تراجع سعر بتكوين قبيل خفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في وقت لاحق من هذا الأسبوع، فيما تراقب الأسواق هذا التغير الوشيك في السياسة النقدية.
انخفض سعر بتكوين، الأصل الرقمي الأكبر في العالم، بنحو 2.6% اليوم الإثنين، وجرى تداولها بسعر 58470 دولاراً في تمام الساعة 10:41 صباحاً في سنغافورة، كما انخفضت أسعار العملات المشفرة الأصغر، بدءاً من “إيثريوم”، ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم، ووصولاً إلى “دوغ كوين”، العملة الأكثر رواجاً بين عملات “الميم”، والتي كافحت لتعويض خسائرها.
ترقب إشارات الفائدة الأميركية
يشير أول خفض لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة منذ أكثر من 4 أعوام إلى بداية تيسير الأوضاع المالية، ما يعطي عادةً دفعة للأصول مرتفعة المخاطر، مثل العملات المشفرة. إلا أن هناك حالة من الضبابية تسود بين المستثمرين حيال مقدار الخفض المرتقب إجراؤه يوم الأربعاء، ورد فعل الأسواق على التوقعات المُحدثة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي -أو ما يطلق عليه المخطط النقطي- والمؤتمر الصحفي لرئيس البنك جيروم باول.
بلغ إجمالي ما سحبه المستثمرون من المجموعة التي تضم 12 صندوقاً متداولاً نحو 1.2 مليار دولار خلال الأيام الثمانية المنتهية في 6 سبتمبر، وفقاً لبيانات “بلومبرغ”.
لفت شون مكنلتي، مدير التداول في شركة “أربيلوس ماركتس” (Arbelos Markets) التي توفر السيولة لتداولات العملات المشفرة، إلى أن “مقدار الخفض أقل أهمية من الإشارات التي ستتضح خلال المؤتمر الصحفي وصدور المخطط النقطي المُحدث. ففي حالة ترجيح التوجيه والمؤتمر الصحفي لكفة التيسير النقدي بشكل كبير، نتوقع أن يتحسن أداء (بتكوين) بشكل ملحوظ”.
يأتي أحدث تراجع لسعر بتكوين بعد ارتفاعه 10% خلال الأيام السبعة التي انتهت أمس الأحد، ما يعد أكبر ارتفاع أسبوعي منذ يوليو الماضي، والذي عكس حينها تجدد توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. ويُتوقع أن يخفض مسؤولو البنك تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل في اجتماعه المقبل.
من جهتهم، يتوقع المتداولون في سوق عقود خيارات بتكوين “تأثيراً أكبر بشكل ملموس لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي عما شهدناه في الفترات السابقة”، بحسب كارولاين مورن، الشريكة المؤسسة في “أوربت ماركتس” (Orbit Markets)، التي توفر السيولة لتداول مشتقات الأصول الرقمية.
ترمب ينجو من محاولة اغتيال ثانية
يمكن القول بأن توقعات السياسة النقدية أصبحت القوة الدافعة الرئيسية للعملات المشفرة في الأجل القصير، لتطغى أهميتها على الأوضاع المعقدة في انتخابات الرئاسة الأميركية، خلال الفترة الحالية على الأقل.
سيشهد الاقتصاد العالمي هذا الأسبوع تحولا عندما تبدأ دورة خفض الفائدة بالولايات المتحدة، في الوقت نفسه يقرر مسؤولو البنوك المركزية من أوروبا إلى آسيا سياساتهم النقدية
وضمن أحدث الوقائع المثيرة المرتبطة بالانتخابات، لم يُصب الرئيس السابق دونالد ترمب إثر ما تبدو كمحاولة اغتيال أخرى، حيث أطلق فرد من الخدمة السرية لمرشح الحزب الجمهوري النار على رجل يحمل بندقية هجومية في ملعب “ويست بالم بيتش” للغولف الذي يملكه ترمب في ولاية فلوريدا.
يدعم ترمب قطاع الأصول الرقمية بحثاً عن التبرعات وسعياً لكسب أصوات الناخبين في منافسة محتدمة مع مرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس، نائبة الرئيس الحالي. وأدى موقفه الجريء من محاولة اغتيال سابقة في يوليو إلى ارتفاع سعر بتكوين في ذلك الوقت، بفضل توقعات تزايد فرص إعادة انتخابه.
بلغ سعر بتكوين مستوى قياسياً عند 73798 دولاراً في مارس، مدفوعاً بالطلب على الصناديق المتداولة المخصصة لها في الولايات المتحدة، لكن الاستثمارات المتدفقة إلى تلك المنتجات تراجعت منذ ذلك الحين.