يدرس بنك “ستاندرد تشارترد” إعادة هيكلة ذراعه المصرفية المؤسسية، وهي وحدة تضم مصرفيين استثماريين ومتداولين تابعين للشركة، كجزء من أحدث جهود الرئيس التنفيذي بيل وينترز لتحسين عوائد البنك المُقرض.
درس البنك عدة خيارات، بما فيها فصل بنكه الاستثماري عن عملياته المصرفية المؤسسية والتجارية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تسريح العاملين، كما أنها واحدة من عدة احتمالات يجري دراستها دون اتخاذ قرارات نهائية بعد، حسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لمناقشتهم أموراً قيد الدراسة. فيما رفض متحدث باسم “ستاندرد تشارترد” التعليق على الأمر.
تحسين عوائد “ستاندرد تشارترد”
تشكل إعادة الهيكلة أحدث جهود وينترز لتحسين عوائد “ستاندرد تشارترد”. وتراجعت أسهم البنك تحت إدارة الرئيس التنفيذي، البالغ من العمر 62 عاماً، وتتداول حالياً بحوالي 40% أدنى من مستوياتها التي كانت عليها عندما تولى زمام الأمور في 2015.
تأثرت عوائد البنك المدرج في لندن خلال الأعوام الأخيرة وسط اضطرار البنك لتخصيص احتياطيات أكثر لتغطية القروض المتعثرة المرتبطة بالعقارات التجارية الصينية. لكنه اتخذ إجراءات في الأرباع السنوية الأخيرة لتعزيز العوائد على حقوق المساهمين إلى أكثر من 11% بحلول نهاية العام الجاري. ومع ذلك، قال المنافس “إتش إس بي سي هولدينغز” (HSBC Holdings Plc) إنه يتجه نحو تحقيق عوائد في منتصف 2023.
وقال أندي هالفورد، المدير المالي السابق لدى “ستاندرد تشارترد”، في أكتوبر، إن “الشركة حققت أداء جيداً في الأسواق الحافلة بالتحديات خلال الأعوام الماضية. كما نتلمس توقعات إيجابية بينما نتجه نحو تحقيق مستوى عائد على حقوق المساهمين نسبته 10% لأول مرة منذ عدة أعوام، ثم إلى 11% وما فوقها بعد ذلك”.
يعد “ستاندرد تشارترد” أحد أكبر البنوك الأوروبية العاملة في الأسواق الناشئة، ويحقق كل أرباحه تقريباً في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، ويقدم خدماته لآلاف العملاء من الشركات والملايين من العملاء الأفراد.
يوفر قسم الخدمات المصرفية للشركات والتجارة والمؤسسات، الذي يديره سيمون كوبر، الغالبية العظمى من إيرادات البنك. ويتوقع المحللون أن يشهد البنك تباطؤاً في نمو إيرادات المعاملات المصرفية للربع الرابع عند إعلان نتائجه الأسبوع المقبل، بينما يُتوقع أن يسجل قسم التداول بالشركة زيادة بنسبة 2.5% في الإيرادات، وفقاً لتقديرات جمعتها “بلومبرغ”.
تسريح العاملين في البنوك
تعرض القسم لضغوط نتيجة رحيل كبار المسؤولين في الأسابيع الأخيرة، بمن فيهم بول سكلتون، الذي قاد تغطية العملاء، وجيمس كاميرون، الذي ترأس قسم العقارات التجارية.
وسينضم “ستاندرد تشارترد” بذلك إلى منافسيه، بما فيهم “سيتي غروب” و”غولدمان ساكس”، إذا جرت عمليات تسريح العمالة. وقال “سيتي غروب” الشهر الماضي إنه سيشطب 20 ألف وظيفة كجزء من سعي الرئيسة التنفيذية، جين فريزر، لتعزيز عوائد البنك، فيما أوضح “غولدمان” أن عدد موظفيه انخفض بنسبة 7% العام الماضي، مما يعكس “مبادرة خفض عدد الموظفين” في المصرف.