يشهد قطاع التكنولوجيا النظيفة نموًا سريعًا في العالم، ويحفز هذا النمو الحاجة المُلحة للحلول المستدامة، وضرورة الحدّ من الانبعاثات الكربونية.
وحسب تقرير وكالة ترويج الاستثمار في قطر، ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة السوق العالمي لتكنولوجيا الطاقة النظيفة الرئيسية والمصنعة على نطاق واسع 650 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، ما يمثل أكثر من 3 أضعاف قيمته في الوقت الحالي، نظرًا لاتجاه دول العالم نحو تنفيذ تعهداتها بشأن الطاقة وتغيّر المناخ.
ويتزايد اهتمام المستثمرين بدعم الابتكارات المستدامة، التي ضاعفت متوسط حجم صفقات تكنولوجيا المناخ أربع مرات بين عامي 2020 و2021، لتصل إلى 96 مليون دولار.
ولفت التقرير إلى أنه يمكن ربط أكثر من 80% من قدرات الحدّ من الانبعاثات المحتملة في العالم بخمس تكنولوجيات رئيسية، وهي الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وتكنولوجيا المخلفات الغذائية، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، والأغذية البديلة / البروتينات منخفضة الغازات الدفيئة.
ومع توجه الابتكار نحو القيام بدور أكبر في قطاع الطاقة، حققت طاقة الرياح والطاقة الشمسية رقمًا قياسيًا بلغ 12% من توليد الكهرباء في العالم العام الماضي، مرتفعًا بذلك من 10% في 2021.
وفي الوقت نفسه، تتطور تقنية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في تجميع قرابة 90% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من محطات الطاقة والصناعات الثقيلة، بينما يُتوقع للأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء أن تقلل من هدر الطعام بنسبة 20% خلال السنوات الأربع القادمة.
وعلى نحو مماثل، يمكن أن يكون لإنتاج الهيدروجين الأخضر تأثير بالغ على مصادر الطاقة المتجددة، في ظل تكاليف إنتاج من المتوقع أن تنخفض بنسبة 50% بحلول 2030، ومن المتوقع أن تشكِّل مصادر الغذاء البروتينية البديلة المنتجة في بيئات ذات معدل غازات دفيئة منخفض 11% من استهلاك البروتين بحلول 2035.
تشهد قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوقت نفسه فرصًا كبيرةً لنمو قطاع التكنولوجيا النظيفة، مدعومًا من السياسات الحكومية، ومبادرات الاستدامة الفعالة، والاستراتيجيات الوطنية، والموارد الطبيعية الوفيرة، مثل الطاقة الشمسية.
ومن أبرز الجوانب المتعلقة بالتكنولوجيا النظيفة في المنطقة نمو القطاعات: تنمو الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل سنوي مركب يبلغ 8% من 2010 إلى 2035.
يُذكر أن وكالة ترويج الاستثمار عقدت شراكة مع مؤسسات عالمية رائدة مثل مجموعة إيبردرولا؛ لاستكشاف وتنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة في قطر من خلال إنشاء مركز رائد عالميًا للنهوض بالمرافق الرقمية في قطر، يدعم التوسع في أنشطة البحوث والتطوير والابتكار للمجموعة الإسبانية، من خلال مركز إيبردرولا للابتكار في الشرق الأوسط ومقره الدوحة.
كما أعلنت شركة قطر للطاقة إنشاء أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم، المُتوقع أن يبدأ تشغيله بحلول 2026 لينتج 1.2 مليون طن سنويًا، يدعم هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، أيضًا مساعي قطر لتطوير مرافق احتجاز الكربون وتخزينه لعزل ما يصل إلى 11 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول 2035.
وتبذل قطر جهودًا كبيرة لتقليص غازات الاحتباس الحراري، والحفاظ على الأراضي، وتعزيز التنوع البيولوجي، لتحسين جودة الهواء الداخلي، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية. وتتجسد هذه الجهود