تنتظر أسواق الأسهم العربية، أداء إيجابي يسيطر عليه الحذر خلال تداولات ما بعد عطلة عيد الفطر المبارك وقد تعود أغلبها للمكاسب الطفيفة وسط توالي الإعلان عن نتائج أعمال الشركات المدرجة وذلك بعد ضغوط بسبب التضخم المرتفع وارتفاع أسعار الفائدة لمواجهته.
ومنذ بداية تداولات شهر رمضان حتى نهاية جلسة أمس الثلاثاء، عززت بورصة مصر من تصدرها لقائمة الارتفاعات عربيًا بتلك الفترة بنسبة 15.5%، وارتفع السوق السعودي بنسبة 7.8%، وزاد مؤشر سوق دبي المالي 3.5%، وصعد المؤشر الأول للبورصة الكويتية 0.8%، وذلك وفق تحليل موقع مباشر واطلعت عليه «بايونيرز مصر»
والأمر الذي دعم أداء هذه البورصات الخليجية الأربعة بتلك الفترة هو صعود أسعار النفط العالمية بنسب تتراوح ما بين 9% و12% تقريباً، وذلك بعد تحقيقها مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي.
تلك الزيادة في أسعار النفط جاءت وسط مزيد من تخفيضات الإنتاج التي يستهدفها تحالف أوبك+، الأمر الذي من شأنه تقليص الإمدادات عالمياً، في مقابل المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة الذي من المرجح أن يضر بالطلب من جهة واستمرار المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية من جهة أخرى.
وفي المقابل، سيطر اللون الأحمر على باقي مؤشرات البورصات العربية في تلك الفترة حيث انخفض مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 3%، ونزل مؤشر سوق البحرين بنسبة 0.95%، وتراجع مؤشر بورصتي أبوظبي وقطر بنسبة 0.16% للأول و0.5% للثاني.
وعالمياً، تباين أداء البورصات في وول ستريت والأوروبية واليابانية والآسيوية وسط ترقب المستثمرين للمزيد من إعلانات الأرباح المنتظرة بعد أزمة المصارف الأمريكية وغيرها من ارتفاع معدلات الفائدة لأعلى مستوى في 15 عامًا إضافة لانتظارهم لإيضاحات رسمية بشأن الاقتصاد الأمريكي الذي من المرجح أن يدخل في حالة ركود خلال 2023 بفعل أزمة الائتمان وتصاعد المخاطر الجيوسياسية.
ويتوقع محللون لـ”معلومات مباشر”، أن تشهد الأسهم العربية أداء يميل للارتفاع مع تركز اهتمامات المستثمرين بمتابعة إعلانات الشركات الكبرى ذات الأساسات المالية عن الأرباح والكشف عن تفاصيل برامج الطروحات الجديدة المرتقبة لاسيما بالأسواق الناشئة كمصر وغيرها.
يشار إلى أن توقيت إجازة عيد الفطر يمتد في أغلب الدول العربية من 3 أيام إلى 5 أيام كما أنها ستبدأ في 20 أو 21 أبريل الجاري تقريًا بأغلب دول المنطقة.
بدوره، توقع المحلل بأسواق المال طارق عيسوي أن تتجه أنظار المتداولين بعد أجازة عيد الفطر الي نتائج أعمال الشركات للربع الأول ٢٠٢٣ خاصة بعد انتهاء فترة التوزيعات السنوية، مشيرا إلى أنه جرت العادة أن يكون شهر مايو شهر من كل عام بيعي ويسيطر عليه جني للارباح عالميًا ولكنه برأيه سيكون مختلفُا هذا العام وستتجه للإيجابية في ظل تراجع معدلات التضخم.
وقالت حنان رمسيس عضو مجلس إدارة شركة الحرية لتداول الأوراق المالية، إن المتداولين بالمنطقة العربية ينتظرون بعد انتهاء إجازة العيد إشارات دخول بالعديد من الأسهم القوية ذات المراكز المتنامية والمحققة لنتائج أعمال جيدة، مشيرا إلى السوق السعودي والإماراتي سيكونان على رأس الأولويات في تلك الفترة للمستثمرين حول العالم لاسيما بعد زيادة استثمارات السيادي السعودي بسهم أرامكو وانتظار المزيد من الطروحات بدبي وأبوظبي.
وبالنسبه للبورصة المصرية، فيعتقد محمد جاب الله عضو مجلس إدارة شركة رؤية لتداول الأوراق المالية، أنها تتأهب للصعود بعد عطلة العيد من الناحية الفنية مستهدفًا مستوى 18414 نقطة.
وتوقع محمود عطا مدير الاستثمار بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية أن تشهد البورصة المصرية أداء صاعدًا مع زيادة التوقعات بتحريك مرتقب للعملة المحلية مقابل الدولار و استئناف برنامج الطروحات الحكوميه لجذب استثمارات أجنبية وخليجية جديدة ومن ثم انعاش سوق الأسهم فى ظل عدم مواكبة اسعار الفائدة لمعدلات التضخم المرتفعة.
وتعليقاً على ذلك توقع مدير البحوث في شركة المروة لتداول الأوراق المالية مينا رفيق، أن تستانف أسواق الاسهم ارتفاعاتها وسط ترقب حذر للتوترات العالمية، مرجحًا أن تستفيد الأسهم القيادية و بالاخص بقطاعات الموارد الأساسية و قطاع الطاقه و الأغذية و الأدوية من الموجه التضخميه التى تشهدها الأسواق حاليًا تزامنًا مع إعلان نتائج أعمال الشركات خلال الربع الأول من العام الجاري.