توقع الاتحاد المصري للتأمين أن يشهد التأمين الرقمي نمواً متسارعاً في السنوات القادمة، من خلال استخدام التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها من التقنيات الحديثة.
وأوضح الإتحاد في نشرته الأسبوعية الصادرة اليوم السبت، أن هذه التقنيات تعد بمثابة عامل رئيسي في إحداث التغيير في قطاع التأمين وخلق فرص كبيرة لشركات التأمين لزيادة القدرة التنافسية والإنتاجية والكفاءة مع تحسين التجارب الرقمية للعملاء.
وأشار الاتحاد إلى تولي الهيئة العامة للرقابة المالية اهتماماً كبيراً بتطبيق التحول الرقمي من خلال توقيع شراكات استراتيجية بين قطاعي التأمين والاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لتسريع التحول الرقمي والشمول المالي.
واستعرض الإتحاد جهوده لدعم وتشجيع شركات التأمين المصرية نحو التحول الرقمي، إيمانًا بأهمية التقنيات الرقمية في تطوير صناعة التأمين وجعلها أكثر كفاءة وابتكارًا، وتلبيةً لاحتياجات العملاء فى الحصول على خدمات تأمينية سريعة وسهلة.
ونوه إلى قيامه بعدة خطوات بهدف دعم وتعزيز التكنولوجيا الرقمية في قطاع التامين والتي من أهمها إنشاء لجنة فنية متخصصة للتحول الرقمي، بجانب قيام عدد من اللجان الفنية بالاتحاد بإعداد الدراسات حول آلية الإصدار الإلكتروني لبعض وثائق التأمين في عدد من فروع التأمين المختلفة.
ولفت إلى قيام الاتحاد بتنظيم عدد من الندوات حول كيفية تطبيق التقنيات الخاصة بالتكنولوجيا الرقمية في صناعة التأمين، كما قام الاتحاد بإفراد إحدى جلسات ملتقى شرم الشيخ السادس، والذى سيعقد خلال الفترة من 9-11 نوفمبر 2024، لمناقشة آلية التعامل مع عالم متسارع الخطى نحو التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي.
وأكد على أن التقنيات الرقمية تعتبر أحد أبرز التطورات التي تشهدها مختلف الصناعات في العصر الحديث، وصناعة التأمين أحد الصناعات التي تواكب التقدم التكنولوجي السريع وتحقيق متطلبات العملاء للحصول على خدمات فورية ومرنة؛ لذا فقد أصبح التحول الرقمي ضرورة ملحة لشركات التأمين التي تسعى إلى تحقيق النمو فى السوق.
وتابع “من خلال اعتماد التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي، تحليلات البيانات الكبيرة، وتقنيات Blockchain والتي تمكّن شركات التأمين من تحسين كفاءتها التشغيلية، وتقليل التكاليف، وتقديم خدمات مبتكرة تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل”.
وأشار إلى أن هذه التحولات لم تؤثر فقط فى كيفية تقديم الخدمات التأمينية، بل أسهمت أيضًا في إعادة تشكيل نماذج الأعمال التقليدية في هذه الصناعة لتحقيق النمو المستدام، وتحسين قدرة الشركات على المنافسة من خلال تقديم تجربة عميل متميزة تعتمد على السرعة، الكفاءة، والمرونة.
مفهوم التأمين الرقمي وإتجاهاته
وحول مفهوم التأمين الرقمي، نوه أنه يعد تحويل خدمات التأمين التقليدية إلى خدمات رقمية مما يسهل على العملاء الحصول على الخدمات التأمينية دون الحاجة إلى التعامل المباشر مع شركة التأمين ، حيث يتيح التأمين الرقمي للعملاء الوصول إلى منتجات وخدمات تأمينية متنوعة عبر منصة إلكترونية أو عبر الإنترنت؛ وتستخدم هذه المنصات الخوارزميات الرقمية لتسعير التغطيات التأمينية.
وأكد على أن هناك 4 اتجاهات حالية في التأمين الرقمي، الأول هو التحول الرقمي، حيث بدأت العديد من شركات التأمين تعتمد على التكنولوجيا الرقمية لتحسين تجربة العملاء، من خلال منصات إلكترونية وتطبيقات مخصصة لتسهيل عملية شراء التغطيات التأمينية وتقديم المطالبات حال تحقق الخطر المؤمن عليه، والثاني هو الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات حيث أنه يتم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتقديم حلول تأمينية مخصصة والتنبؤ بالمخاطر وتحديد التغطيات التأمينية التي تلائم الخطر بشكل أكثر دقة.
وأشار إلى الاتجاه الثالث هو التأمين كخدمة (Insurance as a Service) حيث أن انتشار مفهوم التأمين كخدمة، حيث يمكن للأفراد والشركات الوصول إلى منتجات التأمين بسهولة عبر منصات رقمية دون الحاجة إلى التعامل المباشر مع شركة التأمين بما يحقق تجربة أفضل للعملاء، والاتجاه الراجع هو Blockchain بحيث يتم استخدام تلك التقنية في تأمين المعاملات وتسهيل إصدار الوثائق وتقليل الاحتيال في التأمين.
واستعرضت النشرة مستقبل التأمين الرقمي بقطاع التأمين ، موضحةً أنه من المتوقع زيادة الاعتماد على تحليل البيانات الضخمة، حيث أنه من المتوقع أن تستمر شركات التأمين في زيادة اعتمادها على تحليل البيانات الكبيرة لتحسين التنبؤ بالمخاطر وإدارة المطالبات.
وأضاف أنه سيتم استخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء مثل أجهزة قياس اللياقة البدنية، حيث تلعب هذه التكنولوجيا دورا كبير في جمع البيانات وتحديد التغطيات التأمينية المناسبة للخطر، بجانب تطوير الخدمة المقدمة للعملاء؛ حيث تسعى الشركات إلى تحسين تجربة العملاء من خلال توفير التكنولوجيا الرقمية و التي تتيح للعملاء سهولة التعامل بالإضافة إلى تقديم دعم للعملاء عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى التوسع في أسواق جديدة، حيث تسعى شركات التأمين إلى دخول أسواق جديدة وفتح فرص لعملاء جدد، بجانب الابتكار في نماذج الأعمال؛ حيث تهتم شركات التأمين بإعداد نماذج أعمال جديدة وتحسين عملياتها وتقديم خدمات أكثر تخصصاً في قطاع التأمين، مثل التأمين عند الطلب، حيث يمكن للعملاء شراء التغطية حسب الحاجة، مثال التأمين على رحلة قصيرة أو حدث خاص.