كشف عدد من المطورين العقاريين أن أسعار العقارات في مصر في طريقها للزيادة ومن المستحيل أن تتراجع في ظل الفترة الجارية ، معتبرين أن انخفاض أسعار العقار مؤشر سلبي عن الاستثمار في مصر وعلى الرغم من تراجع أسعار مواد البناء على خلفية تعويم الجنيه المصري إلا أن مطوري العقارات في مصر ما زالت تشهد ارتفاعاً غير مسبوق.
يرى أسامة سعد الدين المدير التنفيذي لغرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، أن ثبات سعر العقارات مؤشر سلبي على المشروع أو المنطقة التي يتم فيها تطوير العقار، وحتى سمعة المطور نفسه تصبح في خطر، وفق ما صرح به لـ”العربية business”.
وقال سعد الدين، أن انخفاض أسعار العقارات حتى بعد انخفاض سعر الدولار قد يؤثر على الاستثمار في هذا القطاع الهام الذي يساهم بنسبة كبيرة في الناتج القومي الإجمالي وقد يشكك العملاء في جدوى الاستثمار فيه لأنه بهذا يعني أن قيمة العقار لا تزيد بالعكس تقل وهو مخالف لما هو متعارف عليه منذ عشرات السنين.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة بروبرتي جيت للتسويق العقاري، أحمد العشري: “الساحل الشمالي حالياً أصبح قبلة المستثمرين والأسعار لا تتناسب بأي صورة مع متوسط الأسعار في باقي أرجاء مصر”.
المناورة بالعروض العقارية
بعض المطورين لجأ لسياسة ترقية الوحدات أو إطلاق بعض العروض للمشترين القائمين، ولكن دون المساس بأسعار الطروحات الجديدة والتي ستظل تباع بأسعار أعلى من سابقتها، حتى لو لم يكن هناك دافع مرتبط بالتكلفة، ولكن سمعة الصناعة كاملة ستصبح مهددة.
يتوقع تامر دويدار الرئيس التنفيذى لـ«O West» ومكادي هايتس وبيوم، أن تشهد الفترة الحالية عروض من جانب الشركات لعملائها فيما يتعلق ببعض المزايا مثل تسهيلات في أقساط أو غيرها تعويضاً عن المناورة بالسعر.
ومن جانبه، قال أحمد العتال رئيس مجلس إدارة شركة العتال هولدينج إن الشركات التي باعت وفقاً للتسعير اليومي أو الوقتي لمواد البناء تواجه الآن مشكلة كبيرة وهي أنها باعت بأسعار مبالغ فيها فيما وصل الدولار الى مستويات 77 جنيه وذلك في فبراير الماضي.
وأضاف العتال، أن هذا الشركات ستواجه مشكلة أكبر في حالة تخفيض أسعارها لأنها ستواجه خسارة في حالة اذا اشترت مواد بناء بأسعار مرتفعة عن الاسعار الحالية، مشيراً إلى أنه قد يحدث تباطؤ في السوق على مستوى المبيعات، ولكن “من المستحيل” أن يحدث انخفاض في اسعار العقار.
ومع تباطؤ عمليات البيع والطروحات خلال فترة ارتباك سعر الصرف السابقة للتعويم، واتجاه المطورين للتحوط، بات السؤال حول السعر مناسباً خاصةً وأن سعر الصرف استقر عند مستويات أدنى بكثير مما كان عليه في السوق الموازية قبل التعويم.
وأوضح العتال أنه بالفعل بدأت بعض الشركات في السوق حالياً في طرح عروض وتسهيلات معينة لعملائها تعويضا عن بيع الوحدات بسعر عالي خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى انه عدد ليس قليل من الشركات كبيرة الحجم أو صغيرة قامت بتقديم العروض لعملائها.
وفيما يتعلق بالتسهيلات التي أعلنت عنها الشركات لتعويض عملاءهم الحاليين، أوضح العشري أن بعض الشركات عرضت تشطيبات ألترا سوبر لوكس لكسب رضاء عملاءها، بينما بعضها قدم مزايا للعملاء في الوحدة نفسها فيما يتعلق باستغلال المساحة أو الحديقة او الوجهات وغيرها.