ارتفع الدولار الأمريكي على نطاق واسع، اليوم الخميس، ليعكس هبوطًا قصيرًا في أعقاب خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بشكل مبالغ فيه، بنحو 50 نقطة أساس، والذي تم تسعيره إلى حد كبير من قبل الأسواق.
بدأ البنك المركزي الأمريكي أمس الأربعاء، دورة التيسير النقدي بخفض أكبر من المعتاد بمقدار نصف نقطة مئوية لسعر الفائدة.
وقال رئيس البنك المركزي الأمريكي، جيروم بأول، إنه كان يستهدف إظهار التزام صناع السياسات بالحفاظ على معدل بطالة منخفض الآن بعد أن تراجع التضخم.
ومع ذلك، تفاعلت الأسواق على نحو معاكس، وهو ما أبقى الدولار في وضع أفضل في التعاملات الآسيوية، واسترد الخسائر التي تكبدها أمام نظرائه في الفترة التي سبقت اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وفي مقابل الين، ارتفع الدولار بنحو 1.2% ليصل إلى أعلى مستوى خلال اليوم، عند 143.95 ين.
وقال كريستوفر وونج، استراتيجي العملات في بنك “أو سي بي سيط: “كان هناك ضغط حاد في مراكز الدولار/الين قصيرة الأجل مع جني الأسواق للأرباح بعد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي“.
وانخفض الفرنك السويسري بنحو 0.3% إلى 0.8487 فرنك للدولار.
وهبط انخفض اليورو بنحو 0.01% إلى 1.1117 دولار، بعيدا عن أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، الذي سجله في الجلسة السابقة.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات، بشكل طفيف إلى 101.03، بعد أن هبط إلى أدنى مستوى في أكثر من عام عند 100.21، أمس.
وتوقع صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي أمس الأربعاء، أن ينخفض سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية أخرى بحلول نهاية هذا العام، ونقطة مئوية كاملة العام المقبل ونصف نقطة مئوية في عام 2026، رغم أنهم قالوا إن التوقعات في المستقبل البعيد غير مؤكدة بالضرورة.
انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.04% إلى 1.3208 دولار بعد أن سجل أعلى مستوى عند 1.3298 دولار في الجلسة السابقة، وهو أقوى مستوى له منذ مارس/آذار 2022.
وصعد الدولار الأسترالي بنسبة 0.44% إلى 0.6794 دولار.
وفي الوقت نفسه، ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.07% إلى 0.6212 دولار، بعد أن أظهرت البيانات انكماش الاقتصاد النيوزيلندي بنسبة 0.2% في الربع الثاني، وهو ما كان أفضل قليلاً من الانخفاض بنسبة 0.4% في توقعات الأسواق.
قال جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إن البنك ربما كان سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في أواخر يوليو/تموز لو كان يعلم أن سوق العمل تتباطأ بالسرعة التي تشهدها.
وأضاف باول في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما يتجاوز توقعات معظم المحللين، “هل كنا سنخفض إذا تلقينا تقرير يوليو قبل الاجتماع؟ ربما كنا سنفعل ذلك”، مضيفا: “لم نتخذ ذلك القرار، لكن، كان من الممكن أن نفعل“.
وأردف باول قائلا إن “قرار السياسة النقدية الذي أعلنه الاحتياطي الفيدرالي لا يعني أنه متأخر، بل إنه التزام بألا يتأخر”.