أغلقت أسعار الذهب المحلية تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض في ظل تراجع الطلب على الذهب المحلي إلى جانب تراجع في سعر صرف الدولار في السوق الموازية الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على مستويات الأسعار.
افتتحت أسعار الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت عند المستوى 2210 جنيه للجرام، وذلك بعد أن أغلق الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند المستوى 2215 جنيه للجرام ليشهد انخفاض خلال الأسبوع بنسبة 2.6% ويفقد 60 جنيه من قيمته مسجلاً أدنى مستوى خلال الأسبوع عند المستوى 2200 جنيه للجرام.
سيطر الهبوط التدريجي على أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي وذلك بسبب أخبار عن تراجع الطلب على الدولار في السوق الموازية وهو ما دفع سعر الصرف إلى التراجع لينعكس هذا بالسلب على سعر الذهب المحلي، منذ كون دولار السوق الموازي يستخدم في تسعير الذهب، بحسب جولد بيليون.
حاول الذهب خلال الأسبوع الماضي أكثر من مرة كسر المستوى 2200 جنيه للجرام، وفي حالة كسره بشكل ناجح وبزخم قوي سيدفع الأسعار إلى الهبوط بشكل أكبر وصولاً للمستوى 2150 ومن بعده المستوى 2130 جنيه للجرام.
انخفاض الأسعار سيدفع حائزي الذهب في مصر إلى البيع خوفاً من حدوث المزيد من التراجعات في الأسعار بشكل يسبب لهم خسائر، وهو ما سيعمل على زيادة المعروض من الذهب وسيدفع السعر إلى المزيد من التراجع.
ضعف السيولة النقدية في الأسواق وعدم توازن العرض والطلب تسبب في تحركات كبيرة في أسواق الذهب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، خاصة مع تزايد الاشاعات والتسريبات بإمكانية حدوث تعويم جديد في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار الأمر الذي عمل على تحرك سعر صرف الدولار في السوق الموازية ليؤثر على أسعار الذهب.
هذا بالإضافة إلى اعلان وزارة المالية أن إجمالي الذهب الذي دخل مصر من خلال مبادرة “زيرو جمارك” منذ بدايتها في 11 مايو وحتى نهاية شهر أغسطس قد بلغ 1500 كيلو جرام من الذهب بدون رسوم جمركية باستثناء ضريبة القيمة المضافة على المصنعية.
قد تساهمت هذه الأخبار معنوياً في زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب خاصة أن قطاع عريض من الأسواق ينتظر المزيد من الهبوط في سعر الذهب وبالتالي يحدث عزوف عن الشراء عند المستويات الحالية الأمر الذي يزيد من المعروض.
وصرح رئيس البورصة السلعية أنه سيتم طرح الذهب في البورصة السلعية في سبتمبر المقبل، وسيتم طرح السبائك والعملات الذهبية دون المشغولات كما سيتم طرح مضبوطات الجمارك من الذهب والفضة والمعادن النفيسة في محاول لتقنين حركة التجارة الداخلية للذهب.
طرح الذهب في البورصة السلعية سيفتح فرص تجارية جديدة أمام العاملين في سوق الذهب وسيعمل على وضع آلية تسعير تعتمد على العرض والطلب من خلال تجميع بيانات المتعاملين من التجار والوسطاء لمعرفة الكميات المعروضة والمطلوبة على حد تصريحا أعضاء الشعبة العامة للذهب.
الذهب في البورصة العالمية
استطاعت أسعار الذهب أن تنهي تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، لتزيد فرص صعود الذهب خلال الفترة القادمة بالرغم من عدم وضوح المشهد في الاقتصاد الأمريكي بعد تقرير الوظائف الذي قدم بيانات مختلطة لم تساعد السوق على تحديد اتجاه واضح.
ارتفعت أسعار الذهب الفورية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.3% ليسجل الذهب أعلى مستوى في 4 أسابيع عند 1953 دولار للأونصة، ولكنه أغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 1939 دولار للأونصة أسفل المستوى المحوري 1950 دولار للأونصة، بحسب التحليل الفني لجولد بيليون.
فرص الذهب في الصعود تحسنت بشكل كبير ولكنه تظل الأفضلية للاتجاه الهابط، خاصة أن الأسبوع المقبل قد يشهد تداولات هادئة بسبب عطلة العديد من الأسواق المالية يوم الاثنين بسبب عيد العمال.
صدر العديد من البيانات الاقتصادية خلال الأسبوع الماضي ، كشفت تراجع في نمو الاقتصاد الأمريكي في عدد من القطاعات الاقتصادية أهمهم قطاع العمالة، حيث تراجع معدل النمو في الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني إلى 2.1% من 2.4%، كما تراجعت الوظائف المتاحة في شهر يوليو إلى أدنى مستوى لها عامين ونصف عند 8.83 مليون من القراءة السابقة 9.2 مليون، بينما تراجعت أعداد وظائف القطاع الخاص في أغسطس إلى 177 ألف من 371 ألف.
ساعدت هذه البيانات على ارتفاع الذهب بشكل كبير منذ بداية الأسبوع، ولكن بيانات مؤشر التضخم المفضل للبنك الفيدرالي خلال شهر يوليو جاءت بنسبة 3.3% بأعلى من القراءة السابقة 3.0%، وارتفع المؤشر الجوهري الذي يستثني في قياساته عوامل التذبذب بنسبة 4.2% من القراءة السابقة 4.1%.
أرقام التضخم المتماسك حتى الآن قللت من مكاسب الذهب قبل صدور تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر اغسطس الذي أظهر بيانات مختلطة بدون توجه صريح، أظهر التقرير ارتفاع أعداد الوظائف الجديدة بمقدار 187 ألف وظيفة من قراءة شهر يوليو بقيمة 157 ألف بعد أن تم تعديلها من 187 ألف.
وعلى الرغم من تزايد أعداد الوظائف الجديدة إلا أن التقرير أظهر ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 3.8% وهو أعلى معدل منذ فبراير 2022 بعد أن كانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 3.5%. بينما تراجع متوسط الأجور ليصبح بنسبة 0.2% بعد أن كانت القراءة السابقة بنسبة 0.4%.
في البداية استجابت أسعار الذهب بشكل إيجابي لبيانات تقرير الوظائف لترتفع وتسجل أعلى مستوى في شهر عند 1953 دولار لأونصة، ولكن سريعا ما عاد الذهب إلى التراجع من جديد بع استيعاب الأسواق للبيانات التي استمرت في إظهار ارتفاع في أعداد الوظائف الجديدة، وساعد أيضاً على تلاشي مكاسب الذهب خلال جلسة أمس صدر بيانات مؤشر معهد التزويد الصناعي الذي يقيس أداء القطاع الصناعي الأمريكي، ليأتي المؤشر بقيمة 47.6 بأفضل من القراءة السابقة 46.4 وتعني قراءة المؤشر الصناعي تحت المستوى 50 انكماش القطاع الصناعي في الولايات المتحدة وذلك للشهر العاشر على التوالي، ولكن معدل الانكماش يشهد تقلص.
الدولار والسندات الحكومية الأمريكية
استطاع الدولار الأمريكي أن ينهي تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع طفيف يصل إلى 0.1% وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات، ليسجل بذلك ارتفاع للأسبوع السابع على التوالي ويتداول بالقرب من أعلى مستوياته في 3 أشهر، أما عن السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات فقد أنهت تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض بنسبة 1.4% سجلت خلاله أدنى مستوى منذ 3 أسابيع عند 4.060%، ويعد هذا أحد الأسباب الهامة التي دعمت ارتفاع الذهب خلال الأسبوع الماضي، منذ كون ضعف عوائد السندات الأمريكية يزيد من جاذبية الذهب للاستثمارات لأن الذهب يعد استثمار لا يقدم عائد لحائزيه.
العائد على السندات لأجل 10 سنوات استطاع الارتفاع خلال جلسة يوم الجمعة بعد تقرير الوظائف وبيانات القطاع الصناعي الأمريكي وأغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 4.181%، ويعد بقاء عائد السندات طويلة الأجل مثل أجل 10 سنوات وأجل 30 سنة فوق المستوى 4%، وبقاء أجل السندات قصيرة الأجل مثل أجل 3 أشهر و 1 شهر فوق المستوى 5%، أكبر عائق أمام أسعار الذهب على المدى المتوسط.
وترى جولد بيليون، أن الذهب على المدى القصير يتفاعل بشكل إيجابي جيد مع البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً عن الاقتصاد الأمريكي، لتدخل التداولات في منطقة سعرية قد تساعد الذهب على الاستمرار في الصعود إذا وجد الحافز المناسب لذلك.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
أغلق الذهب الفوري تداولات الأسبوع الماضي تحت المستوى 1950 دولار للأونصة ليدخل في منطقة حيادية بعض الشيء بين مستويات 1930 – 1950 دولار للأونصة.
الأسبوع القادم قد يشهد تداولات ضعيفة بسبب عطلة الأسواق في بدايته وقد تتراجع أسعار الذهب لتجميع المزيد من الزخم الكافي لاختراق المستوى 1950 والذي يفتح الباب إلى المستهدف الرئيسي عند منطقة 1975 – 1980 دولار للأونصة التي تمثل منطقة المقاومة الرئيسية.
وبالنسبة لأسعار الذهب محلياً فتستمر في التداول فوق 2200 جنيه للجرام عيار 21 في محاولات مستمر لكسر هذا المستوى، والذي قد يفتح الباب لمزيد من الهبوط واستهداف منطقة 2150 – 2155 جنيه للجرام، ومن بعدها 2130 جنيه للجرام.
في حالة ظهور حافز جديد في السوق المحلي قد يدفع الذهب إلى عكس حركته لأسفل ويستهدف مستويات 2250 ومن بعدها 2300 و 2320 جنيه للجرام.