تتجه التوقعات حالياً إلى استمرار ارتفاع أسعار النفط بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية وروسيا مواصلة خفض إنتاجهما التطوعي حتى نهاية العام بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً مجتمعين.
وارتفع النفط إلى أعلى مستوياته في 2023 مع تركيز المستثمرين على احتمال حدوث عجز في الإمدادات بالربع الرابع بعد أن مددت الدولتان خفض الإمدادات.
وقال بيارن شيلدروب، محلل لدى بنك “إس إي بي”، إن الوضع العام هو أن السعودية وروسيا تسيطران بقوة على سوق النفط.
وصرح مايك ويرث، الرئيس التنفيذي لشركة “شيفرون” لوكالة أنباء “بلومبرج”، بأنه يرجح تسجيل النفط 100 دولار للبرميل قريباً جراء نقص المعروض، مع تسجيل أسعار خام برنت أعلى مستوياته في عشرة أشهر بالقرب من 95 دولار للبرميل.
وأضاف ويرث أن المعروض يتقلص والمخزونات تتراجع، وهو ما يحدث تدريجياً، موضحاً أن الاتجاهات تشير إلى أننا على مقربة من وصول الأسعار إلى هذا المستوى.
ويتوقع ويرث طلباً قياسياً على النفط، إذ يرجح ارتفاع الاستهلاك ببضع ملايين برميل يومياً مقارنة بالعام الماضي.
توقعات بتجاوز الأسعار 100 دولار للبرميل
كما يتوقع بنك “سيتي” تجاوز أسعار النفط 100 دولار للبرميل العام الجاري، كما أشر محللو “إيه إن زد” إلى أن خفض إنتاج السعودية وروسيا إنتاجهما قد يؤدي إلى عجز يصل إلى مليوني برميل يومياً بالربع الرابع، كما أن انخفاض المخزونات قد يترك الأسواق عرضة لقفزة في الأسعار في 2024.
وارتفعت أسعار النفط للجلسة الرابعة على التوالي، اليوم الثلاثاء، إثر ضعف الإنتاج في الولايات المتحدة، الذي أثار المخاوف بشأن عجز المعروض الناجم عن مواصلة خفض السعودية وروسيا خفض إنتاجهما التطوعي.
ارتفاع الأسعار يعيق خفض التضخم
وأوضحت صحيفة “الجارديان” أنه من المتوقع أن يؤدي ارتفاع تكلفة الوقود والطلب من الاقتصاد الصيني، الذي يعد أكبر مستورد للنفط في العالم، إلى التأثير سلباً على توقعات البنوك المركزية ومهمتها لخفض معدلات التضخم التي لا تزال أعلى بكثير من المستوى المستهدف البالغ 2%.
وكان لتراجع أسعار النفط دوراً كبيرً في انخفاض التضخم في النصف الأول من العام الجاري، ولكن من المتوقع الآن أن يكون الارتفاع عائقاً امام تراجع التضخم بالنصف الثاني وحتى عام 2024.
النفط يسجل أعلى مستوى في 10 أشهر
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 98 سنتاً، أو 1.1%، إلى 92.46 دولار، الساعة 0630 بتوقيت غرينتش، في حين صعد خام برنت بمقدار 46 سنتاً، أو بنسبة 0.49%، إلى 94.89 دولار للبرميل.
وأشارت “رويترز” إلى ارتفاع أسعار النفط لثلاثة أسابيع متتالية، وتعد حالياً عند أعلى مستوياتها في 10 أشهر بالنسبة لكلا المؤشرين القياسيين.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أمس الإثنين، أن إنتاج النفط الأمريكي من المناطق الأعلى إنتاجاً للنفط الصخري على مسار التراجع إلى 9.393 مليون برميل يومياً في أكتوبر/تشرين الأول، ما يعد أدنى مستوياته منذ مايو/أيار 2023، على أن ينخفض بذلك للشهر الثالث على التوالي.
وقال كيلفن ونغ، كبير محللي السوق لدى “أواندا”، إن ارتفاع أسعار النفط عزز المخاوف بشأن عجز المعروض والعوامل الفنية، مشيراً إلى الاتجاه الصاعد للعقود الآجلة لخام غرب تكساس، حيث يمثل حالياً 89.90 دولار مستوى دعم.
توقعات بحركة تصحيحية
وأوضح محللون لدى “بنك أستراليا الوطني” أن صعود النفط إزاء منطقة تخمة الشراء يترك الأسواق عرضة لحركة تصحيحية، في إشارة إلى التقلبات التي أثارتها تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” ووزير الطاقة السعودي أمس.
وخفض الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” التوقعات طويلة الأجل للطلب، متوقعاً أن يبلغ الطلب العالمي 110 مليون برميل يومياً مطلع 2030، بانخفاض من التقديرات السابقة عند 125 مليون برميل.
بينما دافع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، عن خفض منظمة “أوبك بلس” إمدادات سوق النفط، قائلاً إن أسواق الطاقة الدولية تحتاج إلى تنظيم مخفف للحد من التقلبات، وحذر، أيضاً، من عدم اليقين بشأن الطلب الصيني والنمو الأوروبي وإجراءات البنك المركزي لمعالجة التضخم.