استقر الجنيه الإسترليني، اليوم الثلاثاء، بعد أن أظهرت البيانات استمرار قوة نمو الأجور البريطانية في يوليو/تموز رغم ضعف سوق العمل، ما يرسم صورة غير واضحة قبيل قرار بنك إنجلترا الأسبوع المقبل.
وارتفع الإسترليني عقب صدور البيانات ولكنه قلص مكاسبه واستقر عند 1.2507 للدولار، بعد قفزته بنسبة 0.35% أمس الإثنين.
وارتفعت الأجور البريطانية باستثناء المكافآت بنسبة 7.8% على أساس سنوي خلال الثلاثة أشهر المنتهية في يوليو/تموز، تماشياً مع توقعات الاقتصاديين والوتيرة القياسية التي سجلتها في يونيو/حزيران، بحسب البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني اليوم الثلاثاء. وارتفعت الأجور بما في ذلك المكافآت بنسبة 8.5%، من 8.4% الشهر السابق.
وأوضحت وكالة “رويترز” للأنباء أن قوة نمو الأجور جاء رغم ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% من 4.2% في يونيو/حزيران.
وقال أشلي ويب، خبير اقتصادي لدى “كابيتال إيكونوميكس”، إن ضيق سوق العمل واصل التراخي في يوليو/تموز، ما سيزيد من عدم ارتياح البنك المركزي البريطاني ويعزز توقعات رفعه أسعار الفائدة مرة أخرى من 5.25% لتصل ذروتها إلى 5.50% الأسبوع المقبل.
وتراجع اليورو بنسبة 0.17% أمام الإسترليني في آخر التعاملات إلى 85.79 بنساً، أي بتغير طفيف من مستوياته قبل صدور البيانات.
يُشار إلى أن الإسترليني أحد أفضل العملات أداءً العام الجاري، بارتفاعه بنسبة 3.4% منذ بداية العام، ولكنه تراجع في الأسابيع الأخيرة مع بدء تراخي سوق العمل البريطاني وارتفاع الدولار.
وارتفع معدل البطالة إلى 4.3% من 3.8% في إبريل/نيسان و3.5% في أغسطس/آب 2022.
ومع ذلك، استمرت مرونة نمو الأجور، ما يضع صانعي السياسة بالمركزي البريطاني في موقف صعب.
وصرحت كاثرين مان، أحد واضعي سياسية الفائدة بالمركزي البريطاني، امس الإثنين، بأنه كان من المبكر للغاية أن يتوقف بنك إنجلترا عن رفع أسعار الفائدة، وأنه من الأفضل أن يخطئ في رفع أسعار الفائدة إلى مستويات أعلى.
وأظهرت أسواق المشتقات أن المتداولين يتوقعون بنسبة 82% رفع المركزي البريطاني أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأسبوع المقبل، وبنسبة 18% إزاء تثبيتها.