ارتفعت عوائد السندات الأميركة وتقلبت الأسهم بعد أن أشار جيروم باول إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي السياسة متشددة لفترة أطول لإعادة التضخم إلى هدفه، ولكنه قال إنه “سيتحرك بحذر” بشأن ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى.
استقر مؤشر (S&P 500) حتى الساعة 10:35 صباحاً بتوقيت نيويورك، بينما ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 4.27%. كما ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.2%
كتب نيل دوتا من مركز “رينسانس ماكرو للأبحاث”: “اعتقدت أن باول ألقى خطابا محايداً.. بنك الاحتياطي الفيدرالي يرى أن موقف سياسته النقدية متشدداً وسيتخذ نهجاً أكثر اعتدالاً في الاجتماعات المقبلة، وبالتالي، أعتقد أنه من المحتمل جداً ألا يتحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر أو نوفمبر لرفع الفائدة. وإذا حدث رفع أخير فسيكون في شهر ديسمبر”.
ستتحدث رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أيضاً يوم الجمعة، وهي أول تصريحات رئيسية لها منذ أن رفع المسؤولون أسعار الفائدة في 27 يوليو لكنهم تركوا القرارات المستقبلية تعتمد على البيانات الجديدة. ومع ميل المستثمرين نحو التوقف مؤقتاً في شهر سبتمبر عن رفع الفائدة، فسوف يستمعون عن كثب بحثاً عن أي دلائل تشير إلى أن تقابل وجهات النظر. ومن المقرر أن لاغارد في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ بعد كلمتها في جاكسون هول.
السندات تتفوق على الأسهم
قال إد كليسولد من مؤسسة “نيد ديفيس للأبحاث”، إن الارتفاع في عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات والذي حظي بالكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة لم يكن عنيفاً بما يكفي لإخراج الأسهم عن مسارها، وتماماً هو ما حدث في عوائد سندات الخزانة لأجل عامين التي تحركت بصورة معتدلة وفقاً للمعايير التاريخية.
ومع ذلك، فإن الصورة على المدى الطويل تبدو أكثر ضبابية، حيث أصبحت الأسهم الآن أكثر تكلفة من أدوات الدخل الثابت لأول مرة منذ عام 2001 وذلك عند مقارنة عوائد سندات الخزانة بعائد أرباح مؤشر *”ستاندرد آند بورز 500” كما يظهر تحليل نيد ديفيس.
أضاف كليسولد: “طالما أن سوق الأسهم يحقق مكاسب مكونة من رقمين، فقد لا يركز المستثمرون على التقييمات النسبية، ولكن إذا استمرت السندات في تقديم عوائد جيدة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم سوق الأسهم الهابطة التالية”.
أظهر انخفاض الأسهم الأميركية يوم الخميس على الرغم من التقرير الجيد الصادر عن شركة “إنفيديا كورب”، أن الارتفاع هذا العام “منهك” وينذر بمزيد من الانخفاضات القادمة، وفقاً لمايكل ويلسون من “مورغان ستانلي”.
قال ويلسون في مقابلة مع راديو بلومبرغ: “الأسواق تقفز عند الأخبار الجيدة وتصل إلى القاع عند الأخبار السيئة”، وهي مسلمة لم تحدث وذلك في إشارة إلى “إنفيديا”: “لا أستطيع التفكير في أي أخبار أفضل مما حصلنا عليه من تلك الشركة”. وقال، إن المعزز الفاشل في تعامل السوق مع نتائج “إنفيديا”، “هو إشارة فنية سلبية أخرى على أن الارتفاع قد استنفد. والآن سنحتاج إلى قصة جديدة لإثارة حماسة المتداولين، ولا أعرف ما هي تلك القصة”.