صدر اليوم عن الولايات المتحدة الأمريكية بيانات التضخم عن شهر أغسطس والتي تنتظرها الأسواق بشكل كبير، لكون هذه البيانات ستساهم في قرارات لجنة السياسة النقدية لدى البنك الفيدرالي في اجتماعها الأسبوع المقبل.
مؤشر أسعار المستهلكين أظهر ارتفاع خلال شهر أغسطس بنسبة 0.6% ليوافق التوقعات ولكنه أعلى من القراءة السابقة التي كانت مرتفعة بنسبة 0.2%، وارتفع المؤشر على المستوى السنوي بنسبة 3.7% أعلى من القراءة السابقة 3.2% والتوقعات عند 3.6%.
أما عن المؤشر الجوهري الذي يستثنى القراءات المتغيرة مثل الوقود والطعام فقد أظهر ارتفاع بنسبة 0.3% بأعلى من التوقعات والقراءة السابقة عند 0.2%، بينما على المستوى السنوي تراجع إلى 4.3% ليوافق التوقعات من القراءة السابقة بنسبة 4.7%.
السبب الرئيسي وراء ارتفاع التضخم في أغسطس كان أسعار الوقود وذلك في ظل استمرار ارتفاع أسعار النفط الخام منذ شهر يونيو الماضي، الأمر الذي يزيد الضغط على معدلات التضخم وبالتالي قد يدفع البنك الفيدرالي إلى التمسك بسياسة التشديد النقدي حتى نهاية العام، بحسب رؤية جولد بيليون التحليلية حول مؤشر التضخم الأمريكي.
توقعات الأسواق تضع احتمال بنسبة 96% أن يلجأ البنك الفيدرالي إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل دون تغيير، وقد ارتفع هذا الاحتمال من 93% قبل بيانات التضخم، بينما تراجع احتمال رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر إلى 39.2% بعد أن كان بنسبة 41% قبل أرقام التضخم.
بيانات التضخم كشفت أن التضخم لا يزال متماسك في الولايات المتحدة على الرغم من دورة رفع الفائدة التي بدأت منذ مارس 2022، وهو الأمر الذي قد يدفع الفيدرالي الأمريكي إلى التمسك بمحاربة التضخم واستمرار سياسة التشديد النقدي حتى نهاية العام، حتى لو توقف عن رفع الفائدة في اجتماع سبتمبر، فقد يشير إلى إمكانية رفع الفائدة في اجتماع نوفمبر أو الاحتفاظ بها عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من المتوقع.
التأثير اللحظي للبيانات دفع أسعار الذهب العالمية لتسجل أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 1905 دولار للأونصة قبل أن تعاود التعافي وتتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1914 دولار للأونصة.
وترى جولد بيليون، أن السبب في ارتفاع أسعار الذهب على الرغم من كون البيانات تأثيرها سلبي على الذهب، هو أن البيانات كانت قد تم تسعيرها بالفعل في أسواق الذهب، حتى الدولار الأمريكي شهد ارتفاع لحظي وقت صدور البيانات وسجل مؤشر الدولار أعلى مستوى عند 104.96 قبل أن يعود إلى التراجع ويتداول حالياً عند 104.58.
أما عن سعر الذهب في السوق المحلي فكان تأثير بيانات التضخم عليه ضعيف إلى حد كبير، حيث استمر سعر الذهب في التداول بين مستويات 2200 – 2195 جنيه للجرام عيار 21 وذلك بسبب أن سعر الذهب العالم لم يتحرك في اتجاه واحد ثابت وشهد تذبذب أيضاً.