية المشروعات الصَّغيرة ومُتناهية الصِّغَر، وتطويرها، من خلال تحليل وتقويم عدد من التجارب العملية التي حقَّقت نتائج مُبهرة في هذا المجال.
كما تُقدِّم في كتابها عددًا من المُقترحات التي تُزيد من فُرص وصول التمويل الإسلامي لتلك المشروعات، من خلال الاستفادة من هذه التجارب على أرض الواقع، وتلافي السلبيات، والاستفادة من الإيجابيات في المشروعات المُستقبلية.
الكتاب ينقسم إلى خمسة فصول: في الفصل الأول منه تتناول المُؤلِّفة، ماهيَّة التمويل الإسلامي (الأسس، والأساليب، والواقع). وجاء المبحث الأول من هذا الفصل يستعرض أُسس التمويل في الاقتصاد الإسلامي (المُنطلقات، والمفاهيم)، ثم في المبحث الثاني يتضمن عرضًا لصيغ التمويل الإسلامى وأساليبه وكفاءتها التمويلية، وينتهي المبحث الثالث بإلقاء نظرة شاملة عن واقع التمويل الإسلامي عالمياً من حيث (النشأة، والتَّطوُّر).
ثم جاء الفصل الثاني يتناول بالتفصيل كل ما يخص المشروعات الصَّغيرة ومُتناهية الصِّغَر، ففي المبحث الأول يتم استعراض وتحليل التعاريف المختلفة للمشروعات الصغيرة والمتناهية وأهميتها فى بعض الدول، (سواء المتقدمة أو النامية)، مع ذكر تعريف هذه المشروعات وأهميتها فى النماذج التطبيقية المختارة بالدراسة وهى: (مصر – السودان – ماليزيا).
كما يستعرض الفصل المعايير التى يتم استخدامها للتفرقة بين أحجام المشروعات المختلفة، بالإضافة إلى دراسة المعوقات والتحديات التى تواجه المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، وخاصة المعوقات التمويلية، باعتبارها من أهم هذه المشكلات.
أما في الفصل الثالث فينتقل الكتاب إلى ما يمكن أن يقدمه التمويل الإسلامي للمشروعات الصَّغيرة ومُتناهية الصِّغَر؛ فيستعرض في المبحث الأول أهميته في تمويل تلك المشروعات، ويوضِّح بمزيدٍ من التفاصيل في المبحث الثاني مدى مُلاءمة صيغ التمويل الإسلامي لتلك المشروعات، كما يرشدنا في نهاية هذا الفصل إلى الضوابط والمعايير التي يضعها التمويل الإسلامي لتلك المشروعات، والتي تضمن نجاحها.
وفي الفصل الرابع يستعرض الكتاب التجارب الناجحة للتمويل الإسلامي للمشروعات الصغيرة ومُتناهية الصِّغَر. ففي المبحث الأول يستعرض تفصيلياً تجربة جمهورية مصر العربية (نموذج مصرف أبو ظبي الإسلامي – البنك الوطني للتنمية سابقًا). ثم فى المبحث الثانى يعرض تجربة دولة السودان (نموذج بنك فيصل الإسلامي السوداني)، ثم تجربة دولة ماليزيا (نموذج برنامج أمانة اختيار) في المبحث الأخير من هذا الفصل.
وفي الفصل الخامس والأخير من هذا الكتاب تُقدِّم المؤلفة مُقترحات لتطوير دور التمويل الإسلامي للمشروعات الصَّغيرة ومُتناهية الصِّغَر، فتعرض في المبحث الأول من هذا الفصل، تقويم التجارب الإسلامية في تمويل هذه المشروعات، وفي المبحث الثاني، تقدم نماذج مُقترحة لزيادة فُرص وصول التمويل الإسلامي لهذه النوعية من المشروعات.
وفي الخاتمة، تصل بنا المُؤلِّفة إلى عدد من النتائج، أهمها أن التمويل الإسلامي يمتلك القُدرة على تمويل هذه المشروعات باحتوائه على مجموعة من الصِّيَغ والأساليب التمويلية، التي تمتلك من المرونة ما يُمكِّنها من تلبية جميع الاحتياجات التمويلية للمشروعات الصَّغيرة ومُتناهية الصِّغَر، فضلا عن اهتمامها بالفقراء ممن هم أكثر حاجة للتمويل، والأقل ملاءةً مالية، والمحرومين من الخدمات المالية والمصرفية الرسمية، وفضلا عن كونه يتَّفق في الجوانب الاجتماعية والأخلاقية لفكر التمويل الأصغر، ويستطيع تحقيق الشمول المالي.
كما تُوصي الدكتورة نوال عبد المنعم بيومي في نهاية مُؤَلَّفها بضرورة الاستفادة من المُقترحات بما تشمله من سياسات فرعية وضوابط التطبيق، في تنمية المشروعات الصَّغيرة ومُتناهية الصِّغَر وتطويرها، كما تُوصي الدَّولةَ بضرورة وضع التشريعات والقوانين الدَّاعمة لزيادة فُرص وصول التمويل الإسلامي لهذه المشروعات.