رسم اثنان من تُجار السلع الأساسية في العالم صورة قاتمة عن آفاق سوق النفط، معربين عن قلقهما بشأن الطلب الصيني والإمدادات الوفيرة في اليوم الأول من مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للبترول “أبيك”.
وفي ظل التشاؤم السائد بشأن أسعار النفط وخام برنت، فقد أيدت مجموعة “ترافيجورا” هذا الاتجاه بشأن الأسعار.
ورأى بن لوكوك، رئيس قسم النفط لدى التاجر، في مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للبترول، أن معيار الأسعار العالمي “من المحتمل أن يصل إلى 60 دولاراً في وقت قريب نسبياً”.
ومع ذلك، حذر لوكوك من التشاؤم المفرط حيال سوق النفط، قائلاً: “إنه أمر خطير لأن هناك العديد من الأحداث التي يمكن أن تعكر صفو يومك”. وأضاف: “لن أضع كل رهاناتي على الهبوط”.
تراجع الأسعار
وانخفضت أسعار النفط منذ أوائل يوليو – ما أدى إلى محو جميع مكاسب هذا العام – بسبب المخاوف بشأن توقعات الطلب في الصين والولايات المتحدة، والإمدادات الوفيرة من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول. لذا لجأت “أوبك+” الأسبوع الماضي إلى تأخير زيادة الإنتاج المخطط لها بدءاً من أكتوبر، لكنها تتمسك بهدف أطول أمداً لتعزيز الإنتاج في العام المقبل.
وجاءت توقعات لوكوك المتشائمة لخام برنت في الوقت الذي خفض فيه “مورجان ستانلي” توقعاته للسعر المعياري للمرة الثانية في غضون أسابيع. كانت العقود الآجلة تتداول بالقرب من 72 دولاراً للبرميل يوم الاثنين.
وتكبدت أسعار النفط أكبر انخفاض أسبوعي في 11 شهراً ، إذ انضاف تقرير الوظائف الأمربكي الضعيف إلى المخاوف بشأن ضعف الطلب بأكبر مستهلك للخام في العالم.
“اليوم، ننتج نفطاً أكثر بكثير مما نستهلكه، ومن المتوقع أن يتدهور هذا التوازن على مدار السنوات القادمة”، حسبما رأى توربيورن تورنكفيست، رئيس مجلس إدارة شركة “جونفور”، خلال حلقة نقاشية.
مع ذلك، كان جيف كوري، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة “إنيرجي باثوايز” التابعة لـ”كارلايل” ومحلل السلع، أكثر تفاؤلاً بشأن التوقعات خلال نفس الجلسة مع تورنكفيست. واعترف كوري بالمشاكل الاقتصادية التي تواجهها الصين، لكنه أشار إلى تخفيضات أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي والتعافي المحتمل في الوضع المالي كدوافع صعودية.
مستقبل الطلب
كانت إحدى شركات التكرير العملاقة في الصين، وهي شركة “رونجشينج بتروكاميكال” أيضاً من بين الأصوات القليلة المتفائلة. وصرح هونغ-بينغ تشن، المدير العام للشركة المدعومة من قبل أرامكو السعودية، بأن الطلب على النفط في آسيا بعيد عن ذروته وسيرتفع بشكل كبير مدفوعاً بالحاجة إلى المنتجات البتروكيماوية.
ومع ذلك، يبدو أن ما يسمى بأرضية سعر النفط تتحول مما يتراوح بين 75 و80 دولاراً للبرميل إلى حوالي 70 دولاراً، وفقًا لدان سترويفن، رئيس الأبحاث في لدى “جولدمان ساكس”. هذا هو سعر التوازن الطويل الأجل المتوقع للنفط الصخري الأمريكي.