شهدت أونصة الذهب العالمي تسجيل أسبوع قياسي خلال الأسبوع الماضي لتسجل أعلى مستوى منذ 5 أسابيع، وذلك بدعم من تراجع بيانات التضخم الأمريكية بالإضافة إلى إجراءات التحفيز الصينية التي زادت من الطلب على الذهب والسلع بشكل عام منذ كون الصين أكبر مستهلك للسلع في العالم.
ارتفع سعر الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.3% ليسجل أعلى مستوى منذ 5 أسابيع عند 2422 دولار للأونصة، قبل أن يغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2414 دولار للأونصة.
ورصد التحليل الفني لجولد بيليون، أن الذهب ارتفع منذ بداية شهر مايو بنسبة 5.6% ويقترب من أعلى مستوى تاريخي سجله في 12 ابريل الماضي عند 2431 دولار للأونصة ومع اغلاق الذهب تداولات الأسبوع فوق المستوى 2400 دولار للأونصة يفتح الباب أمام المزيد من المكاسب خلال الفترة القادمة، خاصة بعد الدعم الذي حصل عليه المعدن النفيس من تزايد التوقعات بخفض الفيدرالي لأسعار الفائدة مرتين هذا العام بعد تراجع معدلات التضخم الأمريكية في ابريل الماضي.
ارتفاع أسعار الذهب يأتي في ظل انخفاض مستويات الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.8%، وذلك على الرغم من تصريحات عدد من أعضاء البنك الفيدرالي أن بيانات التضخم الأخيرة غير كافية لقيام البنك الفيدرالي باتخاذ قرار خفض أسعار الفائدة.
وخلال تداولات أمس الجمعة ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.6% وذلك بعد أخبار عن قيام الصين بالإعلان عن تحفيز نقدي ضخم من خلال بيع ما قيمته تريليون يوان (138 مليار دولار) من السندات السيادية طويلة الأجل.
لم يتم الكشف بعد عن تفاصيل حول كيفية توزيع الأموال، ومن المحتمل أن تذهب بعض الأجزاء نحو شراء المنازل غير المباعة أو دعم القطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك أشباه الموصلات والتصنيع عالي التقنية والمشاريع الاستثمارية.
ومن المتوقع أن تكون السندات أرخص بمقدار 20 إلى 40 نقطة أساس من عائد التمويل الحالي.
التحفيز الضخم من قبل الصين عمل على ارتفاع أسعار الذهب والفضة والسلع الأخرى بشكل كبير، منذ كون الصين هي أكبر مستهلك للذهب والسلع في العالم، ومثل هذا التحفيز سيعمل على زيادة الطلب على مختلف السلع.
أظهر مؤشر السلع S&P GSCI الذي يقيس أداء السلع ومن ضمنها الذهب ارتفع يوم أمس بنسبة 1% ليسجل أعلى مستوى منذ أسبوعين، وهو أعلى ارتفاع يومي منذ 24 ابريل الماضي.
من جهة أخرى فقد ارتفعت حيازات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب في الصين خلال شهر ابريل إلى 84 طن ذهب من 17 طن، حيث اجتذبت الصناديق 1.3 مليار دولار في ابريل وهو أقوى شهر في اجتذاب الاستثمارات على الاطلاق.
وبالرغم من تراجع مشتريات الصينين من المشغولات الذهبية بسبب ارتفاع الأسعار إلا أن قوة الاستثمار في الذهب عوضت ضعف المشتريات، هذا بالإضافة إلى البنك المركزي الصيني الذي استمر في شراء الذهب للشهر الـ 18 على التوالي.
فقد قام البنك المركزي الصيني في ابريل بإضافة 2 طن من الذهب إلى احتياطاته وهو أبطأ ارتفاع في مشتريات البنك منذ أن استأنف المركزي الصيني الإعلان عن مشتريات الذهب في نوفمبر 2022.
يبلغ إجمالي احتياطيات الصين الرسمية من الذهب الآن 2264 طن، وتمثل 4.9% من إجمالي احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي، وهي أعلى نسبة على الإطلاق للذهب.
وفقا لمجلس الذهب العالمي جمعت الصين حتى الآن في عام 2024 29 طنا من الذهب، وخلال الأشهر الثمانية عشر الماضية زادت حيازات الذهب بمقدار 316 طنًا أو 16٪.
أسعار الذهب في مصر
ارتفع سعر الذهب المحلي خلال الأسبوع الماضي بدعم من ارتفاع سعر الذهب العالمي في ظل الارتباط بينهما خلال الفترة الأخيرة، إلا أن التأثير الإيجابي على سعر الذهب المحلي جاء معتدل بشكل كبير دون مضاربات سعرية كبيرة بسبب التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت عند المستوى 3170 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجلود بيليون عند نفس المستوى، وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس بمقدار 30 جنيه حيث أغلق عند المستوى 3170 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3140 جنيه للجرام.
خلال الأسبوع الماضي ارتفع سعر الذهب المحلي بمقدار 35 جنيه ليسجل ارتفاع بنسبة 1.1% حيث أغلق عند المستوى 3170 جنيه بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند المستوى 3135 جنيه للجرام بدعم من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي في ظل ارتباط السعر المحلي بالعالمي خلال الفترة الأخيرة مع غياب تأثير عوامل التسعير الأخرى للذهب المحلي.
تداولات الأسبوع شهدت أيضاً فترات طويلة من التذبذب والصعود المعتدل في السعر، مما يدل على ضعف زخم الصعود وغياب المضاربات السعرية خاصة في ظل تراجع سعر صرف الدولار.
سجل سعر صرف الدولار في البنوك متوسط 46.95 جنيه لكل دولار بعد أن كان عند 47.40 جنيه لكل دولار مطلع الأسبوع الماضي.
انتهت مبادرة ورادات الذهب بدون رسوم جمركية يوم الجمعة 10 مايو ولم يصدر قرار بمد المبادرة حتى الآن، حيث يبدو أن الحكومة ترى أن المبادرة قد انتهى دورها بعد أن عادت تحويلات المصريين الدولارية من الخارج في التزايد من جديد إلى جانب وجود مخزون من الذهب في الأسواق بسبب عمليات إعادة البيع العكسي من قبل المستهلكين.
من جهة أخرى طالبت شعبة الذهب والمعادن الثمينة البنك المركزي المصري في مذكرة رسمية بمد فترة توريد حصيلة صادرات الذهب إلى 3 أشهر من تاريخ الشحن بدلا من شهر المعمول به حالياً، وذلك بسبب طول إجراءات التصدير وتعامل العديد من المصدرين بالآجل.
الجدير بالذكر أن البنك المركزي المصري في أكتوبر 2023 قد وافق على مد فترة توريد حصيلة تصدير الذهب إلى شهر بعد أن كانت 7 أيام فقط.
كما أعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني عن دخول تدفقات نقدية من الأجانب لمصر بمقدار 20 مليار دولار منذ التعويم الأخير وذلك بخلاف صفقة رأس الحكمة. بينما ارتفع احتياطي مصر من النقد الأجنبي بمقدار 5.9 مليار دولار خلال 6 أشهر.
وقد أظهرت بيانات البورصة المصرية أن صافي مشتريات الأجانب من أدوات الدين الحكومي المصرية منذ بداية شهر مارس وصلت إلى 16 مليار دولار، وأشار وكالة فيتش أن السيولة الدولارية لدى البنوك المصرية ارتفعت مما أدى إلى انخفاض عجز الأصول الأجنبية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي للأسبوع الثاني على التوالي لتسجل أعلى مستوى منذ 5 أسابيع، وتقترب من أعلى مستوى تاريخي تم تسجيله وذلك بدعم من ضعف بيانات التضخم الأمريكية وتزايد توقعات خفض الفائدة، بالإضافة إلى اعلان الصين عن برنامج تحفيزي ضخم عمل على زيادة الطلب على السلع بشكل عام.
شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي مدعوما بارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي، ولكن التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية إلى جانب التوقعات الإيجابية المتعلقة بالوضع النقدي وتوافر العملة الأجنبية قلل من فرص ارتفاع سعر الذهب.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي اعلى مستوى عند 2422 دولار للأونصة بعد أن نجحت في اختراق المستوى 2400 دولار للأونصة ليغلق الذهب تداولات الأسبوع فوق هذا المستوى الأمر الذي من شأنه أن يزيد فرص الصعود لأسعار الذهب خلال الفترة القادمة.
المستهدف الآن أصبح القمة السعرية الأخيرة عند 2431 دولار للأونصة ثم المستوى 2450 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
استطاع سعر الذهب المحلي عيار 21 اغلاق تداولات الأسبوع فوق المستوى 3150 جنيه للجرام ليسجل أعلى مستوى عند 3170 جنيه للجرام بدعم من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي، الأمر الذي يدفع مستهدف الذهب إلى المستوى 3200 جنيه للجرام.
الذهب المحلي استغرق وقت طويل حتى استطاع اختراق المستوى 3150 جنيه للجرام الأمر الذي يدل على ضعف زخم الصعود في الأسواق بسبب تراجع سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية الذي يتم تسعير الذهب من خلاله.