استقرت أسعار النفط عند أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع في التعاملات الآسيوية اليوم الجمعة، حيث أدى احتمال تقلص الإمدادات، الناجمة عن تخفيضات الإنتاج الشديدة من جانب السعودية وروسيا، إلى تعويض المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي إلى حد كبير.
وصرح نائب الوزير الروسي، اليوم الخميس، أن موسكو توصلت إلى اتفاق جديد مع نظرائها في منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+) لمزيد من خفض الإمدادات، وستحدد المزيد من التخفيضات في الإنتاج الأسبوع المقبل.
ومن المرجح أن تضيف التخفيضات إلى تخفيضات العرض المستمرة من قبل روسيا والمملكة العربية السعودية، مما يقدم توقعات أكثر صرامة للإمدادات لبقية العام، الأمر الذي من المتوقع أن يعزز الأسعار. وقد ساعدت هذه الفكرة أسعار النفط على تجاوز سلسلة من الإشارات الاقتصادية الضعيفة من الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع.
كما استقرت العقود الآجلة لخام برنت عند 87.01 دولارًا للبرميل، في حين استقرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط عند 83.83 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 11:35 بتوقيت الرياض. وارتفع كلا العقدين بما يتراوح بين 2.9% إلى 5% هذا الأسبوع، مع استفادة خام غرب تكساس الوسيط على وجه الخصوص أيضًا من توقعات أكثر صرامة للإمدادات الأمريكية. وقد أظهرت البيانات هذا الأسبوع سحبًا أكبر بكثير من المتوقع في مخزونات الولايات المتحدة قبل عطلة نهاية الأسبوع لعيد العمال، والتي تمثل ذروة الطلب في الصيف في الولايات المتحدة.
كما ساعد الضعف النسبي في الدولار، الذي انخفض إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع في وقت سابق من الأسبوع، على ارتفاع أسعار النفط، على الرغم من أن الدولار وجد موطئ قدم له يوم الخميس بعد قراءة التضخم أقوى من المتوقع.
وتنتظر الأسواق الآن المزيد من الإشارات بشأن الاقتصاد الأمريكي، وأسعار الفائدة، في حين أن الإشارات الاقتصادية من الصين متاحة أيضًا.
انتعاش الدولار يضغط على النفط قبيل بيانات الوظائف غير الزراعية
استقر الدولار الأمريكي يوم الجمعة بعد انتعاشه من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع تقريبًا، حيث جاءت بيانات الاستهلاك الشخصي – مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي – أكثر سخونة من المتوقع لشهر يوليو.
وكانت البيانات مصحوبة ببيانات أسبوعية أقل من المتوقع لمطالبات البطالة، مما يشير إلى بعض المرونة في سوق العمل قبل بيانات الوظائف غير زراعية الرئيسية المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم..
في حين أظهرت القراءات الاقتصادية الأخرى، مثل مؤشر مديري المشتريات (PMI) وإجمالي الناتج المحلي، بعض التباطؤ في أكبر اقتصاد في العالم، وثبات التضخم والقوة في الاقتصاد العالمي. ولا يزال سوق العمل يعطي بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الزخم لمواصلة رفع أسعار الفائدة.
وتخشى الأسواق من أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى عرقلة النمو الاقتصادي هذا العام، مما يؤثر على الطلب على النفط الخام. كما عززت قراءات التضخم في منطقة اليورو الأكثر سخونة من المتوقع هذه الفكرة.
كما أثرت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصينية المتوسطة أيضًا على المعنويات، حيث أظهرت البيانات الرسمية أن نشاط التصنيع في أكبر مستورد للنفط في العالم انكمش للشهر الخامس على التوالي في أغسطس، وإن كان بمعدل أبطأ من المتوقع.