عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اجتماعا مع كارول آن ستيوارت (رئيسة منطقة إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا) لشركة سانوفي، والسيد ميكا نايدو (رئيس منطقة أفريقيا)، والوفد المرافق لهما، وبحضور الأستاذة سماح صالح رئيس وحدة التنمية المستدامة بالوزارة، لمناقشة آليات البناء على التعاون المثمر خلال الفترة الماضية ومجالات جديدة للتعاون الثنائي المستقبلي.
في بداية اللقاء، أشادت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بالتعاون المثمر مع شركة سانوفي التي تعد من اوائل الشركات التي أدركت أهمية المشاركة في رفع الوعي البيئي، خاصة مع حرص مصر خلال مسيرتها نحو التنمية المستدامة على رفع الوعي البيئي لكافة شرائح المجتمع من شباب ومرأة واطفال ومجتمع مدني وقطاع خاص، مشيرة إلى التعاون البناء بين الوزارة والشركة خلال المرحلة الأولى في تنفيذ المسابقة البيئية، والتي لاقت استجابة كبيرة من المواطنين سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، وسعادتها بحجم المعلومات البيئية وتنوعها التي تعرف عليها الجمهور من خلال المسابقة.
وتحدثت الوزيرة عن الرؤية الحالية لتطوير قطاع البيئة في مصر والتي بدأت بتغيير لغة الحوار حول البيئة وربطها بالاقتصاد، وتحويل المشكلات البيئية إلى فرص اقتصادية واستثمارية وفرص عمل، مثل مشروعات البيوجاز التي تقوم على الاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية في المناطق الريفية لإنتاج وقود حيوي، وأيضا الاستفادة من قش الأرز في انتاج الأسمدة والاعلاف، إلى جانب التعامل مع قطاع الصناعة من منطلق المنفعة المتبادلة، من خلال تسليط الضوء على حجم المنافع العائدة عليها من ترشيد استهلاك الطاقة وإدارة المياه، ومعالجة الصرف الصحي والصناعي، وأيضا الاهتمام بقطاع السياحة والحفاظ على الموارد الطبيعية ومنها الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر والذي تعد أكثر قدرة على مواجهة آثار تغير المناخ، وتشجيع السياحة البيئية، واشراك المجتمعات المحلية في إدارة المحميات الطبيعية والحفاظ على تراثهم وتقاليدهم وعاداتهم الثقافية، والتعاون مع قطاع السياحة الذي يقوم بشكل كبير على القطاع الخاص.
وأشارت وزيرة البيئة إلى امكانية التعاون المستقبلي في عدد من المجالات ومنها الربط بين البيئة والصحة من خلال استراتيجية صحة واحدة التي أطلقتها وزارة الصحة، والتي تربط بين صحة النبات والحيوان والإنسان والحفاظ على صحة كوكبنا، وأيضا استمرار التعاون في مجال تحسين جودة الهواء خاصة من خلال مكون تغيير السلوك ضمن المشروع الذي تنفذه مصر بالتعاون مع البنك الدولي لمواجهة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، وخطة عمل الإدارة المتكاملة لجودة الهواء والمناخ التي تم اطلاقها مؤخرا لتربط بين تحدي محلي هو مواجهة تلوث الهواء والتحدي العالمي الخاص بتغير المناخ.
ولفتت وزيرة البيئة إلى الربط بين الطبيعة والصحة كمجال مهم، يركز على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للمواطن، ودور المحميات الطبيعية في تقديم الدعم النفسي من خلال معايشة تجارب مميزة في تلك المحميات، حيث بدأت وزارة البيئة تنفيذ برنامج للصحة النفسية والطبيعة، وتم تنفيذ رحلة لمرضى مستشفى الصحة النفسية بالعباسية لمحمية وادي دجلة بالتعاون مع مؤسسة فاهم للصحة النفسية.
وأوضحت وزيرة البيئة أن مصر تزخر بعدد ٣٠ محمية بالجمهورية، وأطلقت وزارة البيئة حملة وطنية للترويج لعدد ١٣ منطقة منها لتنفيذ تجربة السياحة البيئية، بالشراكة مع المجتمعات المحلية لها، والقطاع الخاص، وتشجيع الطلاب ورواد الأعمال على تنفيذ مشروعات بيئية بها، ومنها المنتجعات البيئية لرواد الأعمال في محميات الفيوم.
كما أشارت وزيرة البيئة إلى تطلعها للتعاون في ملف اهتمت به وزارة البيئة خلال استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27، والخاص بعادات الغذاء وعلاقتها بصحة المواطنين، والغذاء منخفض الكربون، والحد من مخلفات الغذاء، للوصول لعادات غذاء مستدامة وانبعاثات كربون أقل.
ومن جانبها، أكدت السيدة كارول آن ستيوارت رئيسة منطقة إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا لشركة سانوفي، على تشابه الرؤى بين وزارة البيئة و الشركة، وتطلعها للبناء على الشراكة الحالية المثمرة في طرق مجالات جديدة مثل العلاقة بين الصحة والغذاء وإدارة المخلفات للوصول لمجتمع أكثر صحة ومنها لكوكب أكثر صحة، وبما يتماشى مع توجه الشركة نحو الرعاية الصحية للعملاء، لمساعدتهم على اتخاذ اختيارات وممارسات صحيحة من أجل صحة أفضل، وتقديم العديد من الأنشطة التي تروج لهذا التوجه ومنها التعاون مع وزارة البيئة في المسابقة البيئية لرفع الوعى ومواجهة تلوث الهواء بتوزيع دراجات على الفائزين.
وأشارت ممثلة الشركة إلى تطلعهم لاستكمال الشراكة في مواجهة تلوث الهواء، والعمل على التعاون في مجال الصحة النفسية وربطها بالطبيعة، خاصة أن الشركة تتعاون حاليا مع هيئة الدواء المصرية في مبادرة “اهتمي بنفسك” لدعم صحة المرأة، حيث أشارت وزيرة البيئة إلى إمكانية التعاون أيضا من خلال مبادرة وزارة البيئة “انتي البداية” للتخلص من زيت الطعام المستعمل والتي تساعد سيدات البيوت على عدم تكرار استعمال زيوت الطعام والتخلص منها بطريقة اقتصادية دون القائها في المصارف، للحصول على زيت جديد واستخدام الزيوت المستعملة في انتاج الوقود الحيوي.
بينما أشارت الأستاذة سماح صالح رئيس وحدة التنمية المستدامة بوزارة البيئة إلى إمكانية التعاون مع شركة سانوفي في بناء القدرات في مجال الربط بين الصحة والغذاء والبيئة، إلى جانب البناء على التأثير المحقق من خلال تعاوننا في الفترة الماضية في مجال مواجهة تلوث الهواء ورفع الوعي البيئي.
جدير بالذكر أن وزارة البيئة وشركة سانوفي تعاونا سابقا في تنفيذ مسابقة بيئية ضمن فعاليات الإعداد لمؤتمر المناخ COP27، وفي إطار المشاركة في الحملة الرئاسية لرفع الوعى البيئي “اتحضر للأخضر” ، تضمنت توزيع ١٠٠٠ دراجة هوائية على المتسابقين الفائزين بهدف رفع الوعي البيئي حول آثار تغير المناخ من خلال الشركة.