تستمر سوق الهواتف الذكية التي تم تجديدها والمعروفة بـ Refurbished smartphones بتحقيق نمو على مستوى العالم، حيث ارتفعت مبيعات هذه الفئة من الهواتف بنسبة 5 بالمئة خلال عام 2022، في الوقت الذي تراجعت فيه مبيعات الهواتف الذكية الجديدة بنسبة تزيد على 12 بالمئة.
ما هي الهواتف المُجددة؟
وعندما نقول الهواتف المجددة أوRefurbished smartphones، نعني بذلك الهواتف المستعملة التي أعادها الزبائن إلى الشركة التي صنعتها، بهدف استبدالها بإصدار أحدث النسخ أو بسبب معاناتها من عيب في التصنيع، لتقوم بعد ذلك الشركة بتجديدها وإصلاح الأعطال التي تعاني منها، واستبدال مكوناتها التالفة بمكونات جديدة ومن ثم تطرحها للبيع بسعر أرخص من الهواتف الجديدة.
وتضم فئة الهواتف المجددة أيضاً، الهواتف التي كانت معروضة لدى وكلاء الشركات المصنعة، واختبرها الزبائن قبل الشراء، حيث تقوم بعد فترة الشركات بتجديدها وبيعها من جديد بسعر أرخص من الهواتف الجديدة.
وعموماً، يكون سعر الهواتف الذكية التي تم تجديدها أرخص بنسبة تتراوح بين 20 و30 بالمئة مقارنة مع أسعار الهواتف الجديدة.
سباق آيفون وسامسونج
واستطاعت هواتف آيفون اكتساح مبيعات الهواتف التي تم تجديدها خلال عام 2022، محققة نسبة نمو بلغت 16 بالمئة، مقارنة مع مبيعات عام 2021، مستحوذة على حصة 49 بالمئة من هذه السوق، لتحتل سامسونغ المرتبة الثانية باستحواذها على حصة 26 بالمئة، مقارنة بحصة 28 بالمئة في 2021، وذلك بحسب تقرير شركة كاونتر بوينت ريسرتش لأبحاث السوق.
وتقاسمت هواتف “أوبو” و”فيفو” المرتبة الثالثة لناحية مبيعات الهواتف التي تم تجديدها خلال عام 2022، بحصة 3 بالمئة لكل واحدة من العلامتين، في حين حلت “هواوي” رابعة بحصة 2 بالمئة، أما نسبة الـ 17 بالمئة المتبقية، فقد تقاسمتها بقية شركات تصنيع الهواتف في العالم.
وقد حلت الهند في المرتبة الأولى لناحية الدول الأكثر بيعا للهواتف الذكية التي تم تجديدها، تبعتها دول أميركا اللاتينية، في حين تراجعت مبيعات هذه الفئة من الهواتف في الصين بنسبة 17 في المئة.
وخلال العام الماضي، تم بيع 120 مليون هاتف مجدد.
ويقول مهندس تكنولوجيا المعلومات محمد شامي، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن الأرقام التي ذكرها تقرير شركة كاونتر بوينت للأبحاث، تتعلق حصراً بمبيعات الهواتف الذكية التي استعيدت وتم تجديدها من قبل الشركات المصنعة لها، والتي يتم الإشارة إليها عند بيعها بعبارة Refurbished، وهي مختلفة تماماً عن الهواتف المستعملة التي لا تخضع لعملية تجديد في الشركة، لافتاً إلى أنه تم بيع أكثر من 120 مليون هاتف ذكي مجدد خلال عام 2022.
وبحسب شامي، فإن سبب استحواذ هواتف آيفون على نحو 50 بالمئة من مبيعات الهواتف التي تم تجديدها في 2022، يعود إلى الضوابط التي فرضتها آبل على عملية تجديد هذه الهواتف، والتي تضمن حصول المستخدم على هاتف شبه جديد، مكفول لمدة عام وأرخص بنسبة تبدأ من 15 بالمئة، مشيراً إلى أن أي هاتف تقوم آبل بتجديده، يحصل على بطارية جديدة وهيكل خارجي جديد، ويأتي مزوداً بجميع الملحقات والكابلات وأحدث أنظمة التشغيل، حيث إن جميع هذه العناصر تلعب دوراً في جعل الكثير من المستخدمين يشعرون أنهم أمام صفقة ممتازة.
أخبار ذات صلة
الرئيس التنفيذي لـ Apple تيم كوك خلال افتتاح أول متجر بالهند
اقتصاد عالمي
“آبل” تصف أول متجر لها في الهند بأنه خطوة “توسعية كبرى” يرتكب مستخدمو آيفون خطأ فادحا فيما يتعلق بمساحة التخزين
هواتف ذكية
الشهر المقبل.. ستتوقف أجهزة آيفون من هذا الطراز عن العمل
ويضيف شامي أن جودة الهواتف المجددة التي يتم بيعها في السوق حالياً تتنوع بين الجيد، والجيد جداً، في حين أنه يمكن القول إن هواتف آيفون المجددة مشابهة للهواتف الجديدة من حيث الجودة، وهذا ما يشجع المستخدمين على اقتنائها، لافتاً إلى أن آبل تعرض حالياً ومن خلال موقعها الإلكتروني، هاتف iPhone 12 Pro Max المجدد بذاكرة تخزين سعتها 512 غيغابايت بسعر 1000 دولار، في حين يبلغ سعر هذا الهاتف 1300 دولار إن كان جديداً، ما يعني أن المستخدم قادر على توفير نحو 300 دولار.
لماذا الإقبال على الهواتف المجددة؟
وفقاً لشامي فإن الوضع الاقتصادي الصعب في العالم خلال عام 2022، ساهم في إقبال الزبائن على شراء الهواتف المجددة، خصوصاً في الاقتصادات الناشئة كالهند والبرازيل والمكسيك والصين، إضافة إلى أن طريقة تفكير المستخدمين في هذه الدول، تتقبل فكرة الحصول على هاتف تم تجديده، وهو أمر قد لا يكون مقبولاً لدى بقية الشعوب وخاصة الغنية، فهؤلاء يفضلون أن تكون هواتفهم جديدة كلياً، مشدداً على أن هذه السوق ستستمر في النمو خلال عام 2023 والأعوام اللاحقة.
ويختم شامي حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، بالإشارة إلى أن مختلف الشركات المصنعة للهواتف الذكية تعمل جاهدة لزيادة مستويات الثقة تجاه الهواتف التي تم تجديدها، خصوصاً في ظل الاتجاه المتزايد لحماية البيئة، فتجديد الهاتف بدلاً من صنعه، يقلل من نسبة الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 70 في المئة، كما أنه يقلل من استخدام المواد الأولية.