من المرجح أن تتعرض أسواق الأسهم العربية وخصوصاً الخليجية لبعض الضغوط البيعية وعمليات تصحيح مؤقتة خلال تعاملات الأسبوع الجاري بعد أن سجلت مؤشرات أسواق المال الأمريكية ومعظم الأوروبية أداءً سيئاً لم تشهده منذ عدة أسابيع مع عودة التوقعات باستمرار دورة التشديد النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وبنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، تراجع المؤشر الرئيسي للسوق السعودي بنسبة 1.8 بالمئة مسجلاً ثالث خسارة أسبوعية على التوالي ليغلق دون 11000 نقطة لأول مرة له في 5 أشهر، وسجل مؤشر الكويت الأول أكبر خسارة أسبوعية في شهر ونصف والتي قدرت بنحو بنسبة 1.6بالمئة، كما تراجع المؤشر العام لسوق مسقط للأوراق المالية أسبوعياً بنسبة 1.04 بالمئة.
في المقابل، سجل مؤشر بورصة قطر ثالث ارتفاع أسبوعي على التوالي ليرتفع بنسبة هامشية بلغت 0.04 بالمئة، وقفز مؤشر سوق دبي لأعلى مستوياته منذ يوليو 2015 أي خلال 8 سنوات تقريباً. وخارج منطقة الخليج ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “الثلاثيني” بنحو 1.4 بالمئة لينهي التعاملات فوق مستوى 20000 نقطة لأول مرة في تاريخه بدعم من ارتفاع سهمه القيادي التجاري الدولي، تلون المؤشر السبعيني بالأخضر بنهاية تعاملات الخميس الماضي بعد جلستين من التراجع.
أسوأ أداء
وعالمياً، دفعت التوقعات بعودة أسعار الفائدة للارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية لتسجيل أسوأ أداء منذ مارس الماضي حيث هبط مؤشر “داو جونز” الصناعي أسبوعياً بنسبة 1.9 بالمئة، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسبوع الثالث على التوالي بنسبة 2.95 بالمئة وهبط مؤشر “ناسداك” بنحو 3.6 بالمئة، وذلك بعد أن ثبتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التابعة للبنك المركزي الأمريكي يوم الأربعاء الماضي على نطاقها المستهدف من 5.25بالمئة إلى 5.5بالمئة وهو أعلى مستوى خلال 22 سنة.
وتبع ذلك تسجيل مؤشر الأسهم الأوروبية مؤشر “ستوكس 600” أسوأ أداء له منذ منتصف أغسطس وتحقيق خسائر أسبوعية قدرت بنسبة 1.9 بالمئة.
بدوره، قال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، لـ”معلومات مباشر”، إن تزايد معامل الارتباط بين أداء بورصات الخليج والبورصات العالمية وخصوصاً الأمريكية بالفترة الأخيرة ينبأ بسيطرة عمليات جني الأرباح والتصحيح على أغلب الأسهم القيادية المدرجة بالمنطقة خلال الأسبوع.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد كرم يحيى، الخبير الاقتصادي المقيم بدبي، لـ”معلومات مباشر”، أن الاقتصادات والأسواق العالمية تمر بعدة الاضطرابات نتيجة أسباب عديدة ومنها أسعار الفائدة والجانب الجيوسياسي، وأدى ذلك إلى عدم وضوح الرؤية للعديد من المؤسسات المالية متخذ القرار ومن ثم تعتبر البورصات العربية في قلب هذه الأحداث نتيجة ارتباط عدد كبير منها والخليج خصوصاً بأسعار النفط والمواد الخام ووجود عدد كبير من الشركات المدرجة في البورصات بأعمال واستثمارات في عدة أسواق دولية.
إشارة تراجع
من جهته، أوضح المحلل المالي عبدالله الجبلي، لـ”معلومات مباشر”، أن هناك عدة أسباب لهبوط أداء السوق السعودي في الفترة الأخيرة وأبرزها وفي مقدمتها أن نتائج أعمال بعض الشركات القيادية في الربع الثاني من العام الحالي التي توحي بأن النتائج للعام بأكمله ستكون متراجعة، لافتاً إلى أن من تلك الأسباب إصرار الفيدرالي على رفع الفائدة وهو الأمر الذي يضر المتاجرة بالأسهم ويرفع تكاليف الدين للعديد من الشركات المدرجة ويؤثر سلباً أيضاً على نتائج أعمالها.
وأشار الجبلي إلى من تلك الأسباب من الناحية الفنية عدم استطاعة المؤشر “تاسي” الاستقرار فوق مستوى 11600 نقطة وهو إشارة على التراجع نحو مستوى 10900 نقطة.
قرارات الفيدرالي
وفي هذا السياق، يؤكد الخبير في سوق الأسهم محمد الشميمري، لـ”معلومات مباشر”، أن إغلاق مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” لأول مرة منذ إبريل الماضي دون مستوى 11 ألف نقطة وهبوطه 1 بالمئة بالغاً مستوى 10949 نقطة يعود إلى ظهور توقعات وتصريحات تشير إلى أن غالبية قرارات الفيدرالي من المرجح أن تتجه بعد قرار التثبيت للرفع مرة أخرى، وذلك بشرط إذا جاءت بيانات التضخم مرتفعة حيث ستنعكس على القروض العقارية أو الشخصية.
جني أرباح
من جانبه، أشار الدكتور ماجد فتوح، خبير الأسواق المالية، لـ”معلومات مباشر”، إلى أن تسجيل أسعار النفط والأسواق الأمريكية لخسائر لافتة ستؤدي إلى هبوط الأسواق الخليجية التي تعتمد في أغلب مؤشراتها على أسهم البتروكيماويات، مرجحاً أن تشهد البورصة المصرية حركة تصحيحية مستوجبة من الناحية الفنية، وذلك بعد اصطدامها بمستوى الـ ٢٠٠٠٠ نقطة وذلك بفعل مبيعات الأجانب المتوقعة أن تحدث.
عامل إيجابي
وأوضح أيمن فودة، رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الإفريقي، لـ”معلومات مباشر”، أن تزايد التوقعات بارتفاع أسعار النفط وخصوصاً خام برنت لمستوى 120 دولاراً للبرميل الواحد مدعوماً بمد السعودية وروسيا تخفيض الإنتاج إلى نهاية العام وتراجع المخزونات الأمريكية مع الترجيحات بعودة زيادة الطلب الصيني قد يكون عاملاً إيجابياً لمؤشرات الأسهم الخليجية ولكن بعد انقضاء فترة التصحيح المستوجبة مع التأثر بالهبوط التاريخي لمؤشرات الأسهم الأمريكية.
أسرع وتيرة
يذكر أن تقرير حديث صادر من بنك أوف أمريكا يوم الجمعة الماضية أوضح أن المستثمرين تخلصوا من الأسهم عالمياً على مدار الأسبوع الماضي بأسرع وتيرة منذ ديسمبر الماضي، حيث شهدت صناديق الأسهم العالمية المتداولة تدفقات للخارج بقيمة 16.9 مليار دولار. فيما واصل المستثمرون شراء سندات خزانة للأسبوع الـ32 على التوالي، وذلك بقيمة 2.5 مليار دولار.
والأسبوع الماضي عقدت عدد من البنوك المركزية الكبرى اجتماعاً بشأن السياسية النقدية وفي مقدمتها الاحتياطي الفيدرالي الذي قرر الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير. ومع ذلك أشار إلى أنه سيرفع الفائدة مرة إضافية قبل نهاية 2023.