نظمت المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية اليوم مؤتمرًا لإطلاق شراكة للتعاون مع الأمم المتحدة بمصر، بمشاركة السفير هشام بدر المنسق العام ورئيس اللجنة التنظيمية الوطنية للمبادرة، وإيلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر، م. خالد مصطفى الوكيل الدائم لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وممثلي عدد من المنظمات الدولية المعنية.
وخلال كلمته قال السفير هشام بدر إن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية هي إحدى أكبر النماذج غير المسبوقة على المستوى العالمي، موضحًا أنه لا توجد دولة على مستوى العالم أطلقت مسابقة لـ 100 مليون مواطن تقدم حلولًا للتحديات الإقليمية، متابعًا أنه تم إطلاق الدورة الثانية للمبادرة إبريل الماضي مع مد فترة التقديم لنهاية يونيو القادم، ويأتي ذلك في إطار اهتمام شركاء جدد بالمبادرة ورغبتهم في حث المزيد من المشروعات على اقتناص فرصة المشاركة بالدورة الثانية والاستفادة من المميزات العديدة التي تقدمها المبادرة كمنصة لدعم الاقتصاد الأخضر في مصر.
وتابع بدر أن المبادرة ترد على العديد من التساؤلات التي تدور بين فئات الشعب كافة حول أهمية قضية تغير المناخ، موضحًا أهمية أن تتشارك كل الأطراف مجتمعة في حث المواطنين للتقدم بمشروعاتهم، موضحًا أن المبادرة استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات منها تقديم الدعم للمشروعات المتقدمة والترويج لها وتمويلها.
وأكد بدر أهمية التعامل مع التحديات والتغيرات المناخية بما يتسق مع أجندة التنمية المستدامة 2030، مشددًا على ضرورة المشاركة والتعاون على المستوى المحلي ثم المستوى الوطني ثم الدولي، موضحًا أن استمرار التعاون بين المبادرة والأمم المتحدة في مصر في الدورة الثانية يسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الرئاسة المصرية الحالية لمؤتمر الأطراف لتغير المناخ COP27، واستمراراً لجهودها في التأكيد على تنفيذ شعار “معاً للتنفيذ”، وذلك من أجل ترجمة الاتفاقيات والتعهدات الدولية في صورة أفعال ذات أثر ملموس، فكما أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل بأن تحقيق النجاح في مواجهة تغير المناخ مرتبط بتعزيز العمل المناخي المشترك وترجمة ما يصدر عن الاجتماعات من نتائج إلى واقع ملموس.
وأضاف بدر أن المبادرة تمثل نموذجًا يحتذى به ويمكن تكراره على مستوى العالم، مطالبًا بأهمية نقل التجربة من خلال الأمم المتحدة لتصبح نموذجًا مستمرًا، وأشار بدر إلى تلقي خطابًا من مدير عام منظمة الأغذية والزراعة FAO يؤكد دعم المنظمة للمبادرة، موضحًا أن المنظمة قامت باختيار أحد المشروعات التي تقدمت للمبادرة في دورتها الأولى من غير الفائزين وذلك من خلال الرجوع لقاعدة بيانات المشروعات الخضراء الأمر الذي يعكس أهمية تلك القاعدة، مشيرًا كذلك إلى اهتمام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في دعم تمويل المشروعات حيث يتم عرض تلك المشروعات على عدد من الممولين لتوفير التمويل اللازم لهم، موضحًا كذلك المشاورات التي تتم مع برنامج الغذاء العالمي لتكن المبادرة جزءًا من المشروع التابع للبرنامج في مصر، ذلك بالإضافة إلى الدعم الذي تقدمه هيئة الأمم المتحدة للمرأة للدورة الثانية من المبادرة.
وأوضح م. خالد مصطفى أن تلك المبادرة هي خطوة فريدة من قِبل الحكومة فبدلاً من الاجتماعات والتخطيط والتوصل إلى أفكار للبلد، تمت مشاركة الأفراد المتأثرين بتغير المناخ الواقعي وتحديات التنمية المستدامة للتوصل إلى حلول بأنفسهم والاستفادة منها، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ووكالاتها يمثلون شركاء مهمون منذ الدورة الأولى، مشيرًا إلى ضرورة استدامة تلك الشراكة والبناء عليها للمساعدة والحصول على النتائج المستهدف تحقيقها هذا العام، موضحً أن القائمين على المبادرة يهدفون زيادة قاعدة البيانات إلى أكثر من 6000 مشروع.
وتابع مصطفى أن الدورة الثانية من المبادرة تشهد بعض الإجراءات الحديثة والمتمثلة في التعاون مع الجامعات بتدريب طلاب الجامعات لمشاركتهم بالمبادرة والتقدم بأفكارهم ومشروعاتهم وحلولهم من جانب، وإطلاق الشراكة مع وزارة الشباب والرياضة من جانب أخر للاستفادة من شبكاتهم العريضة لمراكز الشباب في جميع أنحاء المحافظات في دعوة الشباب أينما كانوا ليصبحوا جزءًا من هذه المبادرة.
ومن جانبها أعربت إيلينا بانوفا عن شعورهم بالفخر لكون الأمم المتحدة جزءًا من دعم المرحلة الأولى المبادرة والتي أعادت إلى الحياة حلولًا عملية حقيقية لتسريع العمل المناخي، مشيرة إلى إطلاق الشراكة مع المبادرة ليمتد النجاح الذي حققته المبادرة لدورتها الثانية، موضحة أنه تم تقديم المشروعات الفائزة بمؤتمر COP27 والتي غطت العديد من المجالات من جميع أنحاء مصر الأمر الذي يعكس شمولية المبادرة حيث تعمل على تغطية كل المحافظات.
وتابعت بانوفا أن المبادرة أعطت مثالًا عمليًا على أهداف التنمية المستدامة، بصفتها متعددة الأبعاد وشاملة وتركز أيضًا على الحلول وتعمل على دعم الأبعاد المتعددة لأهداف التنمية المستدامة، موضحه أن اسم المبادرة في حد ذاته يشير إلى محتواها من حيث التحول الرقمي الذكي والمتقدمـ، فضلًا عن كونها خضراء تقود لحلول ملموسة للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه، بالإضافة إلى ارتباطها الوثيق بمبادرة حياة كريمة ودعمها، موضحه أن هذا يمثل النهج الوطني المبتكر لمصر لتوطين أهداف التنمية المستدامة.