صعدت أسهم شركة أبل بقوة منذ بداية عام 2023، في طريقها لإعادة اختبار قيمتها السوقية التاريخية والتي تجاوزت 3 تريليونات دولار، في يناير من العام الماضي.
ارتفع السهم بنسبة 35% هذا العام، مضيفاً ما يقرب من 690 مليار دولار من القيمة السوقية، حيث اجتذبت الإيرادات الثابتة لصانع “آيفون” المستثمرين، فضلاً عن التدفقات النقدية الهائلة.
من جانبه، قال مدير محفظة في “MainStay Winslow Large Cap Growth Fund”، باتريك بيرتون، وهو الصندوق الذي يمتلك ما يقرب من 4.5 مليون سهم في “أبل”: “عندما تنظر إلى المقاييس الأساسية، فهذا يكفي لفهم سبب أداء أبل بشكل جيد”.
بايدن ومكارثي يكشفان نتيجة اجتماع الاثنين.. هل توصلا لاتفاق حول سقف الدين؟
كانت شركة “أبل” وغيرها من الشركات التكنولوجية العملاقة من أبرز الأسواق هذا العام، حيث انجذب المستثمرون إلى الشركات ذات النطاق الأكبر بينما يحدقون في مخاطر الركود المحتمل وإخفاقات البنوك والآن مواجهة سقف الديون الأميركية. كما أنه السهم المفضل للمستثمرين المؤسسيين وصناديق التحوط والمستثمرين الأفراد، ووارن بافيت.
ومع ذلك، أدى الأداء الممتاز إلى زيادة الجدل حول تقييم شركة أبل. إذ يتداول السهم عند 28 ضعفاً للأرباح المتوقعة، مع مخاوف من تراجع أداء شركات التكنولوجيا وتقلص إيراداتها هذا العام، ويمثل مكرر الربحية الحالي للأرباح المستقبلية، أعلى علاوة يتداول بها السهم، كما أن سوق الأسهم نفسه يتداول عند مستويات مرتفعة لمكررات الربحية، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبرج”.
بينما ارتفعت أبل لفترة وجيزة فوق 3 تريليونات دولار في أوائل عام 2022، فشلت في الإغلاق فوق هذا المستوى، وكانت الذروة بداية اتجاه هبوطي أدى إلى انخفاض بنسبة 27% في ذلك العام حيث فر المستثمرون من أسهم التكنولوجيا وسط ارتفاع أسعار الفائدة. إذا حققت أبل هذا الإنجاز، فستكون أول من يفعل ذلك.
وحالياً، عند قيمة سوقية 2.76 تريليون دولار، فإن “أبل” تعادل جميع شركات مؤشر “راسل 2000” بأكمله.
اللعب الآمن المفضل
كانت كل من الأرباح والإيرادات المعلنة من جانب “أبل” هذا الشهر أفضل من المتوقع، وذلك بفضل انتعاش مبيعات “آيفون” والنمو في أعمال الخدمات الخاصة به. كما رفعت الشركة توزيعات الأرباح وأعلنت عن خطط لإعادة شراء الأسهم بقيمة 90 مليار دولار.
هذا الالتزام بعوائد المساهمين، إلى جانب تدفقات الإيرادات الدائمة للشركة، جعل من شركة أبل وأسهم التكنولوجيا العملاقة الأخرى منطقة أمان مفضلة في وقت سابق من هذا العام، عندما أدى انهيار بنك وادي السيليكون إلى اضطراب في القطاع المصرفي. ولكن الآن، وسط توقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن في يوليو لإذكاء النمو الاقتصادي، يتطلع المستثمرون إلى قطاع التكنولوجيا بسبب حساسيته الكبيرة للنمو.
من المؤكد أن تأثير أبل المتزايد باستمرار في مؤشرات الأسهم الرئيسية يعني أن أي انعكاس في الارتفاع من شأنه أن يشكل خطراً أكبر على الأسواق. تمثل الأسهم ما يقرب من 7.5% من مؤشر S&P 500، وهو المستوى الذي سجل ذروة في السنوات الأخيرة.