فتحت سندات الخزانة الأمريكية على انخفاض، اليوم الثلاثاء، ويتطلع المستثمرون إلى إعادة إشعال عمليات البيع التي أثارها فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأسبوع الماضي.
وارتفعت العائدات على السندات القياسية لأجل عشر سنوات بنحو ثلاث نقاط أساس إلى 4.34% في التعاملات الآسيوية اليوم الثلاثاء. وكانت الأسواق النقدية مغلقة أمس الاثنين بسبب عطلة في الولايات المتحدة، وفق بلومبرج.
وكتب فريق من الاستراتيجيين في شركة إل بي إل فاينانشال في مذكرة أمس الاثنين: “إن تحسن البيانات الاقتصادية، وربما سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتساهلة للغاية، والمزيد من التفاصيل السياسية من إدارة ترامب قد تدفع عائدات الخزانة إلى الارتفاع. وسوف يتطلب الأمر مفاجآت اقتصادية سلبية حتى تنخفض العائدات بشكل ملموس من مستوياتها الحالية“.
هبطت أسعار سندات الخزانة الأميركية يوم الأربعاء بعد فوز ترامب بالرئاسة، في الوقت الذي عزز فيه المستثمرون الرهانات على أن سياسات مثل خفض الضرائب والرسوم الجمركية من شأنها أن تغذي ضغوط الأسعار. وهذا من شأنه أن ينعش التركيز على التضخم بعد أيام قليلة من قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إن الاقتصاد الأمريكي ظل قوياً بشكل ملحوظ مع تقدم البنك المركزي في التغلب على التضخم، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي “لم يصل بعد إلى الهدف”. ومن المقرر صدور قراءة بيانات التضخم لشهر أكتوبر يوم الأربعاء.
قالت جانيت ريلينج، مديرة المحافظ الاستثمارية ورئيسة فريق الدخل الثابت الإضافي في شركة أولسبرينج جلوبال للاستثمارات: “هناك مشهد مختلف للظروف المالية” بعد الانتخابات. “النمو في الاقتصاد قوي. بيانات الوظائف أكثر غموضًا. التضخم هو الأكثر غموضًا. كانت سوق الخزانة تستجيب للبيانات بكفاءة عالية“.
ويتوقع المتداولون في سوق المقايضات تحركًا مشتركًا بمقدار ربع نقطة مئوية خلال الاجتماعين المقبلين واحتمالات 60% لخفض الفائدة في ديسمبر.
ولفتت إحدى الصفقات البارزة أمس الاثنين الانتباه في الخيارات المرتبطة بمعدل التمويل المضمون. وتضمن الرهان تحوطًا حمائميًا يستهدف خفضين آخرين بمقدار ربع نقطة مئوية لاجتماعي السياسة في ديسمبر ويناير.
ويرى جورج كاترامبون، رئيس الدخل الثابت في دي دبليو إس أميركاس، أن سوق السندات من المرجح أن تظل “تحت تأثير نتائج الانتخابات”، على الرغم من أن المستثمرين “ينبغي أن ينتظروا لمعرفة ما سيصبح في النهاية سياسة معلنة“.
في وول ستريت، يدفع عدم اليقين الاستراتيجيين إلى التمسك بتوصياتهم المحايدة في أعقاب الانتخابات. ويتمسك الاستراتيجيون في سيتي وجيه بي مورجان ومورجان ستانلي جميعًا بتوصياتهم المحايدة بشأن مدة السندات بعد الانتخابات وقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير.
قال الخبير الاقتصادي نورييل روبيني إن عودة ترامب إلى الرئاسة قد تؤدي إلى إعادة ظهور “حراس السندات” إذا نفذ خطط الإنفاق الكبيرة. وقال روبيني لتلفزيون بلومبرج: “سيكون انضباط السوق سريعًا جدًا”، إذا دفع ترامب لجعل تخفيضات الضرائب التي أقرها في عام 2017 دائمة.
كانت أحجام تداول العقود الآجلة للخزانة ضئيلة طوال جلسة التداول أمس الاثنين، وتم التداول عند حوالي 32% فقط من متوسط مستويات 20 يومًا حتى الساعة 3:30 مساءً بتوقيت نيويورك.
وفي أوروبا، تفوقت السندات الألمانية على نظيراتها في الأسواق الأخرى أمس الاثنين، مع انخفاض العائدات النقدية في مختلف أنحاء المنحنى مع توقع أسواق المال خفض أسعار الفائدة النهائية للبنك المركزي الأوروبي وسط شكوك بشأن خطط الديون الألمانية. كما ارتفعت السندات الحكومية.
